تعود الحياة إلى ايقاعها الطبيعي بعد ان انتصرت المرأة وانتهت جلبة المرشحين وعاصفة الانتخابات العارمة، والتي استنزفت حبر الصحافة التي تقصت وتابعت نشر أخبار المرشحين والمرشحات دون أن شاردة ولا واردة، فما من مرشح رفع يده عن ساقه الا وكانت لإشارته تلك خبراً مرفقاً بصورة خاصة وحصرية، اضافة للتصريحات والحوارات واللقاءات، وهذا يعني أن الناخبين صاروا على علم بكل صغيرة وكبيرة، وأن اختيارهم لهذا الاسم او ذاك جاء بعد الدقة والتدقيق، وأن المجلس صوت الأغلبية الواعية لمصيرها وآليات حكمها، وصورة مصغرة عن المجتمع الكويتي بما يريده لنفسه ولمستقبله، وأن التأزيم أو الحل بإذن واحد أحد لن يكون وارداً ولا منطقياً، ليس فقط للناخبين والمنتخبين بل أيضا للمحررين والمصورين والمدونين وعمال الخيم الانتخابية والمشرفين على مآدبها، الجميع يحتاج فترة هدوء وسكينة وراحة، نستعيد رتابة الأيام، وتفاصيلها، فننتبه لدرجات الحرارة التي ارتفعت فجأة، وإلى آخر ضحايا انفلونزا الخنازير، ونحتفي بحماسة بزميلنا رئيس القسم الرياضي «مرزوق العجمي» الذي فاز منذ أيام بجائزة نادي دبي للصحافة العربية لعام 2008، ونتذكر اقتراب امتحانات آخر العام فنبدأ بالتخطيط للاجازة الصيفية، ونتساءل عن آخر ما توصلت له المحاكم الدولية في قضاياها المرفوعة، ونستفسر عن ألوان الصيف، وما يتناسب معها من صنادل، ونتابع النظام الجديد الذي طورته شركة سيارات «بي. إم. دبليو» لحماية المشاة عن طريق الاستشعار بهم قبل رؤيتهم، ونقرأ صفحة الأبراج في كل الصحف للتأكد من حظنا مع النواب الجدد والحياة البرلمانية الوليدة تحت سقف مجلس الأمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق