06 أكتوبر 2009

في الدراما التلفزيونية: تصحو الممثلات من النوم بماكياجهن كاملاً





لا أحد يدري على وجه الدقة كيف أصبح شهر رمضان شهر تكدس المسلسلات، وبرامج المنوعات، وبرامج الترفيه والكاميرا الخفية، وبرامج الدعاة الجدد والقدامى.. أيّاً كان ذوقك التلفزيوي أو «المسلسلاتي» أراهن بأنك ستجد ضالتك، وباعتبارك صائماً عزيزي الصائم، فقبل الإفطار لن تدقق في الجودة، أما بعد الإفطار فستسترخي قليلاً ولن تدقق في الجودة أيضاً، ولا في الأخطاء والعثرات، فـ «جماعة» الدراما يعرفون ذلك؛ فلذلك هم أيضاً لا يدققون في أعمالهم كثيراً، ويراهنