20 سبتمبر 2016

النبطي.. رواية يوسف زيدان

النبطي.. رواية يوسف زيدان


الصادرة عام 2010 عن دار الشروق وتمتد على مدى 381 صفحة من القطع المتوسط.
حصلت على نسخة من الكتاب في طبعته الخامسة مخطوفاً من بين يدي الصديق صالح النبهان، الذي كان بدوره قد خطفه من مكتبة نادي ابداع الثقافي، ما يدل على فوائد الخطف من خاطف.!
ربما كان من أكثر الاشياء التي تتكرر عند كل قراءة لما يكتبه زيدان، اني ارغب بتقصي المعلومات التاريخية التي يعتمد عليها في بناء رواياته، وهي للأمانة ليست سهلة ولا قليلة. الجميل في (النبطي) أن التاريخ لم يثقل البناء الروائي، بل كان ينساب مرتاحاً بين السطور، لنستدل من خلال السارد وهو هنا شخصية ماريا على أعراف وعادات وتقاليد الانباط، وحال منطقة الجزيرة العربية أثناء ظهور الاسلام حيث كانت هناك طفرة من النبوات، والسنوات العشر التي احتل فيها الفرس مصر. ماريا التي انتقلت بعد زفافها من تاجر نبطي، من منطقة الدلتا إلى شمال الجزيرة العربية حيث تقيم قبيلة زوجها متوزعين بين الخيام والبيوت المنحوتة في الصخر، رحلة طويلة وشاقة على ظهر بغل مع قافلة استمرت شهوراً ومرت بسهوب وصحارى واراض وجبال، وتتحول في ظروف حياتها بل ويصبح اسمها ماوية كما اطلقت عليها حماتها (ام البنين) والأنباط كما يأتي في التعريف عنهم [جماعات عربية كبيرة كانت تعيش من قبل الإسلام، بل من قبل المسيحية فى المنطقة الشاسعة الممتدة من جنوب العراق، مرورا بالمنطقة المسماة اليوم شمال السعودية، وجنوب الأردن، وفلسطين، وسيناء، وهم الذين بنوا الآثار الهائلة الباقية إلى اليوم منحوتة بالجبال بمنطقة «البتراء»، وما حولها من مناطق مثل «مدائن صالح»، و«وادى رم».]
كثيرة هي الأسباب التي تجعل القارئ يطلق على عمل ما أنه جيد، ويتبع ذلك ذائقة القارئ، فالقراءة فعل نرجسي في المقام الأول. بالنسبة لي حقق زيدان لي حصتي من المتعة إضافة إلى أن عمله شجعني على البحث في تاريخ الأنباط، والذي كل ما عرفته عنه زيارة قديمة لمنطقة البترا الفائقة الروعة .
في السرد الروائي ليس مهماً التأكد جازمين من المعلومات التاريخية، بقدر أهمية الحبكة الروائية المقنعة، ثم لا بأس ان أتى لبحث والتقصي لاحقاً، أو ان لم يأتِ.
أسوأ ما في الرواية هو غلافها واللاصق الضعيف المستعمل، والذي سمح لأوراق الرواية أن ينفرط عقدها، رغم جميع محاولاتي بأن لا تنفرط.

سوزان خواتمي

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

النبطي تسافرين معه عبر القوافل التي تعبر الصحراء لتصل بك الى الواقع