..لم يحتج جسدها الضئيل سوى إلى حافة الكنبة.. ويبقى الكثير من الفراغ
يوم كان اللحم فائضاً بكرم فوق العظام وماء الورد يضمخ خديها والعنق، كانت حاسة الشم تلتقط حتى أبسط الروائح، وكان هو إلى جانبها يتأبط ذراعها، ويأخذها بطوله الفارع وغمامة أحلام تظللهما في مشاوير طويلة يتسكعان دون هدف
يوم كان اللحم فائضاً بكرم فوق العظام وماء الورد يضمخ خديها والعنق، كانت حاسة الشم تلتقط حتى أبسط الروائح، وكان هو إلى جانبها يتأبط ذراعها، ويأخذها بطوله الفارع وغمامة أحلام تظللهما في مشاوير طويلة يتسكعان دون هدف
لاهيين يمر بهما الوقت، يأكلان القضامة، يلقمها الحبة تلو الأخرى، يقترب منها حتى يلامس ذراعه الماكر صدرها النافر.
كانت تحمر خجلاً، وتضحك.. فتبان لثتها والنواجذ.
شاردة اللب تحيك تفاصيل الوقت الكثيف.. تستعيد بشق النفس كل متعة متوفرة.. فرش لها بكلماته بساط حنان، وقال لها:
" صدقيني "
عند بوابة الحارة القديمة نُصبت خيمة عرسهما.. ضمتهما غرفة مستأجرة كافية لرقيق حالهما وكل الحب.. لم يسمعا القطط التي ماءت حسرة كان صوتهما صادحاً يغردان.
البنت اللعوب أحبت صبي الفران..
" لولا عصا والدتها التي جعلت جلدها مزرقاً لما تقدم لخطبتها "..
قالوا وهم يلوكون القصة في زوايا النميمة المعتمة.
لكزتها مشرفة الجناح لتنظف غرفة المريض التي يفوح منها رائحة البول.. كانت الممرضة قد ربطته كما العادة بمعدن السرير لأنه يؤذي نفسه والآخرين.
وهل من يؤذي الآخرين مجنون ؟
في زاوية عينه اليسرى دمعة دائمة لم يمسحها أحد..
مصحة الأمراض النفسية والعقلية نادراً ما تستقبل الزوار، وهم في العادة ينسون حمل المناديل معهم..
قبل أن تكتشف العروس المنتشية برائحة الحب مرض زوجها، كانت تعتقده مجرد رجل نزق.. ما إن تتباطأ في تلبية طلباته حتى يحول الغرفة حطاماً، وحين لا يبقى في متناول يده ما يرميها به، يبدأ بضربها حتى تتورم.
ثم يقضي الليل بطوله وهو يقبل كل جزء من جسدها المهشم.
ستة أشهر ليست كافية لتكتمل فرحة العروس، لكنها جعلت نوبات الغضب تتزايد حدة، ليتدخل الجيران يمسكونه من ذراعيه ويجثم أحدهم فوق صدره، كأنه بقايا ثور هائج..
قالوا مريض.
استغرق الأطباء الوقت الكافي لتشخيص الحالة.
نضب كل ما كان في قعر الجيب...
سريعاً.. بعد شهرين من الجولات المكثفة بين هذه العيادة وتلك، وبعد العديد من الجلسات الكهربائية وتخطيط الرأس، اكتشف أحد الأطباء الجهابذة أن خثرة دم أصابت الدماغ هي المسؤولة.
وهكذا خرج الحب بريئاً من ذنب النضوب... وتنهدت هي بارتياح.
يحتاج عناية خاصة فالخثرة لا تقف في مكانها.
تزقه بالإبرة المسكنة تهمده نصف ميت شاخص العينين، يشخر والزبد يخرج من زاوية فمه.
كي تبقى قريباً من أنفاسه تسترجع خيالات ذراعه تلامس صدرها، ارتدت المريول الأزرق الكابي، وعُينت عاملة نظافة في نفس المشفى.
أصعب الليالي حين يسحبها ممرض الجناح السمين إلى مخزن التنظيف، تستسلم ليديه العابثتين، تحتمل أنفاسه الكريهة تختلط برائحة المعقمات الحادة، وتلوك يائسة اعتراضاتها .
" عليك أن تغادري الغرفة قبل أن يمر طبيب الصباح "
يقول لها قبل أن يطلقها من بين ذراعيه.
تدلف إلى الغرفة الأخيرة من الممر، وهي تحمل خطواتها الرشيقة فوق رؤوس أصابعها، فيما تسوي منديل رأسها، تمسح عنقها، وتدلك شفتيها ووجنتيها بماء الورد ترشه من قارورة صغيرة تدسها في جيب مريولها.تفرش بساط النوم العتيق عند أرجل سرير زوجها المعدنية، تتمدد بهدوء على جنبها الأيمن تتسلق عيناها كتفيه المتهدلين، تسحب كفه من تحت الأغطية، تمسد بها خصلات شعرها، وتشاركه همساً بعض الأحلام.
كانت تحمر خجلاً، وتضحك.. فتبان لثتها والنواجذ.
شاردة اللب تحيك تفاصيل الوقت الكثيف.. تستعيد بشق النفس كل متعة متوفرة.. فرش لها بكلماته بساط حنان، وقال لها:
" صدقيني "
عند بوابة الحارة القديمة نُصبت خيمة عرسهما.. ضمتهما غرفة مستأجرة كافية لرقيق حالهما وكل الحب.. لم يسمعا القطط التي ماءت حسرة كان صوتهما صادحاً يغردان.
البنت اللعوب أحبت صبي الفران..
" لولا عصا والدتها التي جعلت جلدها مزرقاً لما تقدم لخطبتها "..
قالوا وهم يلوكون القصة في زوايا النميمة المعتمة.
لكزتها مشرفة الجناح لتنظف غرفة المريض التي يفوح منها رائحة البول.. كانت الممرضة قد ربطته كما العادة بمعدن السرير لأنه يؤذي نفسه والآخرين.
وهل من يؤذي الآخرين مجنون ؟
في زاوية عينه اليسرى دمعة دائمة لم يمسحها أحد..
مصحة الأمراض النفسية والعقلية نادراً ما تستقبل الزوار، وهم في العادة ينسون حمل المناديل معهم..
قبل أن تكتشف العروس المنتشية برائحة الحب مرض زوجها، كانت تعتقده مجرد رجل نزق.. ما إن تتباطأ في تلبية طلباته حتى يحول الغرفة حطاماً، وحين لا يبقى في متناول يده ما يرميها به، يبدأ بضربها حتى تتورم.
ثم يقضي الليل بطوله وهو يقبل كل جزء من جسدها المهشم.
ستة أشهر ليست كافية لتكتمل فرحة العروس، لكنها جعلت نوبات الغضب تتزايد حدة، ليتدخل الجيران يمسكونه من ذراعيه ويجثم أحدهم فوق صدره، كأنه بقايا ثور هائج..
قالوا مريض.
استغرق الأطباء الوقت الكافي لتشخيص الحالة.
نضب كل ما كان في قعر الجيب...
سريعاً.. بعد شهرين من الجولات المكثفة بين هذه العيادة وتلك، وبعد العديد من الجلسات الكهربائية وتخطيط الرأس، اكتشف أحد الأطباء الجهابذة أن خثرة دم أصابت الدماغ هي المسؤولة.
وهكذا خرج الحب بريئاً من ذنب النضوب... وتنهدت هي بارتياح.
يحتاج عناية خاصة فالخثرة لا تقف في مكانها.
تزقه بالإبرة المسكنة تهمده نصف ميت شاخص العينين، يشخر والزبد يخرج من زاوية فمه.
كي تبقى قريباً من أنفاسه تسترجع خيالات ذراعه تلامس صدرها، ارتدت المريول الأزرق الكابي، وعُينت عاملة نظافة في نفس المشفى.
أصعب الليالي حين يسحبها ممرض الجناح السمين إلى مخزن التنظيف، تستسلم ليديه العابثتين، تحتمل أنفاسه الكريهة تختلط برائحة المعقمات الحادة، وتلوك يائسة اعتراضاتها .
" عليك أن تغادري الغرفة قبل أن يمر طبيب الصباح "
يقول لها قبل أن يطلقها من بين ذراعيه.
تدلف إلى الغرفة الأخيرة من الممر، وهي تحمل خطواتها الرشيقة فوق رؤوس أصابعها، فيما تسوي منديل رأسها، تمسح عنقها، وتدلك شفتيها ووجنتيها بماء الورد ترشه من قارورة صغيرة تدسها في جيب مريولها.تفرش بساط النوم العتيق عند أرجل سرير زوجها المعدنية، تتمدد بهدوء على جنبها الأيمن تتسلق عيناها كتفيه المتهدلين، تسحب كفه من تحت الأغطية، تمسد بها خصلات شعرها، وتشاركه همساً بعض الأحلام.