تطعننا الذاكرة ، فلاننسى ، وان نسينا لانفرح ، وان فرحنا لانضحك ، وان ضحكنا ننبش في ذاكرتنا كي نتذكر اين ومتى كانت تلك اللحظة.. ؟
SUZAN
"شبــــــــــــــــابيــــــــك الغـــــــــــربـــــــة" إنها مدونة تشبه وطناً، وليست هو !
22 يوليو 2009
20 يوليو 2009
لنحدث ياصديقتي
مساء جئنا
مساء انتهينا
…………
على أهبة جمر لايعرف الا اللوم
أو كدمع نافر، أو كرمل تبدد
نكتب اختلافاتنا عناوين جديدة
في الموت انتصارنا على الحياة.. أمضي إلى غدي
كان يمكن أن يصبح غيره، وكان يمكن أن يعتذر، لكنه مضى في جثته بهياً، وماالتفت.
…………….
لنتحدث ياصديقتي عن مسالك الريح، عن خطوات جسورة، ورسائل لم يحمها الحظ من الضياع، وعن الخوف من الضياع..
لنتحدث ياصديقتي عن إسراف النوايا، عن أصابعه حين تحب، عن نافذة تعبت في صمت، عن ضفتي نهر، عن ابتسامة تشاكس الغصة زرعناها عند السياج .. وعن سياج يحلم بالحرية.
ولن نتحدث عنه .
لنتحدث ياصديقتي عن شرود الطرقات الجانبية، وجسر يعبر بنا إلى مواسم الصيف، حيث الشمس والبراري والطائرات الورقية وحكمة الريح تمتثل لهبوبك.
لم يكن لغرفتنا جدران، ولم نعرف أين ندق المسمار، كي نعود
وكما قلت لك ياصديقتي كان عذرا لنفرط في الوداع، ولنبتكر من لون البنفسج قصيدة حب جميلة لم تتسع لها حقائبنا، وأرغفة خبز ساخنة للجائعين بعدنا، ومرآة كسيحة.
كنا هناك، وكنت انسج للبرد ذاكرة طيبة.
…………..
ها نحن ..
أسقط منك، وتسقط مني.. مثقلين بثمارنا. هرمتُ ياحبيبي. غداً بعيد جداً على الوعود، سأتذكر قلبا نام على زندك..
هكذا تنعس عيون الظباء، رويداً.. رويداً وعلى خجل. نتسرب من الأماكن . نخلف ظلالا تقضم أظافرها، ورائحة حزن معطوبة، وصدى سقط للتو، وضحكة على هامش من غبار..
لنمضي دون تنبؤ، ودون اسم، وبما بقي من هشاشتنا.هكذا ينسحب الكبار.
......................
ممتنة لقلبك في مواسمه، لنداء كانت له فتنة الغريب وقامة الهذيان، لأنفاس تزفرها خفيفاً كي لاأصحو، لطعمي في فمك، لعروقي في دمك، لقواف سفحتها حتى أيقظت ليل العشاق، لست سيئة الظن لكننا نتبدد، ونورث الفقد لنسلنا المجنون، نطعن أيامنا ونبكي، نطعن آثارنا ونبكي، نطعن الهواء والبياض والعناق ونبكي، نطعن سلالم صعدناها لاأكثر، ونطعن حماما هدل في آذاننا، ونطعن مطرا على أجسادنا لم يجف، ونطعن مصادفات اخترعناها كي تصادفنا، ونبكي.
تعالي ياصديقتي نخمن نزف الأوردة ،أو نجرب الاختناق شهقات وحشرجة، أو تعالي كما البؤساء نطوح أقدامنا في الهواء، تخرخر الروح مقسومة إلى نصفين..
سبع دقائق اضافية ، وأخسر لاعبا كان جديرا بكل الوقت الذي مضى..
لهذا فقط خلقت المفاتيح التي نعيدها لأصحابها.. والأسهم التي تدل على جهة الخروج.
أفتحي كفي ياصديقتي، وأجهشي معي في النسيان ..
كان من حقي أن أموت، وكان من حق القبور ان تستريح .
http://www.awan.com/pages/culture/211192
17 يوليو 2009
عزلة المثقف الى اين؟
ألفة قديمة تربط المثقف مع المقهى، كفضاء مكاني يعكس أفكاره وحضوره، ويشغل حيزاً من جدوله اليومي، فنجيب محفوظ كان ينتقل بين مقاهي القاهرة ضمن مواعيد معروفة، وكان مقهى الفيشاوي ومقهى الريش أثيرين لديه، بل ان مقهى الريش الذي تعود عراقته كما تعلن اللافتة المعلقة على بابه الى مئة عام مضت، مازال يزهو بصور رواده من عظماء وفنانين وأدباء صنعوا حضوره في الذاكرة وتاريخ المكان.. سجالات المقاهي وشجاراتها وما يدور بين جدرانها تكتسب مع الوقت أهمية خاصة، كطرائف وحوادث ومواقف يتناقلها روادها.. لكن على قدر معرفتي لم تستطع مقاهي العولمة مثل ستار بكس وسكند كب بكل ما تتيحه من خلطات قهوة جديدة ومرغوبة أن تستقطب قلوب المثقفين، التي مازالت تميل إلى مقاهيها الأكثر شعبية وجاذبية، والمنتشرة هنا وهناك في عواصم ومدن البلاد العربية.
في الكويت لا تبدو فكرة مقهى المثقفين واضحة المعالم، بحيث يشهر مكان بعينه كمركز فاعل ومؤثر في المشهد الثقافي، إذ تطغى فكرة الديوانيات التي تبدو أكثر حضوراً في الحراك السياسي عنها في تعاطي الشأن الثقافي. فيما لا تتعدى قضايا المثقفين وأحوالهم حدود ديوانية رابطة الأدباء، والتي تبنى مجلسها الجديد فكرة تحديثه وانشاء مقهى ثقافي مزود بمكتبة مقروءة ومسموعة ومرئية، يلتقي فيه المهتمون بالشأن الأدبي والثقافي والفكري.
فيما عدا ذلك، وقبل استئناف نشاط ملتقى الثلاثاء، الذي استقطب حضورا مميزاً، اعتاد بعض الشبان من شعراء وصحافيين، عقد مجلسهم في مقهى في منطقة الفروانية، وبطبيعة الحال المكان لا يرحب بالحضور النسائي..
اضافة إلى ملتقى مجموعة «أوراق» الشهرية أيضاً وقبل سنوات مع افتتاح مكتبة فيرجن ظننت أنه المكان المناسب لمقهى يتيح الى جانب القهوة وجبة دسمة من الكتب مع خدمة الانترنت، لكن سرعان ما تقلصت مساحة المكتبة لحساب اعتبارات تسويقية أخرى، ليطغى الجانب التجاري على المكان. هكذا تبدو العزلة سمة سائدة بين مثقفي الكويت على قلتهم، الأمر الذي لم تستطع المحاضرات والندوات كسره الا بشكل عابر وغير مستمر، بالطبع لن ننكر المزاجية كسلوكية تخص الأدباء والشعراء عموماً، والتي يجب ألا تتنافى مع الحاجة إلى حرارة المعيش الاجتماعي والاحتكاك بالجماعة، واكتساب خبرات الجدل والنقاش والاختلاف..
وهنا لابد من التنويه إلى أن الموضوع الذي أثارته الزميلة أفراح الهندال حول ملتقى الثلاثاء بما له وما عليه، كان فرصة لتحريك الساكن.. أيضاً هناك الحساسية التي تبدو دائما طافية على السطح، بحيث صارت تسبغ لونا سلوكيا غير متعاون، واقصائي، وكلاهما أي المزاجية والحساسية لا تصبان في مصلحة عجلة الثقافة التي تبدو متعثرة وهامدة وتتأثر بأي سبب حتى لو كان موسم الصيف الذي يشل البرامج الثقافية المشلولة اصلا
في الكويت لا تبدو فكرة مقهى المثقفين واضحة المعالم، بحيث يشهر مكان بعينه كمركز فاعل ومؤثر في المشهد الثقافي، إذ تطغى فكرة الديوانيات التي تبدو أكثر حضوراً في الحراك السياسي عنها في تعاطي الشأن الثقافي. فيما لا تتعدى قضايا المثقفين وأحوالهم حدود ديوانية رابطة الأدباء، والتي تبنى مجلسها الجديد فكرة تحديثه وانشاء مقهى ثقافي مزود بمكتبة مقروءة ومسموعة ومرئية، يلتقي فيه المهتمون بالشأن الأدبي والثقافي والفكري.
فيما عدا ذلك، وقبل استئناف نشاط ملتقى الثلاثاء، الذي استقطب حضورا مميزاً، اعتاد بعض الشبان من شعراء وصحافيين، عقد مجلسهم في مقهى في منطقة الفروانية، وبطبيعة الحال المكان لا يرحب بالحضور النسائي..
اضافة إلى ملتقى مجموعة «أوراق» الشهرية أيضاً وقبل سنوات مع افتتاح مكتبة فيرجن ظننت أنه المكان المناسب لمقهى يتيح الى جانب القهوة وجبة دسمة من الكتب مع خدمة الانترنت، لكن سرعان ما تقلصت مساحة المكتبة لحساب اعتبارات تسويقية أخرى، ليطغى الجانب التجاري على المكان. هكذا تبدو العزلة سمة سائدة بين مثقفي الكويت على قلتهم، الأمر الذي لم تستطع المحاضرات والندوات كسره الا بشكل عابر وغير مستمر، بالطبع لن ننكر المزاجية كسلوكية تخص الأدباء والشعراء عموماً، والتي يجب ألا تتنافى مع الحاجة إلى حرارة المعيش الاجتماعي والاحتكاك بالجماعة، واكتساب خبرات الجدل والنقاش والاختلاف..
وهنا لابد من التنويه إلى أن الموضوع الذي أثارته الزميلة أفراح الهندال حول ملتقى الثلاثاء بما له وما عليه، كان فرصة لتحريك الساكن.. أيضاً هناك الحساسية التي تبدو دائما طافية على السطح، بحيث صارت تسبغ لونا سلوكيا غير متعاون، واقصائي، وكلاهما أي المزاجية والحساسية لا تصبان في مصلحة عجلة الثقافة التي تبدو متعثرة وهامدة وتتأثر بأي سبب حتى لو كان موسم الصيف الذي يشل البرامج الثقافية المشلولة اصلا
10 يوليو 2009
عودة إلى الجاهلية باسم الدين: الطاهر بن جلون
كرزاي يقرّ قانونًا يحلل اغتصاب الزوج لزوجته ويحرم عليها الخروج دون إذنه *
آه لو يكون في مقدورنا إرضاء الرغبات الأكثر تعقيدا وانحرافا لمتطرفي العالم. يسعى البعض منهم إلى امتلاك المرأة ضدا على إرادتها فيما يحاول البعض الآخر تحريم وسائل منع الحمل والواقي الذكري، وقاسمهم المشترك الشعور بالكبت في علاقتهم بالمرأة. ولئن كانت النساء تناضل في كل أنحاء العالم من أجل الحفاظ على كرامتهن وتحسين شروط عيشهن، فإن بعض الدول مثل أفغانستان تسعى إلى نصرة الرجال بواسطة سن قانون يجبر النساء على الاستسلام الجنسي لأزواجهن حتى وإن كانوا سريعي القذف أو ذوي روائح كريهة أو حتى إن كانوا لا يثيرون لديهن أية رغبة. واعتبارا لذلك، لا يكون ثمة من دواء للشعور بالقرف غير الاغتصاب.
للمتطرفين مشكلة حقيقية مع المرأة وتحديدا مع جهازها التناسلي. وسواء تعلق الأمر باليهودية أو الكاثوليكية أو الإسلام، فإن التطرف يرتعد حيال جسد المرأة و ينتابه الخوف حيال جهازها التناسلي فيتصرف بعنف من يعاني من الكبت أو الاضطرابات بسبب الجنس، وهنا أساس المشكلة. لن نفهم شيئا من دوافع المتطرفين إذا نحن لم نأخذ بعين الاعتبار هذا البعد الأساسي في سيكولوجيتهم ووجودهم. ويجد كل ذلك تجسيده في ارتداء الحجاب أو البرقع أو الجلباب. ينبغي للمرأة أن تكون مختفية وغير مرئية وبعيدة عن الأنظار وعن الحياة. يقول الرجل: لا تلمس زوجتي أو ابنتي أو أختي أو أمي. ويعني ذلك بتعبير آخر: هذا الجسد ملك لي ولا يحق لأحد أن يقترب منه. يلزم للشخص أن يكون في أسوأ أحواله ما دام راغبا في الاستحواذ على جسد الآخر. ولكي يبرر هذه العقلية، فإنه يحتكم إلى الدين الذي لا يخوله هذا الحق. بيد أنه تنبغي الإشارة إلى أن الأديان لا تتوخى العدل كلية حيال المرأة.
يتخيل الطالبان على سبيل المثال عالما تتوارى داخله المرأة أو توجد لكن في وضعية احتجاز داخل منزل ودون أي حق في الخروج. لا يعني ذلك عزوفهم عن الجنس؛ إذ يحبون على العكس ذلك إلى درجة رغبتهم في امتلاكه والالتذاذ الحصري به. في هذا السياق، إذن، تأتي دلالة مشروع القانون الذي رخصه مؤخرا الرئيس الأفغاني كرزاي والذي يبيح اغتصاب الزوج لزوجته ويحرم عليها الخروج من المنزل دون إذنه. يستهدف هذا القانون النساء الشيعيات (10% من السكان)، ويعول كرزاي على هذا القانون كي يحصل على تعاطف وأصوات الشيعة في الانتخابات المقبلة. وبعد الاحتجاجات التي عبّرت عنها بعض الدول اضطر كرزاي إلى سحب مشروع قانونه. لكن الرجال سوف يستمرون في التعامل بعنف ووحشية مع المرأة في ظل أو غياب هذا القانون.
ومهما يكن، فإن هذا القانون الجدير بحقبة الجاهلية، حيث كان بعض البدويين يعمدون إلى وأد بناتهم خوفا من العار والفضيحة، يتسم بالغباء والوقاحة. ما الذي يمكن لقانون أن يفعله داخل غرفة نوم رجل وزوجته؟ ما الذي يمكن أن يأتي به إلى العلاقة الحميمة بين رجل وامرأة؟ أية لذة سوف يحصل عليها الرجل الذي سوف يشعر بنفسه قويا بفضل هذا القانون؟ لا يتعلق الأمر بغير لذة مفروضة بواسطة النص وعنف مشرع بواسطة قانون يشتمل على معنى للعدالة والواقعية مفرط في الغرابة.
تناضل النساء في أفغانستان ويتنظمن في جمعيات ويتلقين مساعدة المنظمات النسائية في عدة بلدان. غير أن تمكن رجل مثل كرزاي من توقيع مشروع هذا القانون يفضح الشيء الكثير عن شهوة السلطة التي تستبد به. كيف يمكنه الحضور أمام الغربيين الذين يتردد عليهم بانتظام وقد أشرع المجال أمام الاغتصاب في إطار الحياة الزوجية؟ إنه يرغب في أن ينظر إليه الطالبان باعتباره رجلا سياسيا يروم الاقتراب منهم. غير أن الطالبان يرغبون فيما هو أكثر من ذلك ولن يكتفوا بقانون يتعلق بالممارسة الجنسية. ذلك أنهم يرغبون في فرض الوصاية على كل المجتمع وإفساح المجال أمام وحشية تفوق ما يسعنا تخيله. هكذا، إذن، يقدم السيد كرزاي على خطوة في الاتجاه غير الصحيح وينجز تقديرا سيئا للأمور. ويعني ذلك أنه لم يفعل سوى أن عاد بمشروع قانونه الغريب خطوة إلى الوراء على الأقل حتى هذه الساعة.
المرأة التي تلتذ بالجنس سيئة الخلق وينظر إليها باعتبارها عاهرة - إلا أن بائعات الهوى لا يشعرن أبدا بالمتعة؛ ذلك أن الأمر لا يتعلق بلذة وإنما بعمل وسخرة من أجل الحصول على لقمة العيش - سوف يكون من المفيد حمل الرجال المتوجسين من هذه المتعة على قراءة بعض شهادات النساء اللاتي يروين حياتهن الجنسية. بيد أننا لن نقدم على ذلك؛ لأن الأهم يكمن في مناهضة هذه المبادرة الأفغانية التي لن يكون لها من تأثير غير جعل الأمور أكثر سوءا في هذه البلاد وتسريع عودة الطالبان إلى المشهد السياسي. ذلك أن الرهان الرئيسي في هذه المنطقة المثخنة بعدة حروب يتمثل في اختيار نموذج مجتمع ومرحلة تاريخية. ولسوء الحظ، فإنني متشائم؛ لأن الجيوش الغربية لن تتمكن من استئصال خطر الطالبان. ذلك أن السياق الجغرافي وعر والوسائل غير متكافئة والشعب مفتقر إلى اليقين فيما يهم اختياراته. ووحدهم الأفغان أنفسهم من يستطيعون القضاء على الطالبان. لكن ما دامت هذه الحرب موصولة بتجارة الأفيون وما دام المال السهل ممكنا، فإن الصراع سوف يكون قاسيا ومفتقرا إلى الوضوح.
في فيلم "حرب الأفيون" للمخرج الأفغاني صديق برمك، نشاهد صفا من النساء يرتدين البرقع ويمشين في الأفق باتجاه حقل للأفيون. وعندما يصل هذا الصف إلى الحقل يعمد الأشخاص إلى نزع البرقع لنكتشف أن الأمر لا يتعلق بغير مجموعة مسلحة من مقاتلي الطالبان جاءت لاستلام نصيبها من مبيعات هذا المخدر. وينبغي للقرويين أن يدفعوا الثمن كي يتجنبوا الموت قتلا. تلخص هذه الصورة الوضعية برمتها؛ إذ تتمحور الحرب في أفغانستان حول الأفيون والمرأة. وينبغي تأسيسا على ذلك مراقبة الاثنين، وإلا شكل ذلك نذيرا بنهاية المأساة التي استهلت بوحشية ترتكب باسم إسلام بريء منها ومن ممارساتها
آه لو يكون في مقدورنا إرضاء الرغبات الأكثر تعقيدا وانحرافا لمتطرفي العالم. يسعى البعض منهم إلى امتلاك المرأة ضدا على إرادتها فيما يحاول البعض الآخر تحريم وسائل منع الحمل والواقي الذكري، وقاسمهم المشترك الشعور بالكبت في علاقتهم بالمرأة. ولئن كانت النساء تناضل في كل أنحاء العالم من أجل الحفاظ على كرامتهن وتحسين شروط عيشهن، فإن بعض الدول مثل أفغانستان تسعى إلى نصرة الرجال بواسطة سن قانون يجبر النساء على الاستسلام الجنسي لأزواجهن حتى وإن كانوا سريعي القذف أو ذوي روائح كريهة أو حتى إن كانوا لا يثيرون لديهن أية رغبة. واعتبارا لذلك، لا يكون ثمة من دواء للشعور بالقرف غير الاغتصاب.
للمتطرفين مشكلة حقيقية مع المرأة وتحديدا مع جهازها التناسلي. وسواء تعلق الأمر باليهودية أو الكاثوليكية أو الإسلام، فإن التطرف يرتعد حيال جسد المرأة و ينتابه الخوف حيال جهازها التناسلي فيتصرف بعنف من يعاني من الكبت أو الاضطرابات بسبب الجنس، وهنا أساس المشكلة. لن نفهم شيئا من دوافع المتطرفين إذا نحن لم نأخذ بعين الاعتبار هذا البعد الأساسي في سيكولوجيتهم ووجودهم. ويجد كل ذلك تجسيده في ارتداء الحجاب أو البرقع أو الجلباب. ينبغي للمرأة أن تكون مختفية وغير مرئية وبعيدة عن الأنظار وعن الحياة. يقول الرجل: لا تلمس زوجتي أو ابنتي أو أختي أو أمي. ويعني ذلك بتعبير آخر: هذا الجسد ملك لي ولا يحق لأحد أن يقترب منه. يلزم للشخص أن يكون في أسوأ أحواله ما دام راغبا في الاستحواذ على جسد الآخر. ولكي يبرر هذه العقلية، فإنه يحتكم إلى الدين الذي لا يخوله هذا الحق. بيد أنه تنبغي الإشارة إلى أن الأديان لا تتوخى العدل كلية حيال المرأة.
يتخيل الطالبان على سبيل المثال عالما تتوارى داخله المرأة أو توجد لكن في وضعية احتجاز داخل منزل ودون أي حق في الخروج. لا يعني ذلك عزوفهم عن الجنس؛ إذ يحبون على العكس ذلك إلى درجة رغبتهم في امتلاكه والالتذاذ الحصري به. في هذا السياق، إذن، تأتي دلالة مشروع القانون الذي رخصه مؤخرا الرئيس الأفغاني كرزاي والذي يبيح اغتصاب الزوج لزوجته ويحرم عليها الخروج من المنزل دون إذنه. يستهدف هذا القانون النساء الشيعيات (10% من السكان)، ويعول كرزاي على هذا القانون كي يحصل على تعاطف وأصوات الشيعة في الانتخابات المقبلة. وبعد الاحتجاجات التي عبّرت عنها بعض الدول اضطر كرزاي إلى سحب مشروع قانونه. لكن الرجال سوف يستمرون في التعامل بعنف ووحشية مع المرأة في ظل أو غياب هذا القانون.
ومهما يكن، فإن هذا القانون الجدير بحقبة الجاهلية، حيث كان بعض البدويين يعمدون إلى وأد بناتهم خوفا من العار والفضيحة، يتسم بالغباء والوقاحة. ما الذي يمكن لقانون أن يفعله داخل غرفة نوم رجل وزوجته؟ ما الذي يمكن أن يأتي به إلى العلاقة الحميمة بين رجل وامرأة؟ أية لذة سوف يحصل عليها الرجل الذي سوف يشعر بنفسه قويا بفضل هذا القانون؟ لا يتعلق الأمر بغير لذة مفروضة بواسطة النص وعنف مشرع بواسطة قانون يشتمل على معنى للعدالة والواقعية مفرط في الغرابة.
تناضل النساء في أفغانستان ويتنظمن في جمعيات ويتلقين مساعدة المنظمات النسائية في عدة بلدان. غير أن تمكن رجل مثل كرزاي من توقيع مشروع هذا القانون يفضح الشيء الكثير عن شهوة السلطة التي تستبد به. كيف يمكنه الحضور أمام الغربيين الذين يتردد عليهم بانتظام وقد أشرع المجال أمام الاغتصاب في إطار الحياة الزوجية؟ إنه يرغب في أن ينظر إليه الطالبان باعتباره رجلا سياسيا يروم الاقتراب منهم. غير أن الطالبان يرغبون فيما هو أكثر من ذلك ولن يكتفوا بقانون يتعلق بالممارسة الجنسية. ذلك أنهم يرغبون في فرض الوصاية على كل المجتمع وإفساح المجال أمام وحشية تفوق ما يسعنا تخيله. هكذا، إذن، يقدم السيد كرزاي على خطوة في الاتجاه غير الصحيح وينجز تقديرا سيئا للأمور. ويعني ذلك أنه لم يفعل سوى أن عاد بمشروع قانونه الغريب خطوة إلى الوراء على الأقل حتى هذه الساعة.
المرأة التي تلتذ بالجنس سيئة الخلق وينظر إليها باعتبارها عاهرة - إلا أن بائعات الهوى لا يشعرن أبدا بالمتعة؛ ذلك أن الأمر لا يتعلق بلذة وإنما بعمل وسخرة من أجل الحصول على لقمة العيش - سوف يكون من المفيد حمل الرجال المتوجسين من هذه المتعة على قراءة بعض شهادات النساء اللاتي يروين حياتهن الجنسية. بيد أننا لن نقدم على ذلك؛ لأن الأهم يكمن في مناهضة هذه المبادرة الأفغانية التي لن يكون لها من تأثير غير جعل الأمور أكثر سوءا في هذه البلاد وتسريع عودة الطالبان إلى المشهد السياسي. ذلك أن الرهان الرئيسي في هذه المنطقة المثخنة بعدة حروب يتمثل في اختيار نموذج مجتمع ومرحلة تاريخية. ولسوء الحظ، فإنني متشائم؛ لأن الجيوش الغربية لن تتمكن من استئصال خطر الطالبان. ذلك أن السياق الجغرافي وعر والوسائل غير متكافئة والشعب مفتقر إلى اليقين فيما يهم اختياراته. ووحدهم الأفغان أنفسهم من يستطيعون القضاء على الطالبان. لكن ما دامت هذه الحرب موصولة بتجارة الأفيون وما دام المال السهل ممكنا، فإن الصراع سوف يكون قاسيا ومفتقرا إلى الوضوح.
في فيلم "حرب الأفيون" للمخرج الأفغاني صديق برمك، نشاهد صفا من النساء يرتدين البرقع ويمشين في الأفق باتجاه حقل للأفيون. وعندما يصل هذا الصف إلى الحقل يعمد الأشخاص إلى نزع البرقع لنكتشف أن الأمر لا يتعلق بغير مجموعة مسلحة من مقاتلي الطالبان جاءت لاستلام نصيبها من مبيعات هذا المخدر. وينبغي للقرويين أن يدفعوا الثمن كي يتجنبوا الموت قتلا. تلخص هذه الصورة الوضعية برمتها؛ إذ تتمحور الحرب في أفغانستان حول الأفيون والمرأة. وينبغي تأسيسا على ذلك مراقبة الاثنين، وإلا شكل ذلك نذيرا بنهاية المأساة التي استهلت بوحشية ترتكب باسم إسلام بريء منها ومن ممارساتها
09 يوليو 2009
حدث في مسرح الدسمة
دعتني أختي وزوجها أثناء زيارتي لهما في أميركا لحضور حفلة موسيقية تقام على مسرح جامعة دترويت في ولاية ميتشيغن.. بطاقات حجزنا كانت تخولنا للجلوس في مكان متقدم وجيد، لكن تأخرنا يومها في العودة من رحلة، وضعنا في موقف حرج، اذ لم يكن من اللائق دخول الحفلة بالملابس الرياضية التي كنا فيها. كما ان الوقت لن يسمح لنا بتبديلها، وكان أمامنا اما ان نستمع من بعيد الى ماتبقى من الأمسية، أو ان نلغي الفكرة من أساسها..
بالطبع اخترنا الاحتمال الأول، واستغربت حين اتجهنا الى هضبة تشرف على المسرح المفتوح من جهتنا على الهواء الطلق، حيث توزع العشرات من الأشخاص الذين اختاروا الاسترخاء وافتراش الارض، على مقعد المسرح، وكانوا جميعاً وبلا استثناء في حالة صمت ومتابعة تصل حد الخشوع، وحين انهت الفرقة عزفها، لم يخلف أحد منهم منديله أو علبة مشروبه الفارغة.. احترمت ذلك، فأولا لا يمكن دخول المسرح بملابس غير مناسبة، ثم احتراما للعرض لا يجوز مقاطعته بالدخول في أي وقت. وأخيراً يدرك الجميع دون تنبيه ان نظافة المكان مسؤولية شخصية.
وكي لانذهب بعيدا، من يتأمل حفلات أم كلثوم الشهرية أيام زمان، فستدهشه الأناقة المبالغ فيها لجمهور الحاضرين، (فساتين سواريه) للسيدات والبذلات الكاملة للرجال والانصات والمتابعة الملفتين.. كل ذلك تذكرته أثناء حضوري اليومي لفعاليات مهرجان الموسيقى الدولي الذي أقيم منذ فترة على مسرح الدسمة.
وكنت استغرب بالفعل الفوضى التي يحدثها المتأخرون عن موعد رفع الستارة، مفترضين أنهم كائنات شفافة، يروحون ويجيئون بحثاً عن المقعد الأفضل، ولا مشكلة عندهم في المقاطعة والطلب من صف بأكمله افساح الطريق للمرور، ولا يحرجهم حجبهم الرؤية عن الباقين.. المستفز ان الأمر كان يتكرر بشكل يومي. بالطبع كان يمكن تلافي ذلك بوجود لجنة منظمة..
لكننا أيضا مطالبون باحترام المسرح وتعلم آدابه، ومسؤولون بشكل شخصي عن سلوكياتنا في الأماكن العامة.
بالطبع اخترنا الاحتمال الأول، واستغربت حين اتجهنا الى هضبة تشرف على المسرح المفتوح من جهتنا على الهواء الطلق، حيث توزع العشرات من الأشخاص الذين اختاروا الاسترخاء وافتراش الارض، على مقعد المسرح، وكانوا جميعاً وبلا استثناء في حالة صمت ومتابعة تصل حد الخشوع، وحين انهت الفرقة عزفها، لم يخلف أحد منهم منديله أو علبة مشروبه الفارغة.. احترمت ذلك، فأولا لا يمكن دخول المسرح بملابس غير مناسبة، ثم احتراما للعرض لا يجوز مقاطعته بالدخول في أي وقت. وأخيراً يدرك الجميع دون تنبيه ان نظافة المكان مسؤولية شخصية.
وكي لانذهب بعيدا، من يتأمل حفلات أم كلثوم الشهرية أيام زمان، فستدهشه الأناقة المبالغ فيها لجمهور الحاضرين، (فساتين سواريه) للسيدات والبذلات الكاملة للرجال والانصات والمتابعة الملفتين.. كل ذلك تذكرته أثناء حضوري اليومي لفعاليات مهرجان الموسيقى الدولي الذي أقيم منذ فترة على مسرح الدسمة.
وكنت استغرب بالفعل الفوضى التي يحدثها المتأخرون عن موعد رفع الستارة، مفترضين أنهم كائنات شفافة، يروحون ويجيئون بحثاً عن المقعد الأفضل، ولا مشكلة عندهم في المقاطعة والطلب من صف بأكمله افساح الطريق للمرور، ولا يحرجهم حجبهم الرؤية عن الباقين.. المستفز ان الأمر كان يتكرر بشكل يومي. بالطبع كان يمكن تلافي ذلك بوجود لجنة منظمة..
لكننا أيضا مطالبون باحترام المسرح وتعلم آدابه، ومسؤولون بشكل شخصي عن سلوكياتنا في الأماكن العامة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)