بسهولة وببساطة مازالت الكاتبة التشيلية ايزابيل الليندي
تستطيع جرّي إلى منعطفات لغتها الخاصة. قرأت لها أغلب أو جميع رواياتها، متأملة في
كل مرة دهشة جديدة تحققها بمهارة حاوي يجيد قذف الكرات.
رواية " العاشق الياباني " تتناول الشغف
والرومانسية والحب الأبدي جنباً إلى جنب مع إلحاحات الذاكرة والهرم والخيبة
والخسارات الفادحة. بطبيعة الحال لا يمكن لكاتبة تعد الأكثر مبيعاً أن نتوقع منها
قصصاً تقليدية، نتحدث هنا عن 65 مليون نسخة! بهذا الرقم المرعب لنا كقراء وكتاب
عرب، تتسلح الليندي لتخوض بحرية في العلاقات المحرمة، والأهواء والنزعات البشرية على
اختلافها من خلال تشابك حيوي بين شخصيتين رئيسيتين " ألما" السيدة
الثرية العجوز بقلب حي تتستر على قصة حب لا تنتهي بينها وبين البستاني "
ايشمي" الياباني ، و "إيرينا" الموظفة المهاجرة التي تعمل في دار المسنين
وتخفي ماضياً حافلاً باشلمآسي.
اختارت الروائية للأحداث امتداداً زمنياً بين النصف الثاني من القرن العشرين وحتى أوائل
القرن الواحد والعشرين، فتورد: السجون النازية في بولندا، ومعتقلات اليابانيين
الأميركيين، اسرائيل والعرب، مرض الايدز، ديانة الأوموتو المشتقة عن الشنتويّة، بل وأيضاً مخيمات اللاجئين السوريين.
كل ذلك إضافة إلى تفاصيل المشاعر والمشهدّية وإيفاء
الشخصيات حقها، كانت على درجة من الاتقان فلم تقطع التشويق السردي.
أثناء القراءة تذكرت الأفلام العربية التي تعتمد في كل
قصصها البائسة على أبطال شبان، مقارنة بالكثير من التحف السينمائية الغربية التي تتناول
الحياة في كل وجوهها، فلا تقتصر على الشباب والفتوة، ولا على الحبكة التقليدية
التي تنتهي بالزواج. قلت لنفسي "لسا بدنا فت كتير"