حين نقرأ الروايات بمتعة فإننا نتلصص على حيوات ابتدعها كتاب وروائيون يجيدون خلق المشهد، أما حين نقرأ كتاب مذكرات فهذا يعني أننا داخل حيوات شخصية، سمح لنا اصحابها بأن نعيشها معهم.
"أنت قلت" كتاب لكوني بالمن وهي فيلسوفة وكاتبة هولندية . روت لنا دراما عاشقين الشاعر الانكليزي تيد هيوز وزوجته الشاعرة الأمريكية سيلفيا بلاث التي انتحرت لأسباب نفسية ليس أقلها فشل زواجها، وحاجتها المجنونة (كما يوحي لنا زوجها) كي تكون شاعرة يخلدها التاريخ.
استمدت الكاتبة الأحداث من مجموعة الحوارات والقصائد والمذكرات وآلاف المواضيع الصحفية التي تناولت حياة الزوجين.
وربما لأنه كتاب واقعي وليس متخيلأ، فالقارئ أي أنا مثلاً يؤخذ بما يقرأ بشكل كامل، قبل أن يضيع وتلتبس عليه المواقف.. هل كان تيد بشهرته وعلاقاته سبباً مباشراً في انتحار سيلفيا؟ وسبباً أيضاً في انتحار عشيقته الرسامة آسيا ويفيل مع ابنتهما الصغيرة بعد أن رفض الزواج بها فتتكرر الفاجعة بذات الطريقة، بعد تسع سنوات !
الجوانب النفسية الملتبسة لكائنين، والضغوط النفسية لمهنة الكتابة، وتداخلات الطفولة المؤرقة ، الحياة المرتبكة، والتنقلات الكثيرة بعيداً عن الاستقرار.. كل ذلك يرفع من وتيرة ( أنت قلت) ويشدنا بقوة إلى الأوساط الأدبية في الخمسينات، والتي لا تخلو من النميمة والمنافسة والزئبقية والمزاجية.
توفي الشاعر تيد هوز عام 1998 وبقي طوال حياته يعاني من أصابع الاتهام بكونه خائناً ومسؤولاً مباشراً عن وفاة زوجته، ولكنه رغم ذلك اختار الصمت، ليأتي هذا الكتاب الذي ترجمته لمياء المقدم كنوع من أنواع قلب الطاولة، ومحاولة للدفاع عن النفس، فالرجل كما يدعي عن نفسه لم يكن على تلك الدرجة من السوء.
وكي لا احرق الأحداث لمن يرغب بقراءة الكتاب، أكتفي بأن أقول: إنه يسبب الحزن .. يكشف متاهات الحياة .
ملاحظة: لم تهتم الصحافة بحادثة انتحار العشيقة آسيا ويفيل ولم تربط بين اسمها واسم الشاعر تيد هيوز، رغم حياتهما المشتركة الواضحة للجميع، واهتمامها بوضع رسوماتها لعدد من كتبه.
.
مقتطف من شعر سلفيا:
كأنك لم تكُ يومًا
كأني جئت إلى هذا العالم
من رحم أمّي وحدها:
سريرها الواسع ارتدى ثوب القداسة...
متّ كأي رجل
فكيف لي أن أشيخ الآن؟ أنا شبح انتحار شائن...
كان حبّي هو الذي قاد كلينا إلى الموت.
"أنت قلت" كتاب لكوني بالمن وهي فيلسوفة وكاتبة هولندية . روت لنا دراما عاشقين الشاعر الانكليزي تيد هيوز وزوجته الشاعرة الأمريكية سيلفيا بلاث التي انتحرت لأسباب نفسية ليس أقلها فشل زواجها، وحاجتها المجنونة (كما يوحي لنا زوجها) كي تكون شاعرة يخلدها التاريخ.
استمدت الكاتبة الأحداث من مجموعة الحوارات والقصائد والمذكرات وآلاف المواضيع الصحفية التي تناولت حياة الزوجين.
وربما لأنه كتاب واقعي وليس متخيلأ، فالقارئ أي أنا مثلاً يؤخذ بما يقرأ بشكل كامل، قبل أن يضيع وتلتبس عليه المواقف.. هل كان تيد بشهرته وعلاقاته سبباً مباشراً في انتحار سيلفيا؟ وسبباً أيضاً في انتحار عشيقته الرسامة آسيا ويفيل مع ابنتهما الصغيرة بعد أن رفض الزواج بها فتتكرر الفاجعة بذات الطريقة، بعد تسع سنوات !
الجوانب النفسية الملتبسة لكائنين، والضغوط النفسية لمهنة الكتابة، وتداخلات الطفولة المؤرقة ، الحياة المرتبكة، والتنقلات الكثيرة بعيداً عن الاستقرار.. كل ذلك يرفع من وتيرة ( أنت قلت) ويشدنا بقوة إلى الأوساط الأدبية في الخمسينات، والتي لا تخلو من النميمة والمنافسة والزئبقية والمزاجية.
توفي الشاعر تيد هوز عام 1998 وبقي طوال حياته يعاني من أصابع الاتهام بكونه خائناً ومسؤولاً مباشراً عن وفاة زوجته، ولكنه رغم ذلك اختار الصمت، ليأتي هذا الكتاب الذي ترجمته لمياء المقدم كنوع من أنواع قلب الطاولة، ومحاولة للدفاع عن النفس، فالرجل كما يدعي عن نفسه لم يكن على تلك الدرجة من السوء.
وكي لا احرق الأحداث لمن يرغب بقراءة الكتاب، أكتفي بأن أقول: إنه يسبب الحزن .. يكشف متاهات الحياة .
ملاحظة: لم تهتم الصحافة بحادثة انتحار العشيقة آسيا ويفيل ولم تربط بين اسمها واسم الشاعر تيد هيوز، رغم حياتهما المشتركة الواضحة للجميع، واهتمامها بوضع رسوماتها لعدد من كتبه.
.
مقتطف من شعر سلفيا:
كأنك لم تكُ يومًا
كأني جئت إلى هذا العالم
من رحم أمّي وحدها:
سريرها الواسع ارتدى ثوب القداسة...
متّ كأي رجل
فكيف لي أن أشيخ الآن؟ أنا شبح انتحار شائن...
كان حبّي هو الذي قاد كلينا إلى الموت.
مقتطف من شعر تيد هيوز:
من ذا يملك هذين القدمين الصغيرتين العجفاوين؟ الموت.
من ذا يملك ذا الوجه ألأهلب ذو نظرة محرقة؟ الموت.
من ذا يملك هذين الرئتين اللجوجتين؟ الموت.
من ذا يملك هذه العضلات مغلفة بالمنفعة؟ الموت.
من ذا يملك هذه الأحشاء الصامتة؟ الموت
من ذا يملك هذه الأمخاخ المسائلة؟ الموت.
و له هذا الدم البارد؟ الموت.
و له هاتين العينين ذواتي كفاية دنيا؟ الموت.
و له هذا اللسان الصغير سليطا؟ الموت.
و له قبضة تأتي على غير توقع؟ الموت
#تيد_هيوز
#أنت_قلت
#سيلفيا_بلاث
#حب
من ذا يملك هذين القدمين الصغيرتين العجفاوين؟ الموت.
من ذا يملك ذا الوجه ألأهلب ذو نظرة محرقة؟ الموت.
من ذا يملك هذين الرئتين اللجوجتين؟ الموت.
من ذا يملك هذه العضلات مغلفة بالمنفعة؟ الموت.
من ذا يملك هذه الأحشاء الصامتة؟ الموت
من ذا يملك هذه الأمخاخ المسائلة؟ الموت.
و له هذا الدم البارد؟ الموت.
و له هاتين العينين ذواتي كفاية دنيا؟ الموت.
و له هذا اللسان الصغير سليطا؟ الموت.
و له قبضة تأتي على غير توقع؟ الموت
#تيد_هيوز
#أنت_قلت
#سيلفيا_بلاث
#حب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق