الجيد أن تتيح لي شركة الطيران السورية فرصة انتقادها، ليس فقط لأني مواطنة تثير الشفقة قررت أن تخوض مغامرة السفر الى حلب في موسم الزمهرير، بل لأن المفروض من شركة تحمل اسم دولة أن تتفهم حاجات المسافرين، فتسعى ان لم يكن بحكم قدم وجودها السحيق، فبحكم المقارنة مع ماتقدمه الخطوط الجوية الأخرى التي لم تكمل عامها الاول ولا زالت تحبو بعدد قليل من الطائرات المستأجرة..
فماهي حاجات المسافر غير أن يختصر على نفسه الوقت والمشقة على سبيل المثال لاالحصر، باعتبار ان مواعيد الاقلاع والهبوط صارت بفضل الله شبه نظامية، الا ماجاء طارئاً.
المهم .. باستطاعة مسافر السورية توقع كل شيء، دون أن يعاني، ودون أن يعتقد أن هناك علاقة ثأر قديمة أو كراهية خاصة في العلاقة بينه وبين الخطوط الجوية السورية، وعليه بالمقابل أن يتمتع بقوام نعناعي، فلا يصل وزنه الى السبعين كيلو، او عليه أن يخضع لريجيم قاسي قبل الرحلة بفترة معقولة؛ ليستطيع حشر مؤخرته في المقعد الصغير لطائرة الـ tu 134 المخصصة للرحلات الداخلية، لأن الرحلات الخارجية المباشرة إلى حلب (الضيعة) تتوقف خلال الشتاء، بالطبع يستطيع رجال الوطن تحمل ساعات الانتظار والبرد، لاننا مجبولين على مقاومة اقسى الظروف.. ماعلينا.. وباستطاعتهم ايضا اكمال رحلتهم الموفقة مع حقائبهم وعدتهم وعتادهم بركوب باصات النقل الكثيرة، أو الحجز في رحلة القطار المريحة فيما لو كانت الطرقات مقطوعة بسبب سوء الأحوال الجوية، والوصول بالسلامة( يعني محلولة)، أما الأطفال والنساء، فيمكنهم تدريب أنفسهم على الاحتمال والتأقلم مع الـ( الشندلة) كي يكونوا ضمن المسافرين ال 400 مسافر ( عدد مقاعد الطائرة)إلى ضيعتهم حلب عاصمة الثقافة الاسلامية.. سابقاً! وأصر على صفة الضيعة لأن مدينة الشمال بكل امتدادات خدماتها غير مقنعة، فبحجة قلة عدد المسافرين المتجهين الى حلب في الشتاء، قررت شركة طيراننا العزيزة أن تلغي رحلاتها المباشرة إلى حلب، وماعلينا سوى الاذعان لصاحب القرار، لكن عدد الركاب الذين جلسوا بانتظار أقدارهم مع مواعيد الطائرات الداخلية جعل قابليتي لتصديق ذلك صعب نسبياً.
وكي لا أظن الظنون أنا أو غيري بأن الخطوط الجوية السورية غير معنية بتأمين حاجيات مواطنيها من المغتربين الذين حين يأتون في زيارات خاطفة يكونون عوناً لدعم الخدمات السياحة ودر العملة الصعبة والتي يسمونها في الاخبار المحلية: القطع الاجنبي، وبأن قطاعات الدولة لم تطور أداءها نحو الأفضل، وبأن موظفات مكتب الأزبكية في حلب لايستهدفن المسافر لكنهن جميعاً دون استثناء لهن مشاكل خاصة صعبة الحل تتطلب منهن حالة قصوى من الشخط والنتر .. بل اني اقتربت للاعتقاد لولا خوفي من الظنون بأني أشحذ، وحين ضربت الموظفة باصبعها الرقيق الملون على جهاز كمبيوترها واكدت لي حجزي وهي تهز برأسها تنفست الصعداء وبيت نية زكاة اوزعها على المحتاجين.. ومن غير ابتسامة ود ولا كلمة شكر(كما هي عادتي) غادرت مكتب الازبكية.. وقلت في نفسي ( امتى بدنا نصير خلق) ..
هذا لايعني أن لا أتذكر مكتب الخطوط السورية في مطار دمشق المعني بتبديل خط الرحلات، أي الترانزيت، والذي فاجأنا بأن كل فوج مناوب، لايتحمل مسؤولية الزملاء قبله، والمفروض من المسافر أن يبقى ضمن اطار الرؤية حتى يمسك بيده بطاقة دخول الطائرة، وهو أمرٌ يعلم السوريين ( رغم أن أغلبهم لايحتاجون الى دروس تقوية) عادة المزاحمة وشطارة مد اليد من فوق الكتف، والا راحت عليه، حتى لو أن موظفة شقراء ( بالعادة) قالت له بأنها لا تستطيع استخراج بطاقة للرحلة التي تقصدها وعليك انتظار ساعة ! فتعود بعد ساعة لتدهش من موظف جديد يجيبك دون أن ينظر اليك: وينك حتى الان كنت نايم ! وحين تبرر له أن موظفة قبله قالت لك ماقالت، يجيبك :" مالي علاقة .." وعندها عليك أن تدفع ثمن سذاجتك، وهكذا يرتهن وضعك ووضع بطاقتك إلى الحظ، ورضى امك عنك، ويابخت من كان سوريا وحجز على الخطوط الجوية السورية.!
فماهي حاجات المسافر غير أن يختصر على نفسه الوقت والمشقة على سبيل المثال لاالحصر، باعتبار ان مواعيد الاقلاع والهبوط صارت بفضل الله شبه نظامية، الا ماجاء طارئاً.
المهم .. باستطاعة مسافر السورية توقع كل شيء، دون أن يعاني، ودون أن يعتقد أن هناك علاقة ثأر قديمة أو كراهية خاصة في العلاقة بينه وبين الخطوط الجوية السورية، وعليه بالمقابل أن يتمتع بقوام نعناعي، فلا يصل وزنه الى السبعين كيلو، او عليه أن يخضع لريجيم قاسي قبل الرحلة بفترة معقولة؛ ليستطيع حشر مؤخرته في المقعد الصغير لطائرة الـ tu 134 المخصصة للرحلات الداخلية، لأن الرحلات الخارجية المباشرة إلى حلب (الضيعة) تتوقف خلال الشتاء، بالطبع يستطيع رجال الوطن تحمل ساعات الانتظار والبرد، لاننا مجبولين على مقاومة اقسى الظروف.. ماعلينا.. وباستطاعتهم ايضا اكمال رحلتهم الموفقة مع حقائبهم وعدتهم وعتادهم بركوب باصات النقل الكثيرة، أو الحجز في رحلة القطار المريحة فيما لو كانت الطرقات مقطوعة بسبب سوء الأحوال الجوية، والوصول بالسلامة( يعني محلولة)، أما الأطفال والنساء، فيمكنهم تدريب أنفسهم على الاحتمال والتأقلم مع الـ( الشندلة) كي يكونوا ضمن المسافرين ال 400 مسافر ( عدد مقاعد الطائرة)إلى ضيعتهم حلب عاصمة الثقافة الاسلامية.. سابقاً! وأصر على صفة الضيعة لأن مدينة الشمال بكل امتدادات خدماتها غير مقنعة، فبحجة قلة عدد المسافرين المتجهين الى حلب في الشتاء، قررت شركة طيراننا العزيزة أن تلغي رحلاتها المباشرة إلى حلب، وماعلينا سوى الاذعان لصاحب القرار، لكن عدد الركاب الذين جلسوا بانتظار أقدارهم مع مواعيد الطائرات الداخلية جعل قابليتي لتصديق ذلك صعب نسبياً.
وكي لا أظن الظنون أنا أو غيري بأن الخطوط الجوية السورية غير معنية بتأمين حاجيات مواطنيها من المغتربين الذين حين يأتون في زيارات خاطفة يكونون عوناً لدعم الخدمات السياحة ودر العملة الصعبة والتي يسمونها في الاخبار المحلية: القطع الاجنبي، وبأن قطاعات الدولة لم تطور أداءها نحو الأفضل، وبأن موظفات مكتب الأزبكية في حلب لايستهدفن المسافر لكنهن جميعاً دون استثناء لهن مشاكل خاصة صعبة الحل تتطلب منهن حالة قصوى من الشخط والنتر .. بل اني اقتربت للاعتقاد لولا خوفي من الظنون بأني أشحذ، وحين ضربت الموظفة باصبعها الرقيق الملون على جهاز كمبيوترها واكدت لي حجزي وهي تهز برأسها تنفست الصعداء وبيت نية زكاة اوزعها على المحتاجين.. ومن غير ابتسامة ود ولا كلمة شكر(كما هي عادتي) غادرت مكتب الازبكية.. وقلت في نفسي ( امتى بدنا نصير خلق) ..
هذا لايعني أن لا أتذكر مكتب الخطوط السورية في مطار دمشق المعني بتبديل خط الرحلات، أي الترانزيت، والذي فاجأنا بأن كل فوج مناوب، لايتحمل مسؤولية الزملاء قبله، والمفروض من المسافر أن يبقى ضمن اطار الرؤية حتى يمسك بيده بطاقة دخول الطائرة، وهو أمرٌ يعلم السوريين ( رغم أن أغلبهم لايحتاجون الى دروس تقوية) عادة المزاحمة وشطارة مد اليد من فوق الكتف، والا راحت عليه، حتى لو أن موظفة شقراء ( بالعادة) قالت له بأنها لا تستطيع استخراج بطاقة للرحلة التي تقصدها وعليك انتظار ساعة ! فتعود بعد ساعة لتدهش من موظف جديد يجيبك دون أن ينظر اليك: وينك حتى الان كنت نايم ! وحين تبرر له أن موظفة قبله قالت لك ماقالت، يجيبك :" مالي علاقة .." وعندها عليك أن تدفع ثمن سذاجتك، وهكذا يرتهن وضعك ووضع بطاقتك إلى الحظ، ورضى امك عنك، ويابخت من كان سوريا وحجز على الخطوط الجوية السورية.!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق