11 نوفمبر 2009

سأذهب الى أرض أخرى( خلف علي الخلف)

إلى كافافيس



كلُّ من يحدق في البعيد.. سيبحث عن مدينة أخرى. الإسكندرية لم تعد كما تركتها، بحرها الآن عجوز مصاب بالزهايمر، لم يعد قادراً على استقبال المراكب، بل لم يعد قادراً على تذكر أيامه حتى. لم يعد أحد يبحر من الإسكندرية يا كافافي، ولم تعد روحها تتجول في الطرقات بشعرها الطويل وبناطيلها الضيقة.. لقد سكنت العشوائيات، وعلى الدوام تلبس القفازات كي لا تصافح أحداً ..


المدينة التي نسيت البحر وأدارت وجهها للصحراء منذ وقت طويل؛ لم يعد على شواطئها نساء يغسلن بشرتهن بالضوء القادم من الأقاصي. ليلها يأتي باكراً لينام بحذائه على بسط مهترئة.. لقد خدعتنا يا كافافي؛ غررت بنا، فجئنا متلمسين خطاك.. لم نجد بحرا ولا سراويل معلقة على الشرفات.. ولم نجد أثراً لك في المدينة.!جئنا لنصافح أيامك ونبني على أطرافها بيتاً تسكنه الريح، جئنا نبحث عن مدينة أخرى مسكونين بحلم إيثاكا.. وجدنا أياما ميتة، في المساءات نجلس على حافة قبورها نتسلى بالنظر اليها وهي تمضي.


المدينة التي أصبحت باردة اكثر من قدرة جسد عار على التحمل؛ المدينة التي لم تعد تزورنا في ليلها الأحلام ؛المدينة التي لم تعد انثى؛


لن ندع الشيخوخة تدركنا فيها منتظرين البرابرة.









ليست هناك تعليقات: