02 يوليو 2006

القهوة تحتسي نفسها ( خلف علي الخلف)

أيضاً لدلع المفتي وحدها:
أقطع الكون حاملاً خزائن البكاء وأسفحه .. كأني أتكأ على جثتي وكأني أنام في التيه وكأني احلب الهواء لاسد عطشي الدنيا ليست حلوى والثرثرة صلاة المحب إعترافه أن المجهول يستأنس بمداعبة الماء وأن الحضور يركله السراب مثل كرة بلا مرمى ..



الحراس يمجدون العبث


الدنيا تأكل فاتحة الغريق


المجد يستأنس برائحة هجرها المحظوظين


والرُّسل ينزفون حقائق مفروسة الأكباد


وانا غناء تثلمه النساء


قلت لك لو كان صوتك حائطاً لاتكأت عليه .. لو كانت خطاك تنقذ الحمَى لصنعت منها قبعات وحين تبلى من فرط الزمن المتبَل بالحنين يصنعون منها كمادات لرجال غرباء ينامون تحت الجسور


حلمتُ مرة اني أدوس القدر بنعلي


حلمتُ أن الاقدار تحفظ صورتي
حلمتُ أنا الجروح شهر من السنة


حلمتُ ..


أكلت الله بيدي وغمسته بنور باهت مخمناً أنه مرق كنا نطبخ به البرغل بعد نضوج الذبائح قلت ان الدم مسمار وان الريح حائط وان صلاتي في حظنها تنجيني من اللهب


الله فاض وأغرقني ولم امت ضاعت أنفاسي وأنا حيٌّ دونما نفس فلك ان تتخيلي عذابي لك أن تتخيلي كيف أحتمل جثتي تعالي لاروي لك حكاية ليست من الف ليلة وليلة..


عندما تكون بقربي تصنع لي من الهواء خبزاً ولا ابالي بنشرة الأخبار ولا انتبه أن هناك جندي خطف أو حكومات خطفت أو بشر ماتوا .. ماذا يعني ؟


- يعني أني أعرف أن الهواء ليس طويلا ويعني أني اعرف أنه مربوع القامة ويعني أني أعرف أني أغتنم الهواء قبل الذبح فلا أحفل بشيء ولا أبصر سوى رغيفها الذي لشدة جوعي لا آكله ولو أتيت يوما لرايت اني صنعت للرغيف إطارا وعلقته على جدار غرفتي ...
ماذا يعني أيضاً؟
- يعني ان الحكاية لا ابناء لها ويعني أني لا اخوة لي وانا ابنها الوحيد الذي لم تنجبني من رحمها


ساروي لك حكاية روتها جنية عابرة واستيقظت من الصحو لاجد انه لم يكن مناماً:


قلت لصديقتي ساترك الباب مفتوحاً وأنام حينما تدخلين إصنعي قهوة لشخصين وخمنت يومها أني شخص كائن مثلي مثل كل خلق الله وقلت لها ليس لدي بن هاتي معك قهوة تكفي لاثنين وحين اتت صديقتي في السادسة من صباح الله أيقظتني برائحة القهوة وجرس يصدره الموبايل افقت احتسينا القهوة وشكوت لها حبيبتي مما قلته لها: البلاد بعيدة والشوارع لم تعد تعرف لغتي


الاصوات تجرني نحو فراغ يجرح حنجرتي


وصوتي لا يصل


البلاد بعيدة ولم يخلق الله نكاية بالحنين لي اجنحة


ذهبت لتنام وذهبت افكر بحبيبة كانها منديل وداع

وفي اليوم التالي أرسلت لها ما معناه الفكرة كانت مدهشة لدرجة أني أستغرق في نومي حينما أفكر أن هذا يحدث امامي كأنه صوت الماء حين يروي شجيرات القطن قبل بلوغها سن الفطام


قلت لها القهوة بهذه الطريقة تحتسي نفسها وأنا أحتاج من يشربني لاستدل على وجودي في هذا الكون

كل يوم نغسل الصباح من نومه وكل يوم امشي في نومي فلا أصل إلى من احب لان البلاد بعيدة بعيدة يا ....

لو أستطيع


عجنت النهار بدمعتها التي سالت قبل قليل


لصنعت من إسوارتها التي نسيتها عندي فصلا خامسا وعمرت بيتا هناك

كيف لي ان أحول صوتها إلى ماء


وكيف لي أن أحول حضورها نهرا


وكيف لي ان أحول يتمي لرائحة ياسمين اهديه لها


قلت لها ساكبر بعد قليل ولن ابكي مرة أخرى لان بكائي يعني أني لم أبلغ الحلم .. قلت لها وهي تمضي : خذيني معك وتعلقت بطرف نظرتها وقلت لها خذيني وبكيت فيما بعد لامتني وقالت لن أحبني إذ تبكي هكذا وكففت عن البكاء دهراً لكنها تذهب ودمعي يتبعها ماذا أفعل ...


تذكرين أني قلت لك مرة كيف نصنع من رائحتها شوارع وبيوت وحدائق حينها ستهدأ نفسي ويعود لي نفسي اما غير ذلك سيظل دمعي يتبعها كلما ذهبت .. كلما ذهبت ... والبلاد بعيدة وهي في أقصى المسافات..ماذا أفعل ؟



ليست هناك تعليقات: