01 يوليو 2008

حب في الشوب: لقمان الديركي

شوب شوب يا يوب وبحبِّكْ.. هذا ما قاله الشاعر الحلبي لحبيبته ممعناً في حبها، فهو يحبُّها رغم الشوب، لكنك قد تستخفُّ بذلك يا عزيزي، وتقول في نفسك أنو شو هالحب الفظيع يعني، وإذا بيحبها بالشوب، أين الإنجاز؟!!
لكنني صدَّقتُ الشاعر الحلبي صاحب قصيدة (يا رايحة عالحديقة ليش الباجاية رقيقة)، والباجاية هي ذلك الخمارِ الأسود الذي فعل ما فعل بناسك متعبِّدِ، صدَّقته، فقد كنتُ على موعد مع الحب ذلك اليوم، ونزلتُ صباحاً لأشتري الصحف والجرائد كي أمارس هواية التصحف السريع مع فنجان القهوة البطيء، ذلك أنني ما إن خرجت من منزلي الذي ليس منزلي، وأنا مضطرٌّ لقول ذلك لكون صاحب المنزل الذي أنا فيه بصفة مستأجر كان قد وقَّعني على ورقة لا تجيز لي استخدام كلمة (منزلي) دون أن أنوِّه بأنه ليس منزلي وإنما منزله، المهم مالكم بالطويلة لفحني ذلك الهواء اللي مو عليل ولا ضعيف ولا مريض بل ساخن حارق مدمِّر، وزخَّ العرق بينما أهبط الدرج، وعلى الرصيف يا حبيبي الذي ليس رصيفاً في الحقيقة وهو إنما مرآب للسيارات، وسوبر بسطات في أوقات الفراغ، بدأ العرق يزخُّ من كل الجوانب، حتى إنه لم يبقَ موضع من جسمي ليس فيه مساماً يضخ العرق بلا ثمن، ووصلنا بعد فاصل زكزاكي معروف بين النزلة من على الرصيف لتعذر المرور بسبب بوز السيارة اللي سادد الطريق وهو يقول لي أن أسدَّ بوزي وأنزل مكملاً هوايتي في السير على القدمين على أرض الشارع، ونزلنا يا معلم وإذا بسيارة قادمة مثل سيخ النار مع أنو الدنيا نار، والأسعار نار، فتراجعنا إلى الخلف هلعين، ولكرامتنا مهدرين، وبصوتنا الرخيم هادرين.. أختك على أمك يا حيوان، لكن الحيوان فص ملح وداب، اختفى، بينما عدنا لأنكم بقيتم معنا، ونزلنا إلى الشارع، وركضنا صوب الأربع مفارق، ثم لمحنا طرف الرصيف، فصعدنا، لأنكم حملتم معنا، وعلى الرصيف تابعنا، وبسوبر بسطة اصطدمنا فنزلنا فابقوا معنا، ومن جديد صرنا على أرض الواقع، وبدأنا نسير في الشارع، لكن سيارة الغاز طحشت فهلعنا ورجعنا، ومن بين سيارتين واقفتين مررنا، وإلى الرصيف عدنا فوجدنا أنكم ما زلتم معنا، فتابعنا المسير، وبعد قليل اصطدمنا بثلاث حاويات زبالة فكوَّعنا على اليمين، ونزلنا من على الرصيف راضين ومسرعين، وأكملنا الدرب الصعب ورحلة العذاب على الطريق اللجينِ يا عاقد الحاجبينِ، ثم دخلنا حارة المكتبة، وصعدنا الرصيف، ولكننا اصطدمنا ببسكليتاتي صفَّ بسكليتاته على الرصيف رغماً عن أنف السيارات، فنزلنا وفي صدرنا شتمنا فاستروا ما شفتوا منا وابقوا معنا، ولأنكم بقيتم معنا فقد اشترينا الجرائد، وعدنا، وعدتم معنا إلى البيت، وعند الوصول وجدتُ نفسي غارقاً في بحر من العرق السادة، ودخلنا إلى الحمام، ولكن لوحدنا ، فبقيتم في الصالون على أنغام الكونديشن منتظرين، وبوردنا، وجلسنا نتفرَّج على التلفزيون، ونظرنا إلى الساعة وقلنا أنو يا ريت ما تتِّصلي فينا وتتذكَّري الموعد اللي بيناتنا حاكم ماني نازل من البيت يعني ماني نازل من البيت.. شوب، ولكنكِ لم تتَّصلي، فقلتُ في نفسي أنو يا عيني تمام رح أتناسى الموعد وأتنعم بالكونديشن، بس قلبي لم يطمئن فاتصلتُ بكِ، وقلتِ لي بصوتك العذب أنو حبيبي بلاها الموعد اليوم والله شوب، فقلتُ لكِ بكِ معجباً، ولكِ عاشقاً، والعرق رغماً عن الكونديشن يسبقني
( شوب شوب يا يوب .. وبحبِّكْ).

ليست هناك تعليقات: