20 سبتمبر 2007

جهة الزرقة: السقوط عالياً

مثل دهشة تبحث عن جملة أليفة، تتمطى أكثر مما يجب، متناسية نواهي الحذر، وتنبيهات الجدة الطيبة.
تتعلق بالشقاوة، ترّطب بالندى أهدابها.
في العزلة تظن نفسها وردة، تهرّب بين ضلوعها حلماً أزلياً، وتنسى البكاء، تنسى السقوط ..
لا تدفعني من كتفي أيها الشقي.
أعدك أن أسقط جداً حالما تهتف الهاوية باسمي، أسميه قدر الطيران هبوطاً، يسميه الآخرون الموت..
حتف من كوم عظام لا تستقيم يفسر الرقاد .
كنا مجرد حجرين لنار أضرمتها الصدفة، لا أستطيع وحدي أن أحقق الخسارات احتراقاً.
في وجه يشبه الهذيان ألقاك..
هل ترضى بنصيبك من الجمر، لنشم معاً رائحة الشياط كابتهال مقدس أو محاولة ذكية للاختناق.؟
قدمان تخطوان /كنتُ وحدي.. أربع أقدام تخطو/ صرنا معاً..
ثم الكثير من الخطوات لهرولة مجنونة تمتزج بلهفة الأنهار حين تختار تدفقها.
منزلقين إلى المجهول..
لست أسمعك فعلاً !.
ما إن أفك رباط حذائي حتى أطير.. الأشجار سأم مقيم وأنا النزِّقة.. أفتح أبواب المجهول. الاكتشاف لحظة عصية من يباركها.؟
أرجوحتي هذا العالم.. أحتاج القليل من السخرية والكثير من العناد..
وأنا في العلو الشاهق أطوح قدمي.. من هناك أنظر في الاتجاهات جميعاً/ نحوك..
وداعاً يا حذراً بلا فائدة .. مادام الموت وعداً مخبوءاً في جعبة الحياة.

سطر مضيء
أنت وحدك، لم يسهر عليك أحد ولم تعرف حظوة
الدموع، سقطتَ كما يسقط الرجل الميت.
لن يحفظ ذاكرتك أي رخام.
ست أقدام من الأرض هي كل مجدك القاتم
بورخيس
نشرت في النهار الكويتية 19-9-2007

ليست هناك تعليقات: