26 ديسمبر 2017

أحلم بيوم أتفرغ فيه للكتابة: أجرى الحوار الكاتب والصحفي شريف صالح



كل منا بداية.. وما أجمل البدايات.. محبة أول كتاب قرأناه.. وفرحة أول جائزة.. كُتاب تركوا فينا بصمة لا تمحى.. وكلمة شجعتنا على مواصلة الطريق.. أصدقاء وأفراد من الأسرة احتفوا بنا وآخرون تمنوا لنا الفشل.. وعبر رحلة الكتابة تولد طقوسنا ومزاجنا الخاص.
النهار تحتفي هنا بتجارب المبدعين وبداياتهم.. وفيما يلي دردشة مع الكاتبة سوزان خواتمي:


هل تذكرين أول كتاب وقع في يدك؟
كنت في المرحلة الاعدادية، وكانت رواية رد قلبي ليوسف السباعي، أتذكر أنها من جزأين.. استغرقتني القراءة حتى الصباح. الشخصيتان انجي وعلي والفارق الطبقي الاجتماعي بينهما وقصة الحب الهائلة، كانت السبب بأني نمت على مقعد المدرسة يومها. فيما بعد تعلمت ألا ألتهم الكتب التي أحبها، بل أن أتأنى وأقرأ بحرص وتعمق لأطيل مدة الاستمتاع بها من جهة، ولأكتشف ما بين السطور من جهة ثانية.


جائزة.. أو كلمة.. شجعتك على مواصلة الطريق؟
صادفتني الكثير من الاشارات. التشجيع الأول الخفي جاء من مدرسات اللغة العربية، كن يطلبن مني في كل حصة قراءة ما كتبته لموضوع التعبير. ثم في فترة لاحقة حين تجرأت وراسلت زاوية القراء في بعض المجلات كان النشر يأتي سريعا. تلى ذلك جائزتين الأولى جائزة سعاد الصباح، ثم جائزة البتاني للقصة القصيرة في الرقة. أيضا لا أنسى وقع الكلمات التي تصلني من غرباء مروا بكتاباتي يتذكرونها أو من الذين يتحملون عناء ابداء الرأي حتى حين يكون قاسيا.


كاتب ترك بصمة مهمة عليك؟
كل ما قرأته باستمتاع أثر بي بطريقة ما. ما من كاتب معين، بل هي مجموعة كتب تلك التي تحرضني وتفتح شهيتي على الكتابة. وهي كثيرة كثيرة.


متى وكيف نشرت أول نص لك؟ 
في جريدة الرأي العام، قبل أن تصبح الرأي. كان المسؤول عن الصفحة الثقافية الأستاذ حسن العبدالله حريصا على نشر نصوص أدبية بشكل شبه يومي. وقتها كنت أنشر قصصي قبل أن تصبح بين دفتي كتاب. تغير ذلك الآن. 


كيف تفهمت الأسرة رغبتك أن تصبحي كاتبة؟
هم وأنا معهم، فوجئنا بأن الكتابة صارت أمرا محسوما. من حسن حظي أن لي عائلة تتفهم مزاجي وسهوي وقلقي حين تشغلني فكرة معينة. وترضى بأن تأكل طعاما مالحا قليلا، شايط قليلا، وتغفر لي حين أجلس مستغرقة لساعات أمام الكمبيوتر.

 
هل هناك أصدقاء شجعوك؟
كثيرون. ربما لن يتسع هذا الحيز على ذكرهم اسما، اسما. ولكن اليد البيضاء الأكثر أهمية في حياتي والتي امتدت لي وأرشدتني وساعدت خطواتي المرتبكة الأولى، كانت يد أستاذي محمد خالد قطمة رحمه الله، تعرفت عليه بعد فوزي بجائزة سعاد الصباح، ولولاه ربما لم أكن اليوم ما أنا عليه. 


ما هي طقوسك مع الكتابة؟
طقوس الكتابة ترف لا أملكه. أكتب حين لا أكون مضطرة لعمل شيء آخر. وأحلم بيوم أتفرغ فيه للكتابة باعتبارها عملا بحد ذاتها، وليست اجتزاء من يوم طويل ومنهك وحافل بالمسؤوليات. هل سيبقى حلما غير قابل للتنفيذ!


تجربة أول كتاب نشرته؟
حتى اليوم لم أكن مسؤولة عن نشر كتاب ومتابعة تفاصيله. وأتمنى أن لا أفعل مستقبلا. أشعر بأنها ورطة وعملية مضنية. كتبي صدرت ضمن ترشيحات واختيار الدور نفسها وكانت على التوالي: دار سعاد الصباح، اتحاد الكتاب العرب، دار قدمس التي أعلنت عن رغبتها بنشر سلسلة لكاتبات من العالم وكنت بينهن. وأخيرا الكتاب المشترك امنحني 9 كلمات التي تولت دار فراشة نشره مشكورة.


ماذا تعني لك الجوائز؟
الجوائز بما فيها جائزة نوبل ليست عادلة الى حد بعيد. لكن ما هو الشيء العادل في الحياة على اطلاقها؟! رغم ذلك تبقى مناسبة للاحتفاء، ووسيلة لتحريك المياه الراكدة في عالم الثقافة الذي يتراجع يوما بعد يوم. انظر الى كم الاخبار والمقالات التي تكتب عن الكتاب المرشحين للفوز وأعمالهم السابقة. ناهيك عن الفائدة المادية. لا أعرف لماذا على الكاتب أن يكتب وينشر دون مقابل مجزٍ!
نعم تعاني الجوائز حاليا بهذه النسبة أو تلك من الشكوك والمحسوبيات على حساب قيمة العمل نفسه وأحقيته في الفوز، لكن لنعترف بأنها خطوة ايجابية (وأحسن من بلا). آمل للجوائز أن توازن الكفة، وتفتح المجال لاعتبارات أقل حتى تصبح البوصلة في تطور الرواية والقصة والشعر. 


كتاب تمنيت كتابته؟
لقيطة اسطنبول للكاتبة التركية أوليف شفق. الرواية على الرغم من أحداثها المتشابكة وشخصياتها النسائية طاغية الحضور، والعناية بتفاصيل المكان الدقيقة، وامتداد الزمان ليشمل أربعة أجيال.. الا أن أوليف استطاعت أن تتحكم بالخط الروائي من غير أن تفقد فضول القارئ. أيضا الكثير من قصص تشيخوف القصيرة.


عمل تخططين لاصداره قريبا؟
بين يدي رواية، ما زلت أعمل عليها بنفسٍ سلحفاتي. وكذلك مجموعة قصصية لم تكتمل. وفي رأسي هناك مشروع كتابة عن المكان. أما في مخيلتي فعندي أمنية أن أكتب نصوصا ساخرة تركل هذا العالم المليء بالقسوة والأسى. 


حكمتك؟
إياك أن تؤمن بحكمة، اذ سرعان ما ستكتشف حكمة معاكسة مقنعة وتفي بالغرض.





زاوية قطايف في جريدة النهار الكويتية


http://www.annaharkw.com/Annahar/Article.aspx?id=748158&date=28052017

ليست هناك تعليقات: