28 أكتوبر 2008

أقوال مأســـــــــــــــــــورة




* فليفسح الندم القديم مكانه لندم جديد


* وطن؛ كان ظني، والأوطان مستحيل


* كل صباح استيقظ أقل


* الحب فقير؛ كنحن؛ كالبلاد


* ليتنا عرفنا حكمة الصمت أبكر


* الندم؛ للأسف؛ عاجز على أن يرجعنا الى اماكننا القديمة


* أمرر احلامي


*وانت مضيئة لاحد احتمالين اما لانك تخفين الشمس خلف عينيك، او لان الخالق خلق من جديد( وليد قارصلي)

25 أكتوبر 2008

حريتي: بقوة الريموت كونترول

 من محاسن الصدف نيلي لشهادة الثانوية العامة في زمن سبق عصر القنوات الفضائيات، والأطباق اللاقطة، وأجهزة الاستقبال(الرسيفر)، وإلا كان مستقبلي ضاع..حتما!
فعلى رغم شح برامج ،تلك الأيام ، وقلتها وقتها، إلا أني كنت مصدرا يوميا لشكوى الست الوالدة، فأنا ابنتها التي تتابع برامج التلفزيون السوري من العلم إلى العلم، أي من لحظة بثه الاولى إلى لحظة بثه الاخيرة، والتي تبدأ وتنتهي بعلمنا يلوح في الهواء الطلق.. كنت مدمنة متابعة لكل مايبثه الاعلام ، كان نصيبنا من البرامج مقنن و أعجف، يادوب مسلسل عربي إسبوعي وحيد ننتظر حلقاته في توقيت ثابت في يوم معين، فإذا تصاد
ف حدث وطني أومناسبة قومية احتفالية – لاسمح الله- منعنا ذلك من متابعتنا الإسبوعية، لنصبح عرضة لنسيان الأحداث والممثلين وموضوع المسلسل..
أما قدس الأقداس بالنسبة لي وقتها، فكان مسلسلاً أجنبياً اسمه – الجذور – مأخوذ عن رواية شهيرة لأليكس هيلي، ولسوء حظ أمي ، فقد استمر بأجزاءه المتتالية طوال شهور المدرسة ، وامتحاناتها..!
بالطبع هذا ليس كل شيء ، فكنت أشاهد برنامجا يتيما يبث أغان أجنبية بحسب ما يطلبه الجمهورمن منى كردي- لمن يذكرها - .. وإلى جانب _ تلك التحبيشة- حصتنا الأوفر من أغان لكمشة من مطربين ومطربات نعرف عنهم كل شيء، لقلة عددهم آنذاك.
وتبث الأغنية بنسخة تسجيلية نقلاً عن حفل على المسرح، أو مصورة داخل ستديو، فيتسمر المغني/ المغنية بين أعمدة الديكور الكرتونية ، وأرضية مشمعة تعكس أضواء وألواناً وظلا، كأنها شجرة عيد الميلاد، وغالباً ماترمى بين اقدام المغنية كمية من البالونات ، التي يبدو أنها كانت الارخص والأكثر بهجة لعيون المخرجين ..
أما الأغنية شعبية، فلا بد أن يصحبها فريق الدبكة ، ليقدم أفضل ماعنده من حركات خبط الأقدام على الأرض وهز الأكتاف وتطاير الشعر(كانت موضة الشعر الطويل)..
على كل ، لم نكن نرى الامر بهذه الطريقة، بل الحقيقة أن استمناعنا كان طفولياً، ومازلت اذكر متابعة المسرحيات في سهرة الخميس، والافلام العربي المليئة بالبوس والرقص في سهرة الجمعة..
وحين ينتهي البث يظهر على الشاشة تموجات ضوئية و وتشششش..
في الأعياد والعطلات كانوا يزيدون ساعات البث، فتبدأ برامج الجمعة عصراً، وأستطيع أن أؤكد أن القائمين على البث كانوا يعتبرونها عطية ومنّة تستاهل الحمد والشكر..
اختلف الحال كثيراً هذه الأيام، فأكثر من 325 قناة في انتظارك على الشاشة، بل وهناك الكثير من القنوات تستعد للانطلاق على اختلاف توجهاتها ورسالتها، في بث يستمر ل 24 ساعة فقط،، هذا الوضع بدأته قناة الـ mbc وكانت الفضائية الأولى الخاصة، التي كسرت احتكار الإرسال المحلي الواحد .
ومن وقتها ومستويات القنوات تختلف من ناحية الشكل و المضمون وأهدافها المباشرة وغير المباشرة، وينحصر اعتراض الأغلب منا على الكم الهائل من قنوات ( فرفش تعش تنتعش)، بأغانيها التي تكاد لاتفرق فيها بين صوت المغنية السرير ومؤخرا أصابع أقدامها، ورغم ايماني بأن ( الله جميل يحب الجمال) لكن شعوري المتقزز بأنهم يعودون بنا الى عصر الجواري والنخاسة، يفسد علي المتعة!..

