04 مارس 2010

جثة تصفف شعرها



لا تدفعني من كتفي أيها الشقي، سأسقط جداً
سأسقط جداً حالما تهتف الهاوية باسمي
أسميه " لاشيء مهم"
يسميه الآخرون حتفي.

مثل جثة أنيقة تصفف شعرها، تنثر رمادها في ممالك الريح، في رَحبٍ لا يقبل العزاء..
رغبة غير مؤذية تتعلق بأهدابي، توقظ النعاس، تهدل بدعوة الضفاف، تمنحني أقدام طفلة.

أنا وردة نسيت اسمها، ألقي التحية نحو آت يشق زحام النوايا حاملاً في كفه ذاكرتي..
للفوضى المنظمة عتبة أولى،
أسدل الستارة على المشاهد المترهلة، والأحزان المنسية في مهدها، على ما تبقى من وقت الشرود والوحدة، حيث الحسرة تعض أصابعها، وحيث يختلط العابرون بملحهم.

أشعر أني بخير.
أعد ضلوعي كاملة، مجبولة بطين لم يسرقه مني أحد، بقلب ليس من حجر..
من ثقب صغير من السماء جئتني تضرعاً لا يبكي.. مثلي
جئت فوق خطى المغادرين..مثلي
جئت تشبهني: وحيداً،غريباً، مكتمل الضلوع..مثلي.
أتلهف ، رئة تفتح أوردتها مصغية لأصابع تتحرش قهوة الصباح.

الحروف الأولى من اسمينا، تطل من ياقة قميصك، ومن قفازي الذي خبأته آخر البرد.
تذكرتك..! كانت رائحتك محاولة شجاعة للاختناق بي.
يُشاغلنا الكلام حتى الجمرة الأخيرة من الليل.
نكرر بلاغات الحب بلاشيء.. بلا أحد.
قفزة واحدة ، ليت الوديان تضم ساقيها.
قدمان تخطوان.. أربع أقدام تخطو.. نتراكض في اللهفة، كنهر اختار تدفقه، ننسكب شلالاً عثر أخيراً على أرض يغرق بها.

" أنتِ بخير ": يوشوشني عرّاف مجنون..
أركض في طفولتي عائدة إليك..
ومعك أبقى رهينة زمن يُطوى على عطور الأيام السبعة..
على أعواد الصندل في أصابعك..
وعلى قرفة تطلقك في رائحتها
أجمع ما ضيعته خطاك عند أطراف الرمل، أصنع من طينك وطناً لا يخشاني.

أرجوحتي أنت وهذا العالم.. أحتاج شرفة معلقة والكثير من المرايا..
من هناك أرانا.. ننفخ في النرد حظنا.. نعاند الجاذبية..
ارتفاعاً..
نطير.