14 ديسمبر 2007

قمة الرومانسية

وسط ضغوط الحياة وزحمة المرور والغلاء المتصاعد والوعود المتتالية بزيادة الرواتب، والتي إذا صدقت فهي ستخص فئة وتنسى أخرى.. وسط أخبار الفضائيات واختلاف الراي الذي يفسد للود ألف قضية.. وسط العولمة وارتفاع النفط وتدهور سعر الدولار.. وسط المشاكل البيئية المتفاقمة، والاحتباس الحراري وثقب الأوزون.. وسط تدهور حالة الكتاب من سيء الى أسوء، وتصاعد نسبة الأمية في الأوساط الثقافية المأزومة والمصابة بأمراض عضال قادتها الى غيبوبة (لامن تمها ولا من كمها).. وسط موجة الهز التي صارت شغلة المالو شغلة .. وسط القمم التي تنعقد ثم تنفرط، ثم تنعقد ثم تنفرط... وسط معارك الكراسي التي تدور رحاها بشراسة حتى لو كان الكرسي للسيد البواب.. وسط كل ماسبق من الظروف المحبطة يصبح لزاماً علينا أن نجد وقتاً لبرهة من الرومانسية، صحيح أنها صارت موضة قديمة ، وقد لاتناسب المتقدمين في السن ، إلا أن القليل منها ينعش الفؤاد على حد تعبير شاعر مات بحسرتها. وبسهولة يستطيع أي منا ابتكار رومانسيته الخاصة بحسب أوضاعه وظروفه ، فمثلاً يمكنك ان تسعد صباحك بأغنية فيروزية جاعلاً منها لحظة رومانسية، ويمكنك أن تشتري وردة لنفسك واعتبارها شأناً خاصاً رومانسياً،كما يمكنك أن تضع قسيمة السحب التابعة لمشترياتك داخل صندوق الجمعية وتعتقد أنها ستفوز، أما إذا عثرت على وجه ضحوك لايعقد حاجبيه ولاينفخ زفراته في وجوه خلق الله فتلك صدفة رومانسية بحتة... أما بالنسبة لي فإني أترقب عرض فيلم " الحب في زمن الكوليرا" على شاشاتنا المحلية متوقعة ألاتمسه يد السيدة الرقابة بسوء، وتلك بالطبع قمة الرومانسية..!
نشر في جريدة النهارالكويتية

هناك تعليقان (2):

Ahmed Al-Sabbagh يقول...

كل عام وأنتم بخير

عيد سعيد

وعام جديد سعيد عليكم

وعلى الامة العربية والاسلامية

تحياتى

خالو أحمد

سوزان خواتمي يقول...

خالو أحمد
اهلا بحضورك ..