أعلن سامر العيساوي إضرابه عن الطعام، احتجاجاً على اعتقاله التعسفي وزجه في السجون الإسرائيلية. عانى العيساوي لمدة 9 أشهر من الجوع، وواجه الموت، ونقل إلى المشافي، وهذا يعني أن طبيباً ما أشرف على صحته، بل وكان له محام يخوض معركة قانونية لأجله، ومن ورائه أو ربما من قبله هناك عدد من المؤسسات الحقوقية والمدنية والإعلامية التي دافعت عن قضيته. البارحة انتصرت إرادة العيساوي وأفرجت سلطات الاحتلال عنه.القصة على مأساويتها قادرة على إضحاكي نصف ساعة متواصلة، ماذا لو كان العيساوي في سجون "البعث" السورية، أو غيرها من سجون الديكتاتوريات، هل يستطيع الإضراب عن أي شيء، هل يمكن لأي منظمة حقوقية العثور عليه! ما يحدث في "بلاد العرب أوطاني" أوشك أو كاد على أن يجعلنا كمواطنين صالحين نغير قناعاتنا، فالاحتلال الذي تربينا على رفضه وإدانته ورفع الشعارات ضده واقتنعنا - بما لا يدع مجالاً للشك - بأن فلسطين الجميلة تُنحر يومياً بسكين الاحتلال، ربما يكون هذا الاحتلال - وفقاً لمجريات قصة العيساوي - أحنُّ علينا من بلادنا وقومنا وأمتنا!ماذا لو كنت في أي بلد تأخذه الكرة الأرضية ومجلس الأمن وباقي المجالس الموقرة على محمل الجد، وقامت "السلطات" بقصف مدينتي "حلب" بالبراميل منذ ثمانية أيام متتالية، دون كلل أو ملل، ووثقت جمعيات حقوق الإنسان بأن هناك أكثر من 80 طفلاً ناموا في سرير الموت هادئين غير مبالين، عدا عن العجائز والنساء والشباب والمباني والحارات!حتى وإن كان "الجن الأزرق" ومن أرسلهم يختبئ في مدينتي، هل كان البيت الأبيض سيكتفي بإدانة القصف.. وهل كان بان كي مون سيكتفي بالقلق.. وهل كانت الدول المجاورة ستكتفي بـ (مجرد) الامتعاض من اللاجئين الهاربين من الموت إلى الذل.. وهل كانت الحياة بأسرها سكتت عن هذا الظلم!أنا لا أريد أن أكتب مقالاً، أنا أريد أن أبكي فقط!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق