13 ديسمبر 2006

أنتَ

كم لي منك على محمل الحب، قبل أن أروض دمي في خلايا الوقت لأوافيك
أو قبل أن أرش بسطوعك حقل أيامي
أنت الذي دسست الحلم في جيب طفلة
خاطفاً من الروح طقس شتائها
يعري البرد كتفيه
يتمرغ في دفء ضحكة لها طعم شفتيك
كم لي منك على محمل الحب
لتبصر أصابعي خيوط الفجر
تلثم المواعيد المثقلة بنعاس العشاق
إذا شاغلتهم الحروف
وتعلقت بأقدامهم ظلال لاتتعب
تدنو لمثلك
ترسم المدى محطات وصول
قبل أن نختلط
اسماً واحداً
بصراً واحداً
جسداً واحداً
لاشيء يكفينا
من غيرنا يحفل بالقلق
إذا عاند اللهاث
وعاند النبض
وعاند اغتسال الضوء في وجوهنا
نقتسم العكر نصفين
والقلب يصفو
يدنو من الله
يصوغ الشفاعة في خشوع العاشقين
سأعرفك في لحظة البدء
أركض بك العمر، ولا أتعب
أستر دمعك إذا بكى
أساير البغتة حتى تنساكأ
قشر الأمنيات
أخترع شمساً تجفف الجرح
أصعد في خلود السيرة
فلا أمضي.. ولا أغيب.. ولاأذبل.. ولا أموت
مادمت حبيبة تنقر الحياة من كفيك

09 ديسمبر 2006

منذ زمن لم تضحكك طفلة

هكذا أنسجك في مسامي والجنون لغة أخرى تنتصر دائماً على ما حسبناه أكيداً
هل كان جنوننا .. أم أنها خطى استدارت لتعبرك إلينا
قال: جئتك فاشهدي
والصدفة تخدش بهاء الحضور.. لم تكن مصادفة بل عناوينها المؤجلة
تمطى الوقت والمباغتة صهللة تسرقنا من الاحتمالات
ضحكتُ مثل طفلة استرجعت دهشتها.. منذ زمن لم تضحكك طفلة
كان لك وجه النهار خرج أعزلا إلا من بهائه.. وليس لمثلنا النظرة الأولى وليس لمثلنا النظرة الأخيرة.. ليس إلا اليقين إذا أدهش الروح ، أو خمرة من كأس العطش
كان لابد من أفقد الأرض تحت قدمي وأرتطم بسقف السماء، من يلوم خطى تطير؟
هل من المهم حقاً تفاصيل اللقاء في طرق أضاءت أوصحراء ارتوت؟
لهذا او لبعضه أدمنتك ونقشتك لغة في فم المعنى وصار من الصعب أن أفقدك من جديد
لكن الحكايات الجميلة كالاشخاص الجميلون قصيرة أعمارها وشاحبة تحملنا إلى فجيعتها لتهزمنا دفعة واحدة بذنبها وذنبنا
بدأت ألوك الكلمات، وأرتب الغموض كي يحتشد أكثر في حيرتي، فكيف نخسر حكاية جميلة وكيف تهزمنا وكيف يتحول فرح الحب إلى حزن يكمش القلب ويغرس بقسوة أظافره؟
منذورون للفراق قال لي
قبل ان يطبع على خدي قبلته الاولى، والموت فراق ، وفراقك الموت ، وهاأنا أضيع في البكاء ثانية هدهدني ولم يكن للدمع إلا أن يرتجف ويبقى عالقاً بين الجفن والجفن

08 ديسمبر 2006

عابرة:عدنان الصائغ

أكونُ لكِ الجسرَ
هل كنتِ لي نزهةً في أقاصي القصيدة…؟
أكنتِ ترين الأصابعَ – إذ تتشابكُ –
سلمَكِ الحجريَّ…
إلى المجدِ
أحني دمي، كي تمرَّ أغانيكِ، من ثقبِ قلبي
إلى مصعدِ الشقةِ الفارهةْ
وأختارُ لي ركنَ بارٍ لأرقبَ في طفحِ الكأسِ ضحكتَكِ العسليةَ
في الحفلِ،… في آخرِ الذكرياتِ
تسيلُ على الطاولاتِ
فتشربها الأعينُ القاحلةْ
فأقنعُ نفسي:
بأن المسافاتِ كذبُ خطى
والصداقاتِ كذبٌ أنيقٌ
والنساءَ الجميلاتِ… تكرارُ آهْ
الشاعر : عدنان الصائغ

اسطورة: أحمد المنشاوي

أيتها البعيدة إلى آخر قطرة
القريبة كليلة شتاء
تتمسح في جدائل المطر
حين يصبح صوتك نهارا
وصورتك شمعة بيضاء
وشعرك حلم طفلة
حين تُبعثين كأسطورة فرعونية
تحرضين الورق
كي يستعيدك مريم
الشاعر : أحمد المنشاوي

05 ديسمبر 2006

من قصيدة: تواضعت أحلامي كثيراً ( سعدية مفرح)

1
أريد مجرد جناحين
أو تكفّ روحي عن توقها للطيران
2
أريد أن أصرح كل صرختي
دون أن أنتظر سؤالاً ما
3
أريد أن أتخلص من كل مايعيق دمعتي
عن هدفها المؤجل
أو نقطتها الأخيرة على السطر
4
أريد أن أغني
دون أن أضطر لتأليف كلام
أو أرتجل لحنا
أو أرفع صوتي
5
أريد كرة أرضية أخرى
أخبئها في صدري
كلما أدرت الخروج من البيت دون عباءة
6
أريد مظلة مزينة بقرنفلة
وكتاباً مفتوحاً على الفهرس
وأصابع تجيد نقر لوحة المفاتيح
7
أريد نهارا قصيراً جداً
يكفي لكتابة قصدة
أكتبها كما أشتهي
على مهل
دون رتوش
ولا مسودة
8
أريد ليلاً طويلاً
أعني طويلاً جداً
9
أريده فقط .. ماهو
من هو
لاأريد الاجابة على أية حال
الشاعرة: سعدية مفرّح
مقتطف قصيدة من ديوان يحمل العنوان نفسه

26 نوفمبر 2006

كراكيب الكلام


أعلم
أن يدي
ليست مطرقة
لكنني أحياناً أتخيلها
تنهال كغضب بلا نهاية
مهشمة رأس الفراغ
حيث الدمع الحبيس
والصرخة في المرآة
ليست مزهرية
ليري في نسيجها وريد وردة
وتنمو في ماء جوفها جذور
ليست مسدساً
كي تصوب على ثقب في العتمة
فتحرر بإشارة من إصبعها عصفوراً بلمعان الرصاص
أعلم أيضاً أنها ليست منديلاً
لكنني بين غيمة وأخرى أحاول
أن اكفكف بحنان رطب في لمستها
دموع مدينة مأساتها المطر
ليست غيمة زرقاء
ليست قطرات على الطريق
.....
الشاعرة اللبنانية : سوزان عليوان
من ديوان كراكيب الكلام

25 نوفمبر 2006

ويشير لإمرأة بعيدة( تمام التلاوي)

يمشي وحيداً فوق أرصفة الحنين
يلقي بآهته كما يلقي اللفافة
ثم ينظر حوله
فيراك في أعلى القصيدة

لم يقل شيئاً مساء هجرته
بل راح يخفي في هدوء ماتبقى منك
خمس رسائل ، وثلاث شعرات على طرف الوسادة
حمرة تغفو على فنجان قهوتك الاخير،، ودمعه
لكن عطرك ظل يشعل ردهة الذكرى
ويوجع ليل شاعرنا
سريرك فارغ جداً
واما الخمر فلتملأ كما شاءت كؤوس الصمت
ولتترك غيابك جالساً بالقرب منا
كي ينادم حزننا

يمشي وحيداً
حاملاً بحقيبته الأحلام خييبته إلى الميناء
لايلوي على حب
يطل من الخريف على شتاء قادم
فيخاف أن تبلل الأوراق من شاء الكتابة عن ربيع آفل
أنا لن أغني مرة اخرى، يقول
ولن أيتح لما تبقى من حياتي
أن يبرعم فوق غصن حبيبة
ماحط فوقه طائر إلا وحطمه
الى الميناء يمشي وحده
فن زورق النسيان يسأل دامعاً
فيجيبه الشرطي: هاهو واقف
ويشير لامرأة بعيدة


أمشي وحيداً
صرتِ أجمل بعدما غادرتني
أما وعدك لم تغادر بعد صندوق الرسائل
كم نسيتك لحظة في النوم
فاستيقظت مبتلاً بذاكرة الوسادة
ربما ليث جديد يستريح الان
فوق اريكتي فلٌ يؤثث فجر صدركِ
ربما يبكي لأنه لايصدق
أنك الأنثى التي ترعى رؤاه الآن فوق مروجها
أو ربما مازال يغسل مامضى من عمره
في نبع خمر دافقة مابين نهدي لبوة
لكن شاعرك الذي
يمشي وحيدا تحت عتم الأغنيات
فإنه مازال يطعم
ماركت من السنونو - في فضاء شقائه - قمح الندم

يمشي وحيداً فوق أرصفة الحنين
وتحت عتم الأغنيات
قد ترجعين إليه
من أقصى الغياب إذا أدرت
وإن أراد فمن أقاصي الذكريات
قد ترجعين إليه ذات أنوثة
سمراء أطرتها عذارى المشرقين وطوبتها الآلهات
قد ترجعين إليه
كي
يلقي بماضيه كما يلقي اللفافة
ثم
ينظر حوله
فيراك في قاع القصدية
ميتةً كالأمنيات
..
الشاعر : تمام التلاوي
..

وخزات كالحياة ( خلف علي الخلف)


1



يحدث احيانا أن تتحول الحياة إلى دبوس ... تتكثف الحياة كلها إلى دبوس لينغرز فجأة في شغاف القلب ، هكذا لحظة شيء يشبه الموت



عندها لن تكفي الشهقة ولن تكفي الاآآآآآآه مهما كانت عميقة وطويلة ، ولن يكفي ارتجاف القلب وهو يتلقى هذه الغرزة ، الامر سيكون استحضارا لكل ما سلف من العمر ولكل ما هو آت دفعة واحد



يمكن لنا ان نتخيل كيف يتكثف العمر في لحظة واحدة ، تلك اللحظة التي يتماس فيها هذا الدبوس مع شغاف القلب



يحدث هذا



فلا تعرف حينها انت تركض في الحياة، ام تركض في الغيب، انت على الارض ام اصبحت سحاب



أن يكون الغياب حياتك كيف ستواجه حضور الحياة كلها دفعة واحدة ، وكيف ستشعر في هذه اللحظة ؟



يمكن القول انك لن تشعر بشيء لان هذا اكبر من قدرة احساسيسك على الادراك يمكن القول أن شعورك بهذه اللحظة يضيع , فيضيع احساسك بها, إنه أمر مؤسف أن لا تستطيع ان تشعر بشيء في تلك اللحظة.. لانك تدخل في غيبوبة مطلقة : أعني أن الحواس كلها تغيب



غير قادر على الصراخ ولا على الالم ولا .... ويأتي تشبيه الموت من منطقة اللغة لانك لم تمت ، وعليه فأنت لا تعرف احساس لحظة الموت ، ولانك تريد ان تقول ان الامر مهول، فلاتجد غير توصيف مثل الموت



كانت اللحظة رغم تعطل الحواس هاااادئة ولا ادري إن كان توصيف الهدوء يتعارض مع توصيف هذه اللحظة السابق



لكن ... القلب لم ينفجر دما



بهدوء بهدوء شديد يشبه ان تضع يدك في ماء تسلل الدبوس / الحياة واخترق الشغاف ، وهكذا لن يكون هناك جرح ولن تترك ندبة لان الدبوس ذاب في دم القلب واعيد ضخه لباقي الجسد / الايام



لا يمكن لنا ان نجد اثرا له يوما ما ولا يمكن لنا ان نتحسسه يوما ولا يمكن حتى ان نعرف اين استقر



هكذا لن يكون هذا الدبوس الا مستمرا كما تستمر الحياة ذاتها ما يمكن ان تفعله امام هذا هو ان تظل تتأمله ، خارج التوصيف / خارج اللغة / داخل الحياة





وحين نكتب هذا الدبوس نحن نكتب شيء اخر غيره ، نكتب تأملنا له على أفضل تقدير





خارج الدبوس / داخل الحياة:



احيانا تقول انه ضوء قدم من مكان لا يمكن ان يحدده حتى الله



وتستلذ بهذا التوصيف لانه ضوء اولا ولان الضوء يزيد مساحة كتابته



إن الضوء له علاقة بلحظته ، لحظة أن يخترق هذا الدبوس / الضوء شغاف القلب يحدث ان تكون المصادفة اكبر من تخيلها حتى شعرا ... يحدث



كأن يكون هذا الضوء يخترقك في عيد مولدك مثلا او في عيد ميلاد الحب او...... اي زمن خاص جدا لك



حينها



حينها



ستتحول انت الى ضوء



وتختلط بالضوء



كيف يمكن حينها فصلك



عن الدبوس \ الضوء



وكيف يمكن حينها ان تقول هذا الضوء وانت فيه



وكيف تحس هذا الضوء وانت ضوء وهو ضوء





الرياض 14\2\2005







2





فجأة بعد قراءة شيء ما .... الخروج من صالة سينما بعد حضور فيلم .....تختلج داخلك باشياء كثيرة , تتيه , تريد ان تمشي فحسب , إذ يصبح الكلام هذرا لا معنى له وتريد ان تبكي ، ان تبكي وحيدا لا يعني هذا إنك تخجل من الدمع , لكن الدمع يثير الاخرين ويستفزهم وتصبح عرضة لكل تدخلاتهم ويكون السؤال الذي لاتحار جوابا له :

لمَ تبك ؟ بإلحاحه النابع من الحب والتعاطف, شيئا مربكا لك لكنه مقيت ايضا , إذ لا بد ان يقطع استرسالك في الحالة .. ويكون الرد حينها مقتضبا ولا يقول شيئا : مافي شي...



الذي تبدد ايامه القسوة

الذي يرحل وحيدا ويسافر وحيدا

الذي دائما بلا مودعين ومستقبلين

الذي يعلو صراخه

الذي....

يكون سريع العطب ايضا وسريع البكاء





السينما مثلاً مكانا اثيرا للبكاء ، ففي الصالة تكون وحيدا في سوادها ، الوحدة تغري بالغوص عميقا في بواطنك، الظلمة تحيلك الى داخلك ، الظلمة تجعلك مشدودا بكلك لتفاصيل هامشية في الفيلم... تتدحرج دموعك بصمت .... البكاء يجب ان يكون رفيقه الصمت ... او صدرا تلتصق به يهدهدك فقط ، ولا يقول لك لا تبك ، او لما تبك ، سواء كنت طفلا او في منتصف الحنين أو في آخر الحياة... البكاء يربك الاخر أيضاً فيجلعه يريد ان يتعاطف معه / معك ان يقول شيئا .. الارباك يجعله لا يعرف ما يقول ولا ما يتصرف ويربكك ايضا

قليلون اللذين يديرون ظهورهم ويمضون عندما يشاهدون احدا يبكي وهو تصرف ودود للتعاطف



والبكاء يغسل الحنين ولا يشفيه ولا يحضره , البكاء دواء المسافة ، القهر بكاءه دمعة واحدة تطفر دون صوت او شيء يتبعها ولا احساس يرافقها سوى احساس بلاختناق ، انها شيء مختلف عن البكاء لذا دمعة القهر جارحة حادة نزقة نافرة واضحة وتصيب عن بعد



أذكر حالة بعيدة انتابتني حين خروجي من فيلم " سينما براديسو "، يومها غادرت اصدقائي قبل ان يقوموا من مقاعدهم، كي امارس بكائي وحيدا، بعيدا عن اربكاي لهم وإرباكهم لي، وما دمنا في الحياة فإن حالة البكاء تتكرر، والبكاء حالة طقسية فأحيانا نعبر عن تعاطفنا مع الباكي بالبكاء ...



الخ

الخ

الخ



الرياض 24 \2\2005









3



هكذا يبني الحنين اعشاشه على شجرة ايامك .. وأيامك لم تنبت بعد ، الفراغ ليس لغةً وليس جسدا وليس هواءً الفراغ هو انت



آآآه ياشجرا ينمو بلا جذور.. كيف لنا ان نسقيك من مائنا الذي بلا لون .. من قال ان الماء بلا لون ؟

والحياة تفاصيل .. تمضي في رؤاك ولستَ حالما ، تمضي في اللغة ولستَ شاعرا ، تمضي في الحياة وانت ميْت

كل ما نجمعه من الضوء يخطفه طير بلا اجنحة وبلا جسد ... كل ما نجمعه من مرور الحبيبة يخطفه هواء يمر سريعا ويتركنا مبهوتين ، لا نستطيع سوى تأمل ارواحنا الخاوية



الحياة تفاصيل الحياة ليست سرداً وانت تغني تغني :

" يما العمر وياي ما انصف وجار

وين ارحل بممشاي كل ساع الي دار"



الاغنية تحبسك .. تخنقك ... تتلبس جدران روحك وتهدمها ...



والروح ليست من علم ربي فقط ، نحن نرى الروح وهي تجف ، نراها وهي تغدو خضراء ونراها وهي تغادر وهي تعود ، ما لا نعلمه هو فقط اين تغادر هذه الروح ، وما ينفعنا ان نعلم اين تغادر؟ وما لنا اين تغادر ... ؟! انها تغادر فحسب

ويمكنك ان تجازف وتقول : الروح هي صناعة الكائن ، نحن نخلق ارواحنا بقدر ما .. ونحن لا نكون على هيئة الروح بل تكون ارواحنا على هيئتنا

اه

" ياطير البّرق اخذت حمائم روحي "

ياطير هب لي جناحا واحدا لأحاول أن أطير منكسرا ، اعلم أني لن أبعد عن الارض وأعلم ايضا ان من روحه مسفوحة في اراضٍ شتى لن يكون باستطاعته التفكير بالطيران حتى....



ألا من يجمع الروح



ليس سواك ايتها العاشقة ليس سواك..........



الرياض 10/3/2005







4



يبست يا أمي يبست \ اصبحت مثل عشب لازال في الشمس منذ قرون.... ولا ماء ولا غيم ... ليس سوى دمع ... والدمع مثل الشمس يزيد اليباس \ مدي يدك ياأمي لا ليخضر ضلعي بل اقطفيني .... اسحني هذا الجسد اليابس وانثريه للريح......



هل الصحراء بحر أم البحر صحراء

لو كانت الصحراء بحر لصرخت :



" وك تدري مرات السفن لو ضاق خاطرها

بجبن غبطانها تسيس

وحدها "



الرياض 18/3/2005

البحرين ناس ينثرون الحزن ( خلف علي الخلف)




للحب بدايات دائماً



" المدن التي على البحر تنتظر المراكب والقادمين ..." ربما لم يقل هذا أحد وربما قاله كثيرون لكني كل ما زرت مدينة على بحرٍ أحسستُ بترحاب الناس بالغرباء فكيف إذا كنت ذاهب إلى جزيرة !! أول ما ترميه عن كاهلك وانت تدخل البحرين هو الشعور الذي قد يداهمك في بلاد أخرى : أنك غريب.


يخيل لي دائما عندما اذهب إلى البحرين أن هذه ( البلاد) تنتظرني بدفء تلفني به منذ بوابة الجوازات على جسر الملك فهد الذي يربطها بالسعودية. ومن فوق الجسر وأنت تريد لبصرك أن يسبقك إلى البحرين تحس بالرحابة وتحس إن هذه (البلاد) الصغيرة واسعة جدا.. ورحابتها لاتتعلق بالمسافات بل إنك ستكتشف بعد قليل أن هذا الاتساع مصدره الناس هناك


في اغلب بلدان العالم تحتاج إلى مفاتيح للمدينة وللناس كي تنفد إلى داخلها وتتعرف عليها من الداخل.. تحتاج اغلب الاماكن إلى من يقودك كي تختصر الطرقات و الزمن في التعرف إليها.. كي لاتضيع وأنت تتفرس الامكان والوجوه لتستدل إلى ما يجعل نفسك تقرُّ في المكان... في البحرين لا تحتاج إلى دليل أو خارطة أو حتى صديق كي تألف المكان بدايةً، ولاتحس انك غريب عن هذه (البلاد ). وأول ما يستغربه القادم من بلادٍ شاسعة، هو تلك الشاخصات التي تشير في البحرين إلى مدينة كذا أو الى مدينة المنامة إذا ذهبت خارجها.. منذ أول زيارة لها في منتصف تسعينات القرن الذي أصبح سابقاً الى الان لم يفارقني هذا الاستغراب لأني احس أنها بلاد بحجم القلب لا تحتاج لشاخصات كي تقودك


في المرة الأولى لم اكن اعرف احداً فيها، لكن هذا لم يمنعني من أن احبها منذ دخولي الأول لها .. وفيما بعد عندما اتاح لنا (عمنا) بيل غيتس أن نكسر الحدود والمسافات ونتجاوز الجوازات والتأشيرات والسفارات ( والبحرين لا تطلب منك هذا بالاساس ) أصبح لنا أصدقاء في البحرين، وأن يكون لك أصدقاء لن يختلف الامر كثيرا سوى تكريس وجهة النظر التي تشكلت عن أهل البحرين. ففيها لا تحتاج أن يقدمك صديق إلى الاخرين كي تحس بالألفة مع المكان والوجوه أو لتنزع تحفظ يلازمك اتجاه الاماكن التي لا تعرفها والناس أيضاً ..حينها لاتفاجئ بكم الدعوات التي تصلك ممن يلتقونك لاستضافتك " خل نكسبك اليوم "


في البحرين ومدعو !!


في هذه الزيارة أنت مدعو إليها!! أنت الذي تعرف أنها إضافة لرحابة ناسها فهي الأكثر حراكاً ثقافياً في منطقة الخليج ..إذن الأمر مبهج أن تحيي أمسية بضيافة الملتقى الثقافي الاهلي في البحرين مع الصديقة القاصة سوزان خواتمي، ولم تكد البحرين تهدأ من ربيع الثقافة الذي زارها خلاله كتاب وشعراء عرب كثيرون آخرون.. قبل أن نصل، وبعدها، ظلت تؤكد الصديقة فاطمة محسن مسؤولة الاطياف الشبابية في الملتقى إن الاستاذ علي الخليفة (الشاعر البحريني ومدير الملتقى )اتصل بها من المغرب حيث كان هو أيضاً مدعوا لاقامة امسية شعرية هناك في تلك الفترة ليتأكد أن "كل شيء تمام ". وهذا مربك لشخص لا يجيد الرد على الحب بالكلام.. أمام كل هذا الاحتفاء لاتملك سوى إن تصمت لان الكلام قليل


ببساطة شديدة تجد نفسك امام مايكرفون التلفزيون البحريني لتقول شيئا ما قبل الأمسية، وهنا لست مجبرا أن تمتدح احداً أو تنوه بعظمة البلاد أو ما شابه ذلك من تلك الرطانات التي نراها يومياً في مؤتمرات بلاد عربية عديدة.. لا بل لم يخطر لك حتى أن تشكر احداً ولا يوجه لك احد سؤالا فلا تجد ما تقول سوى: انا احب البحرين ...






إنها ملتقى إذاً !!


اتاحت لنا هذه الامسية إن نلتقي بشعراء وكتاب واصدقاء قدموا من دول عربية شتى وازعم انه لانها البحرين جاؤوا فقد جاء الصديق غسان السلطان من الكويت وكذلك دلع المفتي، وريم اللواتي من عُمان وطلال الطويرقي ومحمد الغامدي من السعودية


حين بدأت الصديقة سوزان خواتمي بالقراءة كنت أصغي لطريقتها في الإلقاء فقط ولم انتبه عم تتحدث لان رأيي دائما إن القصة لا تصلح للمنبر وان تتم قراءة قصة للناس فهذه مشكلة، وكنت ارقب الحضور لأرى إن كان باستطاعتها إن تجعلهم يصغون لها دون أن يفرض هذا جو القاعة...


وللمرة الاولى في أمسية أقرأ وانا جالس وبإلفة صنعها الجو العام للملتقى ... يضحك الحضور حين قلت لهم هناك صفحة لا ادري اين اصبحت من القصيدة الثانية و... تنتهي الامسية، لنسمع احتجاجات أنها كانت قصيرة ونجد أنفسنا محاطين بالحضور الذي كان معقولا، إذ ظلت الناس تأتي حتى بعد إن انتهت القراءة وأخبرنا الاصدقاء أنهم (هنا ) معتادين على امسيات طويلة للادب. ولم لا، فهم يضيفون الشاي والفطائر والحلوى بعد الامسية!!، انها جلسة حميمية إذاً يلتقي فها الناس ملتفين حول الادب


بعد الأمسية تكتشف إن الحضور في الغالب هو كتاب وصحافين. اقول للدكتور علوي الهاشمي(الامين العام لمجلس التعليم العالي) الذي كان حاضرا في الامسية لقد (نمينا عليك) انا والدكتور منذر عياشي الذي تغيب عن الحضور إذ قال لنا قبل الامسية اعطوني ما تقرؤون هنا لاقرأه ولاتجعلوني(اتجشم ) عناء الحضور، وكانت النميمة التي لم أذكرها له، تتعلق بمجلة ثقافات التي قلت أنها تنشر للاسماء المكرسة نفسها وتتجاهل الشباب ..والتي يرأس تحريرها د. الهاشمي


تسألني الشاعرة البريطانية هـ. روث التي جاءت متأخرة ماذا قرأت؟ قلت لها " أنثى الفراسة: شهقة القرين" وقصيدة أخرى لم تكتمل والتفت إلى الصديقة البريطانية المقيمة في البحرين عائشة (... ) قائلاً بنبرة تحدي ترجمي لاشوف !!


بعد الامسية إيضا وضحى المسجن تقدم ديوانها " أشير فيغرق مائي " الذي صدر مؤخراً قائلة أني لا أشبه صورتي المرسومة لي عبر حوارات النت. فرددتُ: أعلم هذا فهي معممة كشرير وشرس و...






قبل الامسية بقليل


في صباح الامسية كان هناك خبر عن الامسية مرفقا بصورة القاصة سوزان خواتمي في الايام قلت لها مازحاً من الطبيعي أن تكون صورتك مع الخبر لاني لو كنت مكان من وضع الخبر لفعلت هذا لكن لماذا مهدي (سلمان) طلب صورتي اذاً !!!






قبل أن نخرج من الملتقى


يصر علي الجلاوي الذي اصبح صديقا (أليس بحرينيا ) بعد لقاء سريع في الكويت في بيت الكاتب والقاص كريم الهزاع اننا مدعوون إلى بيت الشاعرة إيمان أسيري فنعتذر لاننا ارتبطنا من قبل بموعد آخر. وكررتُ هذا اللازمة للصديق والناقد السينمائي حسن حداد الذي ألحّ بـ " خل نكسبك اليوم " وكان من أوائل الذين عرفتهم في البحرين هو وزوجته الشاعرة ليلى السيد التي تكتب شعراً شعبياً قريباً من لهجتنا و.. يشعل الحزن


كنت مشغولا أيضاً برضى الصديقة فاطمة محسن بعد أن هددتها قبل الامسية باني سأقرأ قصائد عن البراغي والصواميل وأجعل الحضور كل قليل يلتفت اليها مستنكرا دعوتها لهذا الجالس على المنبر ويحكي حول براغي وصواميل، ولانها تعرف إن هذا ممكن فقد حسمت النقاش أن اقرأ ما تريد .. بالاخير الأمر مسؤوليتك






أمسية أخرى


في اليوم التالي وفي أمسية في أسرة الادباء تفاجأت بالصالة التي تشبه صالون منزل كبير أو هي كذلك وليس هذا وحده المفاجئ بل وجود منصة ومايكرفون ..لاعتقادي إن هكذا جلسة (منزلية ) وحميمية، ووجود شيء رسمي سيفسدها .. يجلس خلف (المنصة) الشاعر كريم رضي ليقول مرة اخرى للاسف ستبتلون بي لتقديمكم ، ويقدم أحمد رضي الذي أصدر مجموعته الشعرية الأولى وخالد سيادي الذي اصدر مجموعته القصصية الاولى وزينب المسجن التي اصدرت ديوانها الاول


حين يقول خالد سأقرا لكم ثلاث قصص اقترحت مازحاً أن اثنين يكفي.. فيضحك الحضور، ولم أكف عن الضحك وخالد يقرأ إذ انه حتى النهاية لم أعرف إن كان يتعمد هذه الطريقة بالالقاء ام انه يقرأ هكذا ببساطة ولاني ( ضيف ) انتبه الاصدقاء لهذا لكني لم أكن مشغولا بان أضبط نفسي. حين انتهت زينب المسجن قلت لها افضل شيء فعلتيه انك لم تطيلي ...


بعد أمسية الأسرة ( هكذا يقولون في البحرين ) بصحبة الجلاوي وعائشة والشاعرة البريطانية، هـ. روث ذهبنا إلى منزل الناقد أحمد المناعي وأول مايرتمي عليه البصر في منزله هو حجم المكتبة التي غطت كامل جدران الصالون أما الإلفة التي تجدها في منزلهم فقد اعتدت عليها في البحرين رغم احتجاج الدكتور علوي الهاشمي الذي كان حاضراً برفقة اكاديميين آخرين على لفظي لها مكسورة وأنا اتكلم بالعامية ...أنا الذي لايأبه لـ حركات إعراب اللغة العربية الفصيحة كثيراً ...


ليس هامشاً :


البحرين واسعة ولم يتح لي أن اذكر اسماء العديد من الاصدقاء هناك لكن المحبة تَعِم الجميع






23 نوفمبر 2006

رسائل يومية

:لأنك قلت
..سأبعث في كل يوم إليك رسالة
تركتك بين يديك
وأعطيت للانتظار يديّا
وها مر عشرون شهراً عليك..
ومامر يومٌ عليّا
من ديوان " منزل مزدحم بالغائبين "
للشاعر: تمام التلاوي

17 نوفمبر 2006

فرحاً بشيء ما للشاعر: محمود درويش

"أمنية صغيرة في قلبي "ليته يكون صباحي للغد
أعطنا ياحب، فيضك كله لنخوض
حرب العاطفيين الشريفة، فالمناخ ملائم
والشمس تشحذ في الصباح سلاحنا
ياحب! لاهدف لنا إلا الهزيمة في
حروبك.. فانتصر أنت انتصر، واسمع
مديحك من ضحاياك: انتصر ! سلمت
يداك ! وعُد إلينا خاسرين.. وسالماً
...
فرحاً بشيء ما خفيّ، كنت أمشي
حالماً بقصيدة زرقاء من سطرين، من
سطرين، عن فرح خفيف الوزن
مرئي وسري معاً
من لايحب الآن
في هذا الصباح
!فلن يحب
الشاعر:محمود درويش

15 نوفمبر 2006

بخصوص غاب من غاب وحضر من حضر

"يقول صديقي " النت حياة موازية
وأقول له: لست تعني لأحد سوى صدفة انك موجود
لن تطاردنا المودة
لن يشفع لنا الحنين
ولن يدنو ثمراً روينا بالحروف شجره
الأشباح بلا ظلال
ونحن قامات بلا وجوه
نغيب فلا تعرفنا المرايا
ولن يتذكرنا سؤال
مدونة.. منتدى.. صفحة شخصية.. نشرالكتروني.. ايميل بسعة كبيرة
وحشة بفم فاغر وأسنان قاطعة
يباس .. فراغ.. أو مجرد انقطع الكهرباء
لا عتب
على الأشباح من الأشباح
لا عتب

10 نوفمبر 2006

سأحبك أقل

كمشة حب لاتكفي حتى الصباح
صلبة قشرة القلب
كتيم صمتك
سأصبح على خير.. لا تقلق
سأطلب من الحلم رقصة فالس وردية مع فارس يضع قناعه
وسأخفي عنك أني قد قبلته ثلاث
لم أعرف اسمه
غاب ذات سهو
لاجدوى من الانتظار
ذلك ماعلمتني الحياة
كان من الممكن أن أموت أكثر من مرة
أن اخبرك قصصاً رديئة تجعلك حزيناً
أن أسلمك شفتي وأنا أبكي
أن أواصل زرع شتلات الحب
أن ألعق اللهاث والعرق
من الأزمنة والأماكن
في محاولة لكل ممكن ممكن
لكني أنثى رديئة
لاأنفض الغبار عن الأمس
لاأخدع الغد
ولا أتقن شرب قهوة عليلة
:اسمح لي
سأنام بإفراط
سأحبك أقل

06 نوفمبر 2006

أبادلك الحب بالحب

ينحسر صوتي حافياً
والوعود جناحا يمامة
منذ تهجيتك حتى بح النداء
دع الظلال تتصاعد في ضلالاتها
دع الخوف يقضم أظافره
دع الموت يفاجئ قهوتنا
دعني كلما خذلتني الزرقة
ذرفني بكاء

02 نوفمبر 2006

القول خطفاً

الترقب ينتظر خطاك
كذلك أنا
فاقطفني من شجر الأيام
:تعال
يبتهل الثمر

01 نوفمبر 2006

سوزان خواتمي في حوار مع صحيفة الاضواء السودانية

أستطيع لوحدي أن أقدر المتعة التي حصلت عليها من قراءة تعتمد أحياناً على الصدفة وحدها
سوزان خواتمي في حوار مع صحيفة الاضواء السودانية
أجرى الحوار: القاص السوداني عصام أبو القاسم
سأبدأ بسؤال تقليدي .. سوزان ما الذي دلك الي القصة تحديدا .. ومتي حدث ذلك، وكيف تستدعين صورته الان ؟

لا أظنني استدليت على القصة وحدي.. فقد بدأت تجربتي مع الكتابة بتهويمات تشبه الشعر كانت عبارة عن وجدانيات، أو لنقل نوع من أنواع محادثة الذات..
الدفتر كان رفيق غربتي، حيث تركت بلدي وعائلتي، والتحقت بزوجي دون أن أعي تماماً ما يمكن أن يفرضه البعد من إشكالات نفسية.
كنت ما أزال شابة صغيرة، أخزن بكائي لأسكبه فوق سطور دفتري..
إحساسي بالاقتلاع من تربتي أرخى علي عباءته، في المساءات التي أتغلب عليها بدمع أذرفه على الورق، كان حبوي الأول مع الكتابة..
قبل فوزي بجائزة سعاد الصباح عن " رسالة إلى شهيد " لم أكن على ثقة بأني أملك ما يمكن أن يلفت الانتباه .. حدث هذا عام 1993.. بعدها تعرفت على أستاذي محمد خالد قطمة، الذي هو شيخ الصحفيين في الكويت- حيث أقيم - و قال لي" نصيحتي لك أن تكتبي قصة.. نصوصك فيها من التفاصيل مالا يحتمله الشعر، فالمفترض بالشعر أن يأتي كضربة ريشة توحي أكثر مما تفصل.. "
ولأني في العادة مطيعة لمن أعتبرهم في حياتي صدوقين، فقد وضعت النصيحة حلقة في أذني وبدأت أكتب القصة .
نشرت أول مجموعاتي عام 1999.. الفترة الزمنية الفاصلة بين أول مطبوعة لي وبين تاريخ حصولي على الجائزة كاف لأن يظل ما أكتبه تحت سقف المراجعة الدائمة ، فلم أستعجل النشر، ربما لأني منذ تلك الأيام اتخذت قراراً بأن تبقى الكتابة محض هواية وليس احترافاً.

هل يمكن اعتبارك اذن قاصة من غير نية مسبقة ، و ان تجربتك القصصية ، علي الاقل في بداياتها لم تؤسس علي علاقات من نوع ما مع هذا الجنس الابداعي ـ قراءات ونحوه ، وان خبرتك او تجربتك في الحياة بما فيها من مشاعر ومواقف يومية هي التي كان لها الدفع القوي في كتابتك القصة اكثر من اطلاعاتك النظرية علي نماذج او تجارب قصصية من ثم محاولتك تقليدها ومحاكاتها اثبات للذات .. والي غير مافي هذا الباب ؟*

يبدو أني نسيت الاشارة إلى أن السبب الرئيس للكتابة إضافة لكونها تلبية لحاجة نفسية بالأساس، فهو أني قرأت الكثير والمتنوع، وخصوصا في مجال الروايات والقصص، إذ مما أتاحته لي الغربة الكثير من سعة الوقت الذي كان يؤانسني فيه الكتاب، وهي عادة لازمتني منذ كنت أصعد إلى سقيفة بيتنا فأنسى نفسي مع كتاب من كتب أبي المخزنة، والتي لم يعد يتسع لها الدار، فقذفتها أمي إلى مستودع فوق المطبخ كان بالنسبة لي مغارة علي بابا .. القراءة التي هي بالأساس رغبة متكررة لما تخلقه من متعة نفسية ولذة اكتشاف عوالم لا يمكن لنا أن نطلع عليها إلا من خلال القراءة، نظراً لمحدودية الحياة أولاً، ومحدودية تجاربنا - مهما اتسعت- ،وهكذا كان يمكن لي لو لم أكن قارئة أن تبقى دموعي دموعاً عادية فلا تتحول إلى حروف.. وربما كنت سأعبر عن ضيقي بالصراخ بمن حولي، أو كنت سأكتفي بالضحك فقط حينما أفرح، فلا أكتب شيئاً، إلا إن مخزون القراءة أمالني لأن أعبر عن عالمي الداخلي عبر الكتابة، بهذا المعنى أقول إذن الكتابة جاءت من باب الصدفة.. صدفة الحياة ذاتها.. وصدفة مصائرنا إلى حد كبير..
بعدها دأبت على الاستزادة من التجارب الكتابية، ومقارنتها بنصوص آخرين، أثرت بي كقارئة، كذلك أصبحت أقرأ بعين فاحصة أكثر، لأكتشف مكامن قوة كتابة الآخرين، وتلمس نقاط الضعف في كتابتي، خصوصاً وأن احتكاكي مع عالم الكُتاب سواء بشكل شخصي أو عبر المهرجانات والأمسيات ظل محدوداً، وهكذا لم يرافق (تجربتي) الكتابية ما يمكن تسميته ثقافة المشافهة، أو أن تعطي نصاً لشخص له اشتغالات نقدية في المجال القصصي، أو له خبرة كتابية تسبقك فتستفيد من ملاحظاته.. باختصار كان عالمي ورقياً بشكل عام في تطور قراءاتي وكتابتي تالياً.

الان ـ بهذه اللحظة ، كيف تقرأ سوزان ماقدمته في مجال القصة .. ماهي الاضافات التي تعتقدين ان قصصك اسهمت بها علي الصعيد الدلالي ـ ماقاربته من موضوعات اجتماعية وثقافية الخ ،وعلي الصعيد الجمالي ـ الاستحاثات التي جاءت بها علي مستوي الشكل ، للقصة السورية ، وهل تراعي سوزان ذلك في العادة ؟

من الصعوبة بمكان أن يتحدث الشخص عن تجربته بهذه الصيغة، لأني اعتقد أن هذا دور الناقد وليس دور الكاتب، لأن كل من يكتب يعتقد أنه قدم إضافة مهمة، وإلا لما كتب أساسا لكني يمكن أن أتلمس الخطوط العامة لمسار تجربتي، إذ تطورت نصوصي من نصوص يغلب عليها الصبغة الذاتية والتي تنهل من تجربتي مع الحياة، حياتي، يومياتي، رؤيتي إلى الأحداث الجارية أمامي والمحيطة بي ومحاولة صياغتها نصصا قصصياً أضيف لها بشكل أساسي التحوير والإزاحة، إلى نصوص أكثر انفتاحاً على التنوع سواء في أساليب السرد أو تقنياته أو في مواضيع ومضامين النص، كما أزعم أني أصبحت أكثر وعيا بالوظائف الدلالية للغة وتراكيبها، وهذا سيبدو واضحاً عندما أقارن مجموعة " ذاكرة من ورق" والمجموعة الأخيرة" قبلة خرساء " التي هي قيد الطبع الآن.. بعد 13 عاماً من بداية خطواتي في عالم الكتابة أجد نفسي أكثر ثقة ويقيناً فيما أقدمه..
كما أني لا أستهين بالقارئ لأنه في النهاية الميزان العادل للقيمة الإبداعية، لذلك أترك نصوصي فترات زمنية طويلة لتختمر، ثم أعود لها مراراً وتكراراً، لأزيد وأنقص حتى أقتنع تماماً أنه بإمكاني نشره وأنا مطمئنة إلى سويته ..
ولأني أحترم ذهنية قارئيي، فإني أتحاشى ما أمكنني أن أملي عليه قراءة محددة مني لنصي
( جاء هذا بعد تراكم خبرة كتابية لا بأس بها ) فأترك له متسعاً ليقرأ بحرية أكبر ويشكل دلالات النص حسب مستوى قراءته وخبرته في القراءة.. وبشكل عام أمرر الحدث عبر منمنات وتفاصيل صغيرة ومبثوثة يتشكل من خلالها الفضاء الدلالي للنص، إضافة لـ اللغة التي تخصني،ويمكن أن استشهد بما ذُكر في أحد القراءات النقدية عن مجموعتي " فسيفساء امرأة " :" أن قصص المجموعة تحتفي باللغة لا بوصفها أداة للسرد بل بوصفها المُشكل الأساسي للجماليات التي يقترحها النص، فهي تصيغ الجملة بعناية تشبه الاشتغال بالإبرة على مساحةٍ للنقش "


قلت ان اهم مايميز قصصك المنمنمات التي تمررين الحدث من خلالها ـ بهذا المناسبة هل تركزين ، بصورة واعية ، في ان تتميز نصوصك بطابع فني محدد ، وهل امكنك القبض علي شكل محدد للقصة بعد مضي نحو عقد ويزيد من التجربة اما انها بعد لم تزل بالنسبة اليك حمالة
أوجه كما يقال ؟

الكتابة بطبيعتها تطغى بآلياتها على التفكير المسبق، أو المرتب ضمن قوانين محددة حتى حين نُبيت النية، لكن هذا يحدث في مستهل البداية فقط، إذ أن لحظة الكتابة تمتلك وتخرجك عن سياقاتك في ذهنية مغايرة، فتخرج عما رتبته في ذهنك إلى اتجاهات أخرى لم تكن بالبال.. بل ربما تلغي كل ما فكرت بأنك ستكتبه، لتواجه نصاً آخر لا يشبه ما أعددت (ذهنياً ) لكتابته، هذا ما أدعوه الحرية ضمن الشرط، وهناك شخوص طغاة، يلتهمون منك الكلمة التي أردتها لهم، وينطقون بما يعن على بالهم، لست طاغية لأقمعهم، فأنا أترك كل شيء كما تهيأ له في اللحظة الأخيرة، ستقول أن القصة القصيرة أقل في المساحة من أن تسيطر شخوصها عليها، لكن صدقني هذا يحدث، ليس دائماً.. لكن يحدث
لك انتشار واسع في الفضاء السايبيري الي اي حد في اعتقادك استطاع هذا الفضاء ان يوصل صوتك القصصي الي مناح قصية، وما هو المردود المباشر علي تجربتك من هذا التواصل المغاير وهل امكن لهذا الوسيط الحداثي ان يحدث اية تغييرات في طريقة تلقي الادب برأيك ؟

نعم إلى حد كبير.. أعترف أن الغربة وتشتتي في المكان من حيث المعيشة، كان يشكل صعوبة ما قبل النت وأجوائه، في أن يصل نصي إلى القارئ، فلست معروفة في بلدي، ولست معروفة في الكويت، "غريبة الدارين" لنقل ذلك.. مع النت، ومع انفتاح عالم النشر فيه من المنتديات والمجموعات البريدية والمواقع الثقافية، وما رافقه من انكسار حواجز التواصل وسهولة هذا التواصل، وانخفاض كلفته النسبية أيضاً، خلق رقعة واسعة غير محدودة بجغرافية معينة ولا بجنسيات محددة مما أتاح لي أن تتأهل نصوصي لأن تُقرأ بشكل أكثر اتساعاً مما فعل عالم الورق، كما أتاح للجميع أن يخرجوا من عباءة الوصاية التي يمارسها الناشر الورقي سواء في صحيفة أو مجلة أو حتى كتاب، وكنت أحد ممن استفادوا من هذا..
هكذا أصبح متاحاً لي أن أكون ناشرة لنصي، فأضعه بنفسي أمام القارئ خصوصاً في المجموعات البريدية والمنتديات، وأصبح النص لا يمر تحت رقابة مسبقة حتى لو كانت ذائقة الناشر، بمعنى أن النص أصبح النص بمواجهة مباشرة مع القارئ، فهو الذي يقرأ ويحدد ويتفاعل مع النص سلباً وإيجاباً ..
أظن أن الطيران الحر هو حياة جديدة، حتى وسائل الإعلام التقليدية انخفض تأثيرها، وهي كما تعلم تخدم أشخاصاً بعينهم، وتضيء تجارب بعينها.. وهذا الوضع له اتجاهين، فأنا أيضاً اطلعت على تجارب لكتاب مبدعين، لم يكن ليتسنى لي قراءتهم فيما لو اقتصرت على المكتبات والصحف المحلية والمجلات، حتى المتخصص منها في الشؤون الثقافية، ومازال ممتعاً بالنسبة لي الاستعانة بـ " جوجل" لاكتشاف نفس ما .. قلم ما..
أستطيع لوحدي أن أقدر المتعة التي حصلت عليها من قراءة تعتمد أحياناً على الصدفة وحدها.

ما هي طبيعة القضايا التي تعتقد سوزان أنها استغرقت تجربتها القصصية ؟

الفكرة تتحكم بي، ولا أرفض أي بارقة تراودني لأخوض فيها، وعادة ما تدور حول الإنسان العربي بمجمله، بما فيه من تناقضات، بتركيبته النفسية، بخيره وشره، إضافة إلى تحوله ربما بأكثر مما يحتمله المنطق حين تواجهه مقدرات الحياة فتؤثر على إرادته ومشيئته.. مجتمعاتنا بشكل خاص حافلة بالمتناقضات، والظروف الاستثنائية، مما يجعلها مركبة بتعقيد شديد، فما من حقيقة مطلقة، وما من مستقبل واضح، لكن وبشكل خاص أجد أن المرأة- بوجوهها المختلفة- تطغى في قصصي، فتظهر شئت أم أبيت، ربما لأنها محور هام في الحياة، وربما لأني أوعى بمشاكل المرأة الداخلية وبنيتها النفسية
نشرت في صحفية الأضواء السودانية

30 أكتوبر 2006

حوار مع القاصة السورية سوزان خواتمي: المغرب- أجنحة


حوار مع القاصة السورية سوزان خواتمي
لا أصدق كاتبا حقيقيا لا يقرأ
القصة هي التي تهتدي إلي وتسلمني نفسها بذراعين مفتوحين

حوار :عبد الله المتقي


سوزان خواتمي تستغرقها التفاصيل، تهتدي إليها القصة،أما القصيدة فواحة للراحة من تعب القص، في جبتها الكثير من السرود الأنيقة، والأمسيات القصصية ،على هامش تجربتها القصصبة كان هذا اللقاء
***
ماذا يعني كونك قاصة؟
يعني أن تستغرقني التفاصيل ، أن ألامس الكفوف الخشنة والسطوح المجوفة ، أن أسعى وراء الكتيم والصعب أن أتنفس الحياة بأكثر من رئة، أن أبحر ضد السائد، وأن أباغت لحظة عابرة فأجمدها، أن أعري ضحكة فأحولها إلى دمعة..
أن أكون قاصة يتطلب مني حرص خاص كي لا تنفد الكلمات في لعبة سحرية تختلط فيها الحقيقة مع الخيال دون أن تفقد الأولى مصداقيتها ودون أن تتعرى الثانية من روعتها..
أن أكون قاصة تعني أن أتفهم أطياف الحياة لأكتبها ذات قصة بشكل حيادي لا يثبت ولا ينفي ولا يدعي ولا يقاضي.. وآمل أن أستطيع.

_هل من نصوص سردية اثرت فيك حد التحول الداخلي
كل كتابة إبداعية هي محاولة مبررة لاستلابك نحوها وحين تستفز دهشتي فهذا يعني بذرة رائعة لغيرة تحمسني وتشغلني وتفتح نافذة على أفكار طارئة لكتابة ما ولنص وليد.. المخزون القرائي يفوق الموهبة أهمية في المسألة الإبداعية لا أصدق كاتباً حقيقياً لا يقرأ. فالعطش هو إنذار بسيط لصحراء قادمة.
الروايات المترجمة تدهشني غالب مؤلفات غابرييل وكل ماكتبه ايزابيل اللندي وأكثر من عنوان لباولو كويليو وميلان كونديرا . كما أن كتابات غادة السمان أثرت بي في مرحلة ما ، أتابع الأقلام النسائية بحماسة شديدة حنان الشيخ وأحلام مستغانمي وما تنشره فاطمة المرنيسي سحر خليفة
،
كيف تاتيك القصة ؟ من اين تنبع وكيف تهتدين اليها؟
الحقيقة أن الأمر معكوساً تماماً فالقصة هي التي تهتدي إلي وتسلمني نفسها بذراعين مفتوحتين وأنا أشكر لها كرمها هذا خاصة حين تفيض مثل عاشقة وترفرف، ولن أكشف سراً حين أقول للقارئ أن القصة التي تكتب نفسها هي التي تبقى وتصل إلى القارئ بسرعة أكبر وإيقاع أوقع

اول قصة كتبتيها؟متى وكيف؟
كتاباتي الأولى لم تكن قصصية بل كانت كتابات شعرية مثل بوح ذاتي يستلهم خيالاته من دفق شعوري ترافق مع أيام المراهقة .. أما قصتي الأولى جاءت لاحقاً بعد أن نصحني أستاذي خالد قطمة بالكف عن محاولة الشعر لأن كتاباتي تحتفي بالتفاصيل والشعر تكثيف،وكانت نصيحته بألف جمل .. كتبت قصة/ ألم أسنان / ولم تكن قصتي انذاك تلتزم المعايير أو الأصول القصصية .
لذلك غالبا ما أردد أن مجموعتي الأولى – ذاكرة من ورق- لا تحتوي حرفية ومهارة الكتابة القصصية لكنها الأصدق شعورياً على الإطلاق حيث جاءت الكتابة عفوية ودون حذلقة ونوايا إبداعية

فسيفساء امراة،،من هي هذه المراة؟صديقة؟الام؟ام هي سوزان التي تحلمين بها؟
إنها الأجزاء المتشظية من امرأة وحيدة ومتعددة ، نماذج تتبع تكوينها و ظرفها، فالمرأة مازالت رد فعل أكثر من كونها فعل بحد ذاته هذا مايجعلها شديدة التباين حتى في المجتمعات الواحدة .. أتحيز للمرأة كثيراً واغضب منها أكثر حين تخذلني، أملك يقيناً بأن المستقبل لن يشرق إلا في وجه أنثى نضرة تحمل بين كفيها الخصب والسلام لكن المرأة العربية للأسف مازالت على بعد شاسع من حلمي

في قصصك شغف خاص بالحب،بالمناسبة ،ماعلاقة الحب بالقصة القصيرة؟
لا يقتصر الأمر على القصة فالحب يتشابك مع الأشياء جميعها ويعلق بها ، حتى أن الهواء يحتوي على نسب متفاوتة من الاوكسجين ونيتروجين وثاني اوكسيد الكربون و.. الحب

اختيار العناوين لا يخلو من تردد؟ما هي علاقتك بالعنوان؟
علاقتي فاشلة جداً بالعنوان ، فالعنوان مازال يضللني ويضعني في قلب المتاهة أمام اختيارات كثيرة تحيرني وحين اعتمد عنواناً يكون غالباً لان القصة يجب أن لا تبقى دون عنوان أثناء النشر، فلابد مما ليس منه بد، بمعنى تحصيل حاصل وضيق الوقت .. وهي غالباُ لا ترضيني رغم أنها الواجهة الاولى التي تورط الآخر بفضول القراءة أو بالاحجام، طبعاً أحاول تدارك هذا المأزق بمتابعة الدراسات النقدية للعناوين رغم انها مسألة ذائقة فهناك من تعجبه عناويني
.
هل تكتبين قصتك انطلاقا من تصميم،ام تكتبينها تلقائيا؟
لم تضطرني الظروف لكتابة بعينها اضطرارياً سواء لالتزام بزمن أو لالتزام وظيفي، وهذا يتركني بمزاج هاوية رغم السنوات.
الآن أشعر بمدى أهمية هذا الأمر بالنسبة للكاتب حين يكون حراً ومرتاحاً ليقول كلمته ويتفرغ لابداعه دون ملاحقة ودون اضطرار ودون حسابات مسبقة أو لاحقة

هل من طقوس لسوزان ،وهي تسطر مدوناتها القصصية؟
مزاجيتي في الكتابة يمكن احتمالها فلا أطالب إلا بالقليل من الهدوء والكثير من الترتيب في المكان ، الفوضى تعيق ذهني ، الليل عادة ملائم لأنه الأكثر سكوناً وربما إلهاماً، المشكلة في الوقت دائماً إذ أن الاستغراق صار يأخذني من الحياة الاجتماعية والواجبات الضرورية، فانا أعيش نصف حياتي في الكتابة ونصفها الثاني بالاعتذار عن تقصيري أو التحايل لتأجيل الكثير مما يجب القيام به، سواء لعائلتي أو لأصدقائي ،وغالباً ما أطالبهم بالتفهم، وأهم طقس للكتابة الدافع الذي يترافق مع قراءة عمل جميل يحمسني
.
مالذي تعنيه رحلتك لحدائق الشعر؟
إنها واحة للراحة أريح نفسي فيها وأسميها نصوص شعرية وليست شعراً بالتأكيد، تسوقني نحو عالم بلا قيود أنطلق مع كلمات تفرض نفسها وتتدافع دون ضابط وبعفوية إلى ذهني، أؤمن بها كونها غريرة وفوضوية وطفلة مثل شلال دافق يحمل في عصيانه جمالياته وتفرده بعيداً عن شروط الكتابة الصارمة
.
ماذا تقول سوزان بعدما قطعت مسافة من الحياة والابداع؟
الكتابة لم تعد هامشاً بل متن يشعرني بالرضا أكثر من أي شيء آخر، فأنا أتداخل مع الحياة عبر الكتابة كأنها الوسيلة الوحيدة الباقية لي، ورغم كل الاحباطات التي تواجه عالم الكتاب والنشر فهي وعود جميلة تستحق وتستهويني مهما كانت نتيجتها، أليست أثيكا ال
..
ماهو تعليقك على مايلي
*القصة القصيرة جدا
تنوع جديد في أسلوب القصة لم يستهويني كتابة ولا تذوقاً له مؤيديه وكاتبيه
*قصيدة الهايكو
قصيدة الهايكو كما اقرأها تمثل اشراقة مكثفة للشعر، وهي مخففة من البلاغة كما يظهر ذلك عبر الترجمة طبعا لكن هناك ترجمات لها قدمتها محتفظة بروحها التي ابدعت بها كما قرأت ايضاً في تقديم بعض الترجمات
*مسرح الطفل
اولا المسرح بشكل عام هو ابو الفنون وهكذا بمعزل عن كونه مقدما للطفل أعتقد إن اعتياد الاطفال على المسرح يقوي لديهم ملكة التخييل والابداع لكن المشكلة اننا نعاني عربيا من نقص وفقر النصوص المسرحية التي تحاكي عقل الطفل دون إن تستخف به ومسرح الطفل واقعه اكثر مأساوية من واقع المسرح المأساوي الان
*الادب النسائي
مصطلح اخذ كفايته من النقاش واظنه توصيف خاطئ لنوع كتابي حتى لو استخدم بحسن نية .. لان ادب الأطفال لايكتبه أطفال بالضرورة أليس كذلك؟
*الرواية الرقمية
الرواية الرقمية تجربة جديدة الحقيقة لم اقرأ شيئا منها قرأنا عنها لكن لم اقرأ رواية رقمية للان لأبدي رأياً لكنها تمتلك مشروعيتها من انتشار العصر الرقمي عربيا وانتشار ثقافة النت بشكل واسع

_وختاما،ماهو جديدك
مجموعة قصصية رابعة جاهزة للنشر، وبذرة رواية أدون فصولا منها في محاولة لكسر حاجز الخوف الذي أشعر بها مع كل تجربة كتابية جديدة.