فما هي حقيقة تزايد الاستثمار السعودي في المجال الإعلامي التعويضي ..؟ هل هي لمجرد الأرباح المجزية، ومن باب - اللهم زد وبارك- أم أنها الموجة التي يركبها الجميع..والتي لاتعني الا أن يزداد الغني غنى والجاهل جهلا والفقير حسرة..!
لايقتصر الربح المادي المباشر على الاعلانات التجارية وماتضخه رسائل ال sms
القصيرة ..وقد كان لأحدهم موقفاً صارماً وحاسماً لوقف هذه المهزلة – كما يسميها- إذ وضع شريطا لاصقا أسفل جهاز تلفزيونه ليحجب عن عينيه الشريط المتحرك ..وبالطبع لم يتوقع وقتها أن يصبح الشريط الأفقي اثنان ثم يضاف ثالث عمودي على طول الشاشة .. لا أعرف تماماً، لكن من المؤكد أنه كف عن إيجاد الحلول..!

وكي لا نبدو متخوفين من كل جديد سيقضي بالضرورة على أصالتنا، أو مقتنعين بنظرية المؤامرة التي تستهدفنا كشعوب، فإن للفضائيات توجهات أخرى، لا تقتصر على الجانب الترفيهي المذموم، فهناك قنوات تعليمية وسياسية واجتماعية ورياضية واقتصادية وتثقيفية.. إضافة إلى قنوات تخصصية تقدم مجالاً وأغلبها ليس مجانياً مثل ديسكفري والعقارية،وقناة المسافر وقناة الأطفال و..و..!

مما لاشك فيه أن الوفرة والتنوع فتحت أبواب التنافس الذي يحسن سوية مايعرض ، خاصة وأن المشاهد شخص صعب الإرضاء بما يملك من اختيارات كثيرة.

ولنعترف بأن هذه الفضائيات نوعت أدوات المعرفة عند المشاهد العربي، ومنحته أفقاً أوسع في الاختيار الحر.. ويستطيع أي منا بضغطة زر واحدة على جهاز التحكم ( الريموت كونترول ) أن يختار مايناسب ميوله وتوجهه بكامل إرادته الواعية، أما الأطفال والناشئة ، فهم رهان المستقبل، والتوعية والتوجيه ووضع خيارات بديلة كفيل بأن ينتج جيلاً أكثر اطلاعاً وتميزاًً

وأرجوك يامشاهد التلفزيون من المحيط الى الخليج، حين تبدأ بالتأفف والتذمر ومن ثمن الاعتراض، أن تتذكر أيام الوجبة – التي ما في غيرها- عبر قناة إلزامية مفروضة ، تجبرك على مالديها : نشرة اخبارية واحدة، وقت للغناء، تسلية غصب عن أهلك، ثقافة مفروضة، منوعات الزامية...

وكل ذلك ،بغض النظر عن ما يحيط بنا من عوالم أخرى..

15 أكتوبر 2008

رقصة الفالس الوردية

منذ لم يعد قميصُ نومها الوردي عاري الظهر والكتفين يثير منكَ ولو التفاتة واحدة. وأنت تهجس بالفكرة...‏ كان الضوء شحيحاً، ولم تكن تضمر لعنة، مجرد فكرة فضحتها نظرتك، حين دمعت عيناها وتناولت منديلها، مددتَ يدَك إلى صدرك تبحث عن حبك الهارب فارتطمت بالشفقة.‏ يا للبؤس.!‏ كممت فمك قبل أن تخرج تلك التنهيدة. تقلصت أطرافك خوف ملامسة لا تنبت ولا تزهر... كلاهما معاً اللهفة والاختناق.‏ كنتَ حزيناً أكثر منها، تبحث عن دمعكَ الذي تجمد في المقلتين، وتحول إلى نبض في الصدغين...‏ تهجس بالفكرة.!‏ تتذكّر رجاءكَ المتسوّل وأنت تطلبها من أبيها، كانت حلقات الدخان تدور فوق رأسيكما والصمت الوقور...‏ ـــ "على بركة الله"...‏ قالها بصوته الخشن فتنفستَ الصعداء... رقصت روحكَ فالساً لا تتقن خطواته، ودغدغت جوانبك الرغبة...‏ لكزتك أختك من خاصرتك كي تهدأ.‏ فيما كنتما تجهزان منزلكما الزوجي قلتَ لها وعينك تغمز وحاجبك يرتفع:‏ ـــ كل شيء في البيت سيكون باللون الوردي...‏ غاصت غمازةٌ ضاحكة في خدها، وقفز قلبك عالياً، التفت البائع وابتسم في وجهيكما، كانت أسنانه سوداء.‏ كان فعل ماض، عند زاوية الانكسار شفة مقلوبة.‏ تهجسُ بالفكرة.‏ نهضتَ فجأة، وقررتَ أن تنام وبين كتفيكما مسافة سنوات من الإنكسار، لتنتصب في الحلم حقولٌ عطشى وأشجارٌ ظمآنة.‏ منذ أن تحوّل شأنكما الخاص إلى شأن عام، واللغط والتساؤلات تحشرك في أضيق المواقع.‏ بعد الساحة العامَة منعطفات ضيقة ومتشابهة تسلكها في طريق عودتك من عملك إلى بيتك... تنتابك عقدة الاتجاهات... القطط فقط ترجع إلى مأواها دون أن تضل... لولا بقايا انتباهك لضعت بين ملامح الوجوه المتجهمة الرمادية للعابرين.‏ زقاق منزلك يحتله عمال البلدية وآلياتهم، تقفز فوق الحجارة المكسورة وبرك الوحل، يبللَك المطر، ويلطمك الهواء.‏ "الشتاء هذا العام يبدو قاسياً".‏ كل عام تردد الجملة نفسها... يتسخ حذاؤك والمعطف... وتغوص ببركة طين لم تنتبه لها... آخر مرّة حفروا المكان نفسه، كنتَ أكثر رشاقة وأقل شحوباً، تضحك وتخوض في البرك كلها وأنت تقهقه، أما الآن فقد أطلقت لعنة وشتيمة.‏ منذ لم تعد الذاكرة نقشاً على حجر...‏ وأنت تهجس بالفكرة‏ شيء ـــ لا مفر منه ـــ يضغط على أعصابك، ينسيك ألف باء الحب، وياءه أيضاً...‏ حار بك الأصدقاء، نصائحهم البيضاء ترتق في السماء غيماً لا يمطر.‏ لماذا الطلاق.؟ كان عليك أن توضح أمراً أنت نفسك لم تفهمه تماماً، مما جعل أصواتهم لا تعبر أذنيك، وكأن سداً مانعاً يعيق المنطق.‏ هي تريدكَ وتقسم أنها تحبكَ أكثر من قبل.!‏ أليست المرأة جبلاً من الرحمة..؟ تنتظر مثل مذنب برئ كلمتك العليا... ونيران غضبك تحرق الأخضر واليابس.‏ تصل إلى بيتك مهزوماً، ترمي معطفك الشتوي المبلل بنحيب السماء، تشعر كم أرهق أكتافك ثقله.‏ لو أنك ارتديت سترة المطر الجلدية لخففت عنك العناء...‏ وكنت تهجس بالفكرة. فاجأك السكون‏ كان الصمت دامساً أكثر من العتمة... في قاعة الجلوس وحشةٌ توحي بالغياب أفزعكَ منظر باب الخزانة المفتوح والفوضى التي جدَّت على المكان... تأوهت أوجاعك دفعة واحدة...‏ جرس الباب، وجارتك تمدّ يدها بالمفتاح، تقول بأسف:‏ "لم أستطع إقناعها بالبقاء".‏ تهزّ رأسك بارتياح... لطالما تقدمتكَ بخطوة، أنقذتكَ من المبادرة، ووخز الضمير، كم ستشوه من الأشياء بعد غياب ابتسامتها.؟..‏ آخر مرة رأيت غمازتيها منذ ما لا تذكر... وكان ثالثكما حديث مقطوع... وأنفاس نرجيلة تعدها لك ثم تنسحب...‏ تبرعم شوقٌ صغير مدغدغاً مَوات حواسك، تشرب فنجان شايك.‏ تتقلّب قليلاً فوق فراشك، غداً في المحكمة ينتهي كل شيء... تنام على الجنب الذي يريحك.‏ الباب يقرع ويقطع عليك غفوة الظهيرة...‏ نصف ابتسامة وارتباك كامل يطلان من وجه جارك، يقول:‏ "عرفت أنها تركتك... كل شيء قسمة ونصيب. هل يمكنني الدخول".‏ تبتعد عن الباب مفسحاً له المجال.‏ صوته يخرج غريباً وشائكاً:‏ "ربما أتعجل في طرق الموضوع لكن يقال أعزب دهر ولا أرمل شهر لولا أني أحبك ما فاتحتك بالأمر... ما رأيك بأخت زوجتي!؟.‏ لن أخبرك عنها.. ستعجبك حتماً... إنها ست بيت ممتازة... متأكد ستعجبك... لن أخبرك عنها، سترى بنفسك، صدقني هي تعجب ملك... صغيرة ونشطة و...".‏ ترتعش يدك، وتدغدغ جوانبك تلك الرغبة... أين كوع أختك ليلكزك.؟‏