يغرق غيث (ابن صديقتي) الفتى الجميل موفور الصحة، الذي خرج من سوريا هرباً من الموت، فالتقاه وجهاً لوجه في عرض بحر ظالم ومظلم. مهربو الأمل تاجروا به وبأمله في الوصول نحو ضفة أخرى لا نصلها. لكن؛ عليّ ألاَّ أبكي غيث الغارق غدراً، فمن هو أمام أكثر من مليون طفل سوري "لاجئ" يواجهون الكارثة بصمت جارح؟!
تخترق رصاصة زجاج نافذة منزل أهلي - وكان يوماً أمني وطمأنيتي - لتصيبَ كتف قريب لي بعد أن أخطأت رأسه. لكن؛ عليّ ألاَّ أفزع أو أجزع، فما الذي ستشكله رصاصة طائشة تصيب بمشيئة القَدر قريبي، أمام العشرات ممن قضوا (قضاءً وقدراً!) تحت أنقاض منازلهم التي تهدمت فوق رؤوسهم؟!
يتشتت أخوة وأبناء عائلات بأكملها، مغامرين، كلٌّ نحو بلد تلفظه وأخرى ترفضه وتستجمع قوانينها لتحاصر كرامته وقوت عيشه وفرص تعليمه. لكن؛ كيف لي أن أنزعج لتفاصيل تتصاغر وتبهت وتتلاشى أمام هول اغتصاب السوريات القاصرات في المخيمات بعقد شرعي أو حتَّى بدونه؟!
يُسرق معمل أحد المعارف، وتُنهب آلات النسيج حتى آخر برغي فيها. المعمل الذي أفنى - أحد المعارف هذا - شبابه وهو يجمع آلاته الواحدة تلو الأخرى رغم خراب الديار والهلع من بدايات الصفر المطلق. لكن؛ من يحق له الإحساس بالخسارة، أمام خسارات ما يزيد عن قُرابة مليونيْ سوري تم إحصاؤهم وتسجيلهم كنازحين خارج سوريا؟!
ينتصر المرض - ابنُ الطبيعة البِكر - وتظهر حالات جديدة من شلل الأطفال. تُقتل فلانة أمام أسماع وأنظار ابنتها وطلابها في الروضة. يُخطف فلان و علان وابن عمهما أيضًا. ينكشف ستر الأُسر. يتضور الفقراء جوعاً. يبيت الآلاف في المدارس والحدائق والملاعب. تنتشر الأوبئة كتفاً بكتف مع القمامة. تشح الأدوية. يستعر الغضب فيُحمل السلاح... ليُشهرَ في وجه الموت وأشقائه من سرّاق الحياة وتجار الحروب ولصوص الإغاثة وفاقدي الإنسانية والعاجزين العاجزين...
وأنا - الواقفة على أرض ليست لي - أحاول أن أتماسك، وأحاول أن اًحبسَ الدمع، وأحاول أن أؤجل النواح وأقولَ: عيب!
- See more at: http://www.araa.com/opinion/18689#sthash.ddVL7Bdj.dpuf
تخترق رصاصة زجاج نافذة منزل أهلي - وكان يوماً أمني وطمأنيتي - لتصيبَ كتف قريب لي بعد أن أخطأت رأسه. لكن؛ عليّ ألاَّ أفزع أو أجزع، فما الذي ستشكله رصاصة طائشة تصيب بمشيئة القَدر قريبي، أمام العشرات ممن قضوا (قضاءً وقدراً!) تحت أنقاض منازلهم التي تهدمت فوق رؤوسهم؟!
يتشتت أخوة وأبناء عائلات بأكملها، مغامرين، كلٌّ نحو بلد تلفظه وأخرى ترفضه وتستجمع قوانينها لتحاصر كرامته وقوت عيشه وفرص تعليمه. لكن؛ كيف لي أن أنزعج لتفاصيل تتصاغر وتبهت وتتلاشى أمام هول اغتصاب السوريات القاصرات في المخيمات بعقد شرعي أو حتَّى بدونه؟!
يُسرق معمل أحد المعارف، وتُنهب آلات النسيج حتى آخر برغي فيها. المعمل الذي أفنى - أحد المعارف هذا - شبابه وهو يجمع آلاته الواحدة تلو الأخرى رغم خراب الديار والهلع من بدايات الصفر المطلق. لكن؛ من يحق له الإحساس بالخسارة، أمام خسارات ما يزيد عن قُرابة مليونيْ سوري تم إحصاؤهم وتسجيلهم كنازحين خارج سوريا؟!
ينتصر المرض - ابنُ الطبيعة البِكر - وتظهر حالات جديدة من شلل الأطفال. تُقتل فلانة أمام أسماع وأنظار ابنتها وطلابها في الروضة. يُخطف فلان و علان وابن عمهما أيضًا. ينكشف ستر الأُسر. يتضور الفقراء جوعاً. يبيت الآلاف في المدارس والحدائق والملاعب. تنتشر الأوبئة كتفاً بكتف مع القمامة. تشح الأدوية. يستعر الغضب فيُحمل السلاح... ليُشهرَ في وجه الموت وأشقائه من سرّاق الحياة وتجار الحروب ولصوص الإغاثة وفاقدي الإنسانية والعاجزين العاجزين...
وأنا - الواقفة على أرض ليست لي - أحاول أن أتماسك، وأحاول أن اًحبسَ الدمع، وأحاول أن أؤجل النواح وأقولَ: عيب!
- See more at: http://www.araa.com/opinion/18689#sthash.ddVL7Bdj.dpuf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق