30 يناير 2010

عن الذي ضيّع المفاتيح ( خلف علي الخلف)

لا أريد أن أدوس أيَّ نملة؛



كما لم أشتق للمجدرة أبداً؛


ولم أتذكر أحداً من أسلافي.






أمشي على شاطئ الاسكندرية؛ فوق الحائط الذي جعلوه مصدّاً للأمواج؛ تلك التي تأتي من أماكن بعيدة لتنتحر هنا






أنظر بحرصٍ للأيام التي سقطت من عابرين


لإلفة تركها صديقان جاءا من أماكن بعيدة -لايهم ذكرها في النص-






اتفحص حبّاً جففته الشمس


أتعثر به في أكثر من مكان


جلس فيه رجل وامرأة -هل ذلك ضروري؟-






أشعر دائما أن شيئا ما سقط مني






أنفصلُ عني. -وهي لعبة غير إرادية أمارسها قسراً- أرقب حياتي. أقرأها كمن يقرأ سيرة روائية لشخص ما






في أحيانٍ أخرى


أجلس -وأنا أمشي- في السينما


كمشاهد وحيد


لفيلم عن حياته






رغم أن الممثل يشبهني تماما


لكن شعوراً مبهماً بأني رأيت هذا الشخص من قبل


لم ينتابني


ولم أتوهم أبداً أني التقيته صدفة ذات يوم






اتابع حياةً غائمة كرسم انطباعي


ذكرياتٍ ممحية


أياماً لم تترك أثراً


شخوصاً أعرفهم ولا يعرفونني


ينظرون ببرود شديد إلي كمتطفل يصغي إلى حوار حميمي بين اثنين -أو حتى أكثر-






عندما أصل البيت


اترك ذاك الذي انفصل عني


خارجاً


لا أشعر بذنب أو تأنيب ضمير






افتش عن الحياة التي حلمنا بها


وأعلم أنها ضاعت منذ زمن


لا أعرف متى


ليس لدي أمل بالعثور عليها


ولم يعد اليأس يعني لي أي شيء أيضاً






وهكذا يستمر الفيلم


لأن كاتباً كالموت لم يستدل إليّّ


وليس لدي رغبة بالذهاب إليه بنفسي






ليست هناك تعليقات: