23 يوليو 2006

دونها تصبح الأرض دمعة ( خلف علي الخلف)

وفيما أرى في الصحو أرى :


الارض تغتال السماء
الصيادون يطاردون حماما يعانق بعضه بعضا


وفيما ارى :


ارى الخوف ينتصر
ارى الشمس تحجبها الاحاجي
اراني دون ذنبٍ معلقا على مشانق الاخرين
واراني آكل من جثتي
وأراني اشتري عمر حبيبتي بالحكايا (تلك التي لا املك غيرها )
مرة قال لي احمد محجوب ان معاناتي في السجن هي أني لا أشتاق لأحد خارجه... ويومها بكيت ويومها كتبت شيئا لا أدري أين ذهب وليس مهما.. الا ان ما بقي من حديثه: هذه الجملة دامية الى درجة تختصر معنى الحياة وعذابات الانسان وسعيه للحياة ويغدو الشوق معادلا للحياة \ حياتنا.
إذ دون أحد نشتاقه.. ما نفع الحياة؟؟!! ... دون هذا الشوق نفقد مبررنا في الحياة وتفقد الحياة مبررها وتغدو الأيام عد أيام فحسب
لذلك قلت قبل أيام :


دون ولفي
النهار يصير صحرا
والوجوه بلا ملامح
والضحك ينسى المشي


مرات اقول :
دون ولفي
العمر رزنامة منسية
ببيت مهجور
وهكذا ارى الآن


هكذا تضمحل خطوتي الى جهات الارض كلها ..هذا يعني اني لا اسير/هذا يعني اني لا جهة تختلف عن الاخرى/هذا يعني ان الجهات تتشابه فتفقد الجهات بهجتها وتفقد الجهات افضليتها وتفقد الجهات أهميتها وتفقد الجهات إحساسها بنا وإحساسنا بها وهكذا ...
لكن لا بد أن نحيا ولا بد أن نمضي في الحياة التي تغدو حينها مع اختلاف التفاصيل أو إختلاقها مثل سجن احمد محجوب


كنت اردد - وهذا سيفرح آخرين- أن للحب صلاحية وعمر افتراضي وأن لا شيء يدوم في هذه الحياة وان كل شيء فان ولا يبقى سوى وجه ربك والشيخ عفتان لكني لم ادرك أن هذا يفقد الحياة معناها ربما سننهض وسيحتج صديقي الذي كتب لي " بطل نواح وياحرام يا دلع المفتي كم تحملت نواحك " سأقول مثلما قلت في بداية النواح الاساسي


هناك وجوه إذ ترحل لا يكفيها الدمع


الحياة لا تمنحنا فرصة لان نكسب اصدقاء جدد كل يوم ولا تمنحنا كل يوم فرصة ان نحب آخرين بكامل بهجتنا \ هؤلاء حين يغادرون يصبح جسدنا واهنا لا يستطيع حملنا وهذا كتبته في النواح هل علي أن اعيد النواح من أوله ليس لي مزاج شعري لاكتب ما يبكيكم كثيرون بكوا كثيرون قالو لي "يا الهي أنت تكتبنا في نواحك .. لا تتوقف" او اني "انتظرك كلما كتبت شيئا جديدا في هذا النواح"


وقلت : أنه مكان بكائي كل ما شعرت برغبة أن أبكي آتي الى هنا وكلما أردت أن ادفع يد الموت عني أكتب فلا شيء يرد الموت عن كائن اعزل سوى الكتابة


جف الدمع


أنا الذي عشت حياتي بلا أم رغم أنها لا زالت حية عندما وجدت أماً طاردني الصيادون وأنا دون بندقية وهي لا تستطيع أن تحتمي خلفي من البنادق ماذا علي أن افعل؟
 علي أن اقول مثلا أنه قدر
علي أن أقول : إنها الحياة
علي أن اقول: في سعينا نحو الحياة التي نحب نعيش الحياة
علي أن اقول:يا أمي لا تموتي مع يقيني أن لا عاصم لاحد من الموت
علي أن أومن : ولدت شريدا وستظل شريدا


مرة قلت أن هناك قرابة غير قرابة الدم هناك قرابة الروح في هذه اللحظة فقدت يقيني فأنا الذي ليس لي اقرباء دم كيف لي أن اراهن سوى على الخسارة والوهم ربما كان رهاني على قرابة الروح هو جزء من صد الموت جزء من لعبتي في الحياة جزء من تعويض نفسي للفقد ربما كنت احاول أن انقذ نفسي من الوحشة والعزلة وكنت اريد لدم ما ان يسري فيّ فقلت بقرابة الروح لكنها لا تصمد أمام امتحان الايام...
الخ الخ الخ الخ الخ

02 يوليو 2006

القهوة تحتسي نفسها ( خلف علي الخلف)

أيضاً لدلع المفتي وحدها:
أقطع الكون حاملاً خزائن البكاء وأسفحه .. كأني أتكأ على جثتي وكأني أنام في التيه وكأني احلب الهواء لاسد عطشي الدنيا ليست حلوى والثرثرة صلاة المحب إعترافه أن المجهول يستأنس بمداعبة الماء وأن الحضور يركله السراب مثل كرة بلا مرمى ..



الحراس يمجدون العبث


الدنيا تأكل فاتحة الغريق


المجد يستأنس برائحة هجرها المحظوظين


والرُّسل ينزفون حقائق مفروسة الأكباد


وانا غناء تثلمه النساء


قلت لك لو كان صوتك حائطاً لاتكأت عليه .. لو كانت خطاك تنقذ الحمَى لصنعت منها قبعات وحين تبلى من فرط الزمن المتبَل بالحنين يصنعون منها كمادات لرجال غرباء ينامون تحت الجسور


حلمتُ مرة اني أدوس القدر بنعلي


حلمتُ أن الاقدار تحفظ صورتي
حلمتُ أنا الجروح شهر من السنة


حلمتُ ..


أكلت الله بيدي وغمسته بنور باهت مخمناً أنه مرق كنا نطبخ به البرغل بعد نضوج الذبائح قلت ان الدم مسمار وان الريح حائط وان صلاتي في حظنها تنجيني من اللهب


الله فاض وأغرقني ولم امت ضاعت أنفاسي وأنا حيٌّ دونما نفس فلك ان تتخيلي عذابي لك أن تتخيلي كيف أحتمل جثتي تعالي لاروي لك حكاية ليست من الف ليلة وليلة..


عندما تكون بقربي تصنع لي من الهواء خبزاً ولا ابالي بنشرة الأخبار ولا انتبه أن هناك جندي خطف أو حكومات خطفت أو بشر ماتوا .. ماذا يعني ؟


- يعني أني أعرف أن الهواء ليس طويلا ويعني أني اعرف أنه مربوع القامة ويعني أني أعرف أني أغتنم الهواء قبل الذبح فلا أحفل بشيء ولا أبصر سوى رغيفها الذي لشدة جوعي لا آكله ولو أتيت يوما لرايت اني صنعت للرغيف إطارا وعلقته على جدار غرفتي ...
ماذا يعني أيضاً؟
- يعني ان الحكاية لا ابناء لها ويعني أني لا اخوة لي وانا ابنها الوحيد الذي لم تنجبني من رحمها


ساروي لك حكاية روتها جنية عابرة واستيقظت من الصحو لاجد انه لم يكن مناماً:


قلت لصديقتي ساترك الباب مفتوحاً وأنام حينما تدخلين إصنعي قهوة لشخصين وخمنت يومها أني شخص كائن مثلي مثل كل خلق الله وقلت لها ليس لدي بن هاتي معك قهوة تكفي لاثنين وحين اتت صديقتي في السادسة من صباح الله أيقظتني برائحة القهوة وجرس يصدره الموبايل افقت احتسينا القهوة وشكوت لها حبيبتي مما قلته لها: البلاد بعيدة والشوارع لم تعد تعرف لغتي


الاصوات تجرني نحو فراغ يجرح حنجرتي


وصوتي لا يصل


البلاد بعيدة ولم يخلق الله نكاية بالحنين لي اجنحة


ذهبت لتنام وذهبت افكر بحبيبة كانها منديل وداع

وفي اليوم التالي أرسلت لها ما معناه الفكرة كانت مدهشة لدرجة أني أستغرق في نومي حينما أفكر أن هذا يحدث امامي كأنه صوت الماء حين يروي شجيرات القطن قبل بلوغها سن الفطام


قلت لها القهوة بهذه الطريقة تحتسي نفسها وأنا أحتاج من يشربني لاستدل على وجودي في هذا الكون

كل يوم نغسل الصباح من نومه وكل يوم امشي في نومي فلا أصل إلى من احب لان البلاد بعيدة بعيدة يا ....

لو أستطيع


عجنت النهار بدمعتها التي سالت قبل قليل


لصنعت من إسوارتها التي نسيتها عندي فصلا خامسا وعمرت بيتا هناك

كيف لي ان أحول صوتها إلى ماء


وكيف لي أن أحول حضورها نهرا


وكيف لي ان أحول يتمي لرائحة ياسمين اهديه لها


قلت لها ساكبر بعد قليل ولن ابكي مرة أخرى لان بكائي يعني أني لم أبلغ الحلم .. قلت لها وهي تمضي : خذيني معك وتعلقت بطرف نظرتها وقلت لها خذيني وبكيت فيما بعد لامتني وقالت لن أحبني إذ تبكي هكذا وكففت عن البكاء دهراً لكنها تذهب ودمعي يتبعها ماذا أفعل ...


تذكرين أني قلت لك مرة كيف نصنع من رائحتها شوارع وبيوت وحدائق حينها ستهدأ نفسي ويعود لي نفسي اما غير ذلك سيظل دمعي يتبعها كلما ذهبت .. كلما ذهبت ... والبلاد بعيدة وهي في أقصى المسافات..ماذا أفعل ؟