خاص ـ أجنحة
جريدة الروافد

25 أكتوبر 2006

اليوم أيضاً فقير

لن يتسنى لي أن أراك
فيما العيد يتسلق عيون الأطفال
يرش باللون زهور ثيابهم
ولا يحفل بي
سأخوض في برك الماء الصغيرة
لأستعيد لحظات مطر كانت
أستعيد أرواحاً عبرت القلب ذات نقاء قبل أن يخطفها الموت والجفاء
أستعيد تنهدات شوق طويلة للقاء منسي
أستعيد أصدقاء هجروا البحر في عينيّ.. صوتي.. ونداء جفل من قلوبهم اليوم أيضاً فنسوا

22 أكتوبر 2006

كل عام والعيد حب

كل عام
والحياة تمنحنا نصف ما نريد فلا نتذكر إلا ما لم نحصل عليه
كل عام
والقلوب هلعة من غياب الأحبة
الذين - بمقتضى العادة- لايأبهون
كل عام
والأيدي التي تمتد تقبض الريح ولا تطير
كل عام
والأصدقاء متكأ حنان
كل عام
ونحن نستقوي على الهشاشة بالكتابة
وعلى اليأس بتقويم أسنان يرسم الابتسامة
كل عام
والوطن أبعد
كل عام
والأعياد منسية في حضن طفولة غادرتنا الى غير رجعة
كل عام
والحب كائن خرافي يُبصر الأعمى ويُسمع الأصم ويُحيي الموتى
كل عام
وجميعكم بألف حب

20 أكتوبر 2006

حادثة قيدت ضد مجهول


لست أنت إذن
من حول جدراني طائرات ورقية
من أطلق البياض في قلبي
من أشعل القناديل حتى رأيت
من أرشدني إلى أسمائي
من أطلق الغناء في حماقاتي
من وشوش الحيرة أن تهدأ
من صدق يوم كذبتك الأساطير
من تبعته الأيام وما تعبت

سألتك ذات حيرة
فصبغت أظافر الأمنيات وقلت لي قانية هي كدمي
كحبك
كأقمار قادمة
كأشرعة تسافر إلى آخر الشمس في رحلة بحرية
نشرت القبلات في الهواء
شاسع فمك
والحماقة بقعة صغيرة لا ترى
أمرتَ البراعم أن تتفتح
اشتعلت بوردها
وارتمت كما خلقتها أمها بين أضلعك
كذلك الحقيقة جاءتك بيضاء عارية
فسترتها

في الحلم أدس أنفي
أرشق الغيب بالضوء
أتقاسم جهاتك وحلواك وموجك
أعاند لأسقي مشاتل اليقين فلا تذبل

ما كان لليالٍ أن تهنأ بوداعتها
وما كان لحزنٍ أن يبقى وحيداً
وما كان لدمعٍ إلا أن يكون طاعناً في البكاء


آآآآآآآآآآآآآه
يا للوجع
هاأنا سأنتحب
فالبحر حين غادر لم يترك لي عنوانه الجديد

19 أكتوبر 2006

غشم

ستحاسبك الأرواح التي تحرقها.. وكل ظنها أنك : الضوء

18 أكتوبر 2006

خوف


أخاف الشغف يقطع وريدي ولا يدميك
أخاف الوعد يفوح مضمراً
اخاف غفوة الظهيرة برهة بين شفتيك
أخاف أن لا يلمك عمري
أخاف ضفافي عاريات
أخاف هدأتي إذا ماابتكرتني يداك
أخاف الوقت ينزف دمعه
أخاف ظلي ينعكس واحداً
أخاف سماء لا توصلني اليك
أخاف موتي من غير كفنك
أخاف بردي أمام الله
أخاف لو سألني عنك أخفيك
أخاف لو نطقتك يفيق العالم
أخاف عليك

14 أكتوبر 2006

مساهمات المرأة العملية في تجميل الكرة الأرضية

(كل هذه الأيام.. وأنا أظن- إثماً - أن اهتمام المرأة المفرط بشكلها، وتحسين خلقتها (بالكسر) قبل خُلقها (بالضم
..هي طريقة لإثبات الذات، أو رضوخ لما هو مطلوب منها في المجتمع
بأن تكون جميلة وتصمت
فالفتاة الجميلة تستطيع أن تستجلب حظها بشرطة عينيها
فتحصل مثلاً على مكان - جنب الشباك- في سيرفيس محشو بالركاب
أوتنتقي وظيفة من بين عدة وظائف في عز دين أزمة البطالة، بفارق درجتين نط لفوق
أكثر مما تسمح به مؤهلات شهاداتها
والفتاة الجميلة هي الأروج في سوق الزواج، تتباهى بأعداد المتقدمين والواقفين طوابير من فئة النخب الأول
إضافة إلى ما تسمعه من مديح وثناء وغزل تعزز ثقتها بنفسها طوال أيام حياتها المديدة
لذااااا
(فهي تتابع- بضراوة- طرق التثبيت(لو كان حسنها رباني
(والتحسين(لو كانت نص نص) والتدليس(لو كانت قبيحة
بدءاً من آخر صيحات الموضة( زم، وتقصير، وكشاكش) إلى حلقات الكيوي على وجهها
والخيار فوق عينيها
(إلى الشد والنفخ والشفط( من مستحدثات الطب والجراحة
لكني اكتشفت أنها مجرد فذلكة مني كغيرها من فذلكاتي، فليست المكاسب الشخصية همَّ المرأة
ولااثبات الذات أو لفت النظرأو حتى المباهاة بعدد المعجبين
:فقد قرأت في بحث عن الحب
تختلف مراحل الوقوع بالحب ما بين الجنسين.. فالحوافز البصرية أسهل لدى الرجال منها لدى النساء
هذه المعلومة تتطابق مع المثل الذي يقول: يحب الرجل بعينيه والمرأة بأذنيها
أيوااااااااااااااا
يعني الست حواء- جماعتنا- بتهلك حالها تلويناً وتزويقاً لعمل حوافز لصنع الحب وإنتاجه
والحب – متل مابتعرفوا – مُنتج مهم لعيش الحياة بشكل أفضل وأمتع
حيث يغطس الرجل في مغطس الحب متبعاً خطة: نظرة فابتسامة فكلام
فإذا بوجه الحياة الكحلي المنيل بنيلة يصبح بمبي كما تؤكد سعاد حسنيهكذا فحواء حين تتجمل تسهم بتجميل الكرة الأرضية، فتقوم بتوصيل دارات الحب لضخ الطاقة في عمنا آدم
فينسى الزحام.. والغلاء.. والواسطة.. والرشوة.. ونشرات الأخبار.. وتصريحات المسؤولين. ومعاملات مؤسسات الدولة ..وآخر اهانة سمعها
..ويدق في صدره طبلٌ بلدي مؤكداً أنه مواطن سعيد
إذن
- تزيني ياامرأة واطرقي بكعبك العالي، كي يطلق كيوبيد سهامه، ويدور العالم في مدارات الهناء

13 أكتوبر 2006

لو جئت أبكر قليلاً ( خلف علي الخلف)

لو جئتُ أبكر قليلاً



حين كان الناس يتألمون للفقد وحين كان الناس يتذكرون الراحلين


لوجئتُ أبكر قليلاً لبكيتُ كثيراً لكثرة ما فارقتُ من وجوه وبلاد


كان من الممكن أن لاتمضي أيامي وأنا اكلم نفسي


كان يمكن أن يصفني شاعر من ذاك العصر وهو يرى يومي هكذا


الأعزل الذي ادمن المرآة مخاطبا نفسه


يضحك ويتألم .. يرجو حبيبته أن لا تفارقه .. يقول للأصدقاء أينكم .. لم أركم منذ زمن ... وإلا كيف

سيصف شاعر ليس من عصر المتنبي مثلا، بل من عصر رياض الصالح الحسين، ما نفعله الان على

الانترنت؟


لو جئت أبكر قليلاً لأهديت أحد نصوصي الى يونس العطاري الذي رحل الى كندا


وأضفت لها جملة من نوع


" الى يونس عطاري كيف تمضي هكذا حاداً كسيف في الغياب"


كان من الممكن أن أقيم مأتما على أصدقاء المقهى في حلب، وأذكر محاسنهم كأموات


كان من الممكن أنسج الضحى حلماً غامضا لحبيبة بعيدة وعزلاء مثلي


كان من الممكن أن أتلهف لكل داخلٍ إلى مملكتي، وكل أخضر يضيء فجأة، وأذبح له الخروف الوحيد الذي أربيه في جيبي


كان من الممكن أن أترك أثري وديعة لدى التراب


مرة قلتُ


الفراشات تحترق عند منابع الضوء.. إمضِ في ظلام خافت ولا تترك أثرا يدل عليك


كأن يكون لك أماً أو بيتاً أو وطناً أو حتى صديقاً


جئتُ متأخراً وهكذا كان على حبيبتي البعيدة أن تتحمل أن تكون كل هذا


لا حيلة لي


لم آتِ أبكر قليلاً


وما عندي من التذكارات أعطيته للسابقين


ووعدت من يأتي بنجمة في السماء فرت من دمي


ووعدت من يأتي بهواءٍ أصنعه من أنفاس السماء البعيدة


لم آتِ ابكر


عليها أن تحبني بهذه العلامة الفارقة كعيبٍ خلقي لا يمكن مداراته