29 مايو 2009

حلب تحتفي بقصيدة النثر_ رشا عمران

منذ مدة طويلة انتهت الأسئلة الشعرية حول حق قصيدة النثر في الوجود، وحول انتمائها إلى الشعر والقصيدة أو اعتبارها نوعاً فنياً جديداً يجب أن لا يطلق عليه، بحسب الفراهيديين لقب، شعر، ما دامت غير موزونة وغير مموسقة، وكان في الظن أن هذه الأسئلة انتهت نهائياً خصوصاً مع الحضور الكثيف لقصيدة النثر في المنابر العربية، صحافة ثقافية، مهرجانات ومع شهرة الكثير من شعرائها العرب! وفي سورية تحديداً تبدو هذه الأسئلة في لحظة طرحها أشبه بأسئلة مطلع القرن الماضي، لاسيما أن قصيدة النثر السورية بدأت مع أول الخمسينيات الماضية وربما قبلها، على يد محمد الماغوط والياس فاضل وآخرين.لكن أسئلة كهذه طرحت في حلب، في مهرجان قصيدة النثر الأول الذي نظمه المكتب الثقافي في الحزب الشيوعي السوري، والذي كان واضحاً فيه لنا، نحن المشاركين والمدعوين، أن ثمة قلقاً لدى منظميه من نجاح التجربة، بحيث لاقت فكرة المشروع لدى طرحها الكثير من العوائق. وكان معظمها يتمحور حول الاسئلة الآتية: هل يعكف جمهور حلب عن حضور مهرجان لقصيدة النثر؟ هل يتبنى أحد مهرجاناً لقصيدة النثر في حلب لأنه فاشل بالضرورة؟ اسم مهرجان قصيدة النثر هل يثير حفيظة شعراء التفعيلة والوزن الذين سيعتبرون أن ثمة محاولة لإقصائهم عن المشهد الشعري الحلبي؟غير أن ما حدث خلال يومي المهرجان كان مفاجئاً للمنظمين وللمعترضين ولنا ، نحن المشاركين، إذ انتقل الينا توجس المنظمين منذ أن وجهت لنا الدعوة للمشاركة عبر الشاعر عبد السلام حلوم . وكان من حسن حظ قصيدة النثر وشعرائها المشاركين أن ما من جهة ثقافية رسمية وافقت على تبني المشروع، وبالتالي كان الخيار الوحيد البديل هو منزل السيدة أم سلام عمر أرملة الشيوعي الحلبي عمر عوض. والبيت الواقع في منطقة باب الحديد يبدو كقصيدة نثر وسط عشرات القصائد العمودية، ثمة سكون غريب أحاط بنا منذ تركنا الشارع الرئيس ودخلنا في زقاق ضيق باتجاه بيت أم سلام عمر، لا صوت ولا حركة ولا شيء يدل على وجود الحياة غير بضعة أضواء خافتة تلوح من خلال نوافذ مغلقة بإحكام.
بيت عربي بغرف كثيرة وباحة كبيرة نسبياً تظللها شجيرات مختلفة الأحجام وعريشة تنتظر ضوء الشمس لتخضر أوراقها، بينما توزعت على أطراف الباحة أحواض الورد الحجرية لتحيط بالكراسي التي جهزها المنظمون لاستقبال الضيوف جمهوراً ومشاركين.
تناوب على الإلقاء خلال يومي المهرجان، ستة شعراء: عادل محمود، جولان حاجي، عارف حمزة، قيس مصطفى، محمد النجار، ندى سلامة (اليوم الأول)، وحازم العظمة، خضر الأغا، عبد السلام حلوم، محمد فؤاد، هنادي زرقا، وكاتبة هذه السطور (اليوم الثاني). أما المداخلات التي قدمت خلال اليومين فدارت كلها حول مفهوم قصيدة النثر، وحول آلية تقييم جودتها. وكان في المداخلات ما هو واضح: ما زال النقد السوري عاجزاً ومقصراً عن اللحاق بمسير قصيدة النثر السورية ، وهذا ما توضح أكثر خلال الأحاديث والنقاشات الجماعية والثنائية خارج أوقات الإلقاء، في السهرات واللقاءات الصباحية في البيت الذي أقمنا فيه، البيت الذي كان توفره أيضاً من حظ قصيدة النثر وشعرائها، بيت عائلة برو الذي فتح لنا غرفاً للحب والألفة والدفء حتى أننا تمنينا جميعاً أن لا نخرج منه إلا وقت الأمسيات، مرافقنا الدائم من العائلة كان حسين برو، مدير المهرجان، الذي استطاع أن يوحي لنا جميعاً أنه واحد منا، له في منزله ما لنا، ولنا ما له.
نقاشات كثيرة دارت خلال هذين اليومين، وفيض كبير من الحب غمرنا به العديد من الأصدقاء، هيثم الشعار مدير المكتب الثقافي في الحزب، لؤي حج بكري، غسان كجو، أمينة وعدنان هورو، مي يازجي، محمد جعفر، صخر الحاج حسين، نذير جعفر، يوسف إسماعيل، محمد أبو معتوق، فرزند عمر طبيب القلب المتورط دائماً بالكتابة والطيبة والحب، وآخرون كثر جمعنا بهم الحب وقصيدة النثر التي لا تحتاج لغير هذا الحب، والتي لا تلقي بالاً لما يقال عنها ولما تتهم به. إنها القصيدة الأكيدة الحضور والمتنوعة والمتعددة والمختلفة والتي عليها أن تبقى دائماً في طور التجريب والتطور. وكان واضحاً للجميع خلال يومي المهرجان الأول لقصيدة النثر في حلب أن هذه القصيدة متى أنجزت واكتملت نهائياً انتهت. وهذا ما يبدو بعيداً جداً نتيجة الحركة التي تتم داخلها.
رشا عمران
جريدة الحياة

24 مايو 2009

هنيئا للمرأة.. أما بعد

تعود الحياة إلى ايقاعها الطبيعي بعد ان انتصرت المرأة وانتهت جلبة المرشحين وعاصفة الانتخابات العارمة، والتي استنزفت حبر الصحافة التي تقصت وتابعت نشر أخبار المرشحين والمرشحات دون أن شاردة ولا واردة، فما من مرشح رفع يده عن ساقه الا وكانت لإشارته تلك خبراً مرفقاً بصورة خاصة وحصرية، اضافة للتصريحات والحوارات واللقاءات، وهذا يعني أن الناخبين صاروا على علم بكل صغيرة وكبيرة، وأن اختيارهم لهذا الاسم او ذاك جاء بعد الدقة والتدقيق، وأن المجلس صوت الأغلبية الواعية لمصيرها وآليات حكمها، وصورة مصغرة عن المجتمع الكويتي بما يريده لنفسه ولمستقبله، وأن التأزيم أو الحل بإذن واحد أحد لن يكون وارداً ولا منطقياً، ليس فقط للناخبين والمنتخبين بل أيضا للمحررين والمصورين والمدونين وعمال الخيم الانتخابية والمشرفين على مآدبها، الجميع يحتاج فترة هدوء وسكينة وراحة، نستعيد رتابة الأيام، وتفاصيلها، فننتبه لدرجات الحرارة التي ارتفعت فجأة، وإلى آخر ضحايا انفلونزا الخنازير، ونحتفي بحماسة بزميلنا رئيس القسم الرياضي «مرزوق العجمي» الذي فاز منذ أيام بجائزة نادي دبي للصحافة العربية لعام 2008، ونتذكر اقتراب امتحانات آخر العام فنبدأ بالتخطيط للاجازة الصيفية، ونتساءل عن آخر ما توصلت له المحاكم الدولية في قضاياها المرفوعة، ونستفسر عن ألوان الصيف، وما يتناسب معها من صنادل، ونتابع النظام الجديد الذي طورته شركة سيارات «بي. إم. دبليو» لحماية المشاة عن طريق الاستشعار بهم قبل رؤيتهم، ونقرأ صفحة الأبراج في كل الصحف للتأكد من حظنا مع النواب الجدد والحياة البرلمانية الوليدة تحت سقف مجلس الأمة.

17 مايو 2009

حدث في حلب


حدث في حلب .... أول مرة ...
- أول بلدية لحلب : أنشئت بلدية حلب عام 1863 ، وكان من أعمالها : تأسيس حي العزيزية عام 1869 ، و حي التلل عام 1892 ، و حديقة السبيل عام 1896، و كان اسمه من قبل سبيل الدراويش ...
- أول جريدة : صدرت بحلب عام 1867 باسم غدير الفرات ، و كانت تصدرها ولاية حلب ، ثم خلفتها جريدة الفرات ، و أسسها جودت باشا والي حلب ، و احتجبت عام 1918 ، و أول نقابة للصحفيين بحلب كانت عام 1921 ، و كان رئيسها شكري كنيدر صاحب جريدة التقدم ، و صدرت بعدها جريدة الآمال للسيد صديق صدوق ، و جريدة المرسح الفكاهية ( و هي تحريف لكلمة مسرح ) لصاحبها نجيب كنيدر ، و جريدة سورية الشمالية للسيد أنطوان شعراوي .
- أول محام في حلب : هو السيد فتح الله انطاكي المولود سنة 1874 ، و أنشئت أول محكمة مختصة بالقضايا التجارية بتاريخ 1921 ، و كانت مختلطة من قضاة فرنسيين و سوريين ، و كانت المرافعة أمامها بالفرنسية .
- أول دراجة في حلب : شاهدها أهل حلب في عام1902، و كان يقودها موظف عثماني ، و في عام 1904 ج لب السيد طوبجيان دراجة ليعلم بواس طتها أبناء الميسورين ، و أول دراجة نارية ( موتوسيكل ) وصلت حلب 1913 من قبل والي حلب نزهت بك ، هدية لولده أكرم .
- أول حاكي ( غرامفون ): جلبه إلى حلب التاجر خجادور شاهين عام 1905 ، و كان محله في شارع حمام التل .
- أول لوكس و هو المصباح الذي يعبأ خزانه بالكاز ) : أول من جلبه السيد زكي ضاهر عام 1905 و وضعه في مقهاه المسمى قهوة الكلداني في شارع القوتلي ، و كان الشبان يسهرون في الصيف تحته حتى الصباح.
- أول قطار وصل حلب : عام 1906 و كان يجر بضعة عربات ورائه .
- أول سيارة : دخلت حلب عام 1909 و ركبها المشير زكي باشا الحلبي المرافق الفخري لإمبراطور ألمانيا ويلهلم ، و زار المذكور بيت والده علي أفندي في حي اقيول ، وأثناء الحرب العالمية الأولى ، ركب السيارة قادة الجيش ، و بعد انتهاء الحرب ركبها جورج عزيزة و كانت من ماركة دودج ،تركها قائد ألماني و كانت تتوقف في كراج عزيزة في حي باب الفرج .
- أول لاسلكي في حلب : عام 1921 نصب الفرنسيون عمودا من الحديد في حي السليمانية ،و بدؤوا الإرسال اللاسلكي ، و لهذا سمي الحي بالتلفون الهوائي .
- أول منزل في شارع السبيل : بدئ ببنائه عام 1926 و انتهى بنائه عام 1929 ، و كان ملكا للسيد المحامي فتح الله الصقال و هو مازال قائما جانب مدرسة الفرنسسكان الحالية .
- أول هاتف : عام 1926 أنشئت مصلحة الهاتف ، و كان الاتصال بطلب الشخص من عاملة السنترال بالاسم أو برقم بسيط ، و استعمل الهاتف الآلي بالأرقام لأول مرة عام 1950 ، و كان مشتركيه حوالي الأربعة آلاف .
- أول مرة دخلت الكهرباء حلب : عام 1928 أنشئت خطوط الكهرباء لسير حافلات الترام عليها ، و في سنة 1929 وزعت الطاقة على المنازل و المعامل ، و كانت تسمى ( القوة ) و كان الحلبيون يقولون (اجت القوة ، و انقطعت القوة ).
- أول راديو : جلبه عام 1930 السيد نعيم جنبرت ، و عرضه للبيع في محله الكائن بشارع بارون .
- أول فيلم سينما ناطق : عام 1931 عرض في سينما رويال ، و التي تسمى حاليا سينما حلب ..
- أول مدرسة نقلت ركابها بالباص ( اوتو كار ) : عام 1930 و هي مدرسة الأمريكان ، في عهد المتر كارلتون .- أول باص : كان في عام 1937 ،و كان ينقل الأهالي من حي قسطل الحجارين إلى حي الأنصاري بأجرة 10 قروش سورية ( فرنكين)، ذهابا و إيابا ، و كان ملكا خاصا .
- أول شركة آلية للغزل و النسيج : تأسست عام 1936 ، وكان مؤسسوها علي خضير و نوري الحكيم و نديم وفائي و الدكتور عبد الرحمن كيالي و ادمون حمصي و محمد و احمد أولاد خليل المدرس و توفيق ميسر و مصطفى شبارق

08 مايو 2009

المرأة الكويتية مازالت ضمن دائرة الجدل

كلما زادت فرص الظهور الاعلامي، كلما زادت نسبة الطروحات التي تثير حفيظة الشارع العام. منذ فترة قريبة تم الاحتفاء بتخريج الدفعة الأولى من الشرطة النسائية في أكاديمية الشيخ سعد العبد الله للعلوم الامنية ، وضمت الدفعة 27 امرأة كويتية، الأمر الذي أثار الجدل من جديد، لمناقشة مايجب وما لايجب، فظهرت الفتاوى، والآراء المستنكرة التي تعارض أداء الرجل التحية لامرأة أعلى منه رتبة، على اعتبار أن هذا الفعل مخالف للعرف، وأن انخراط المرأة في السلك العسكري يجب أن يكون على سبيل الاستثناء وفي حالة الضرورة، اذ ان مكان المرأة هو المنزل..! ان هذا التكريس، لفكرة تحصر المرأة ضمن حدود بيتها، يعود الى ذهنية اجتماعية تتجاهل المسافة التي قطعتها المجتمعات والفكر التنويري، كي تصبح المرأة جزءا فعالاً منتجاً فتتعلم وتعمل، و للأسف هناك من يسعى عن سابق تصميم واصرار لشل حركة المجتمع نحو التطور، هذا ان كان ثمة حركة..! والمثير للتساؤل، أن أحدا لم يلحظ النسب التي تؤكد تفوق الطالبة الكويتية على مثيلها الطالب في مختلف مراحل التعليم، وأنها منذ فترة تحسب لها، وهي تتولى المناصب القيادية في دوائر الدولة، وتنال الشهادات الرفيعة من أرقى جامعات العالم، وما تأخرها عن الركب السياسي مقارنة بدول الجوار الأخرى، الا لحسبة دقيقة في التشكيل التنظيمي الذكوري للمجتمع، والذي لم ولن يتخلى بسهولة عن مكتسباته السياسية والدينية .. لنعد الى الحرج من مسألة أداء التحية في الاطار الوظيفي، وان كانت لها علاقة بنرجسية الذكورة المتفوقة مقابل الانوثة المذعنة، والتي تتخذ من المظاهر والممارسات الحياتية شعارا لها، حين كان الرجل والبعض مازال- يسير متقدما على زوجته بضع خطوات.. على الرغم من حقيقة قدرة الرقبة على تحريك الرأس.. ولأن الشيء بالشيء لابد من أن يذكر، فلاأدري ان كان تقبيل يد الأم والجدة العود، يحطم كبرياء الأبناء الرجال مهما بلغت أعمارهم، وأوضاعهم الاجتماعية، ومهما شغلوا من الوظائف والمناصب.. !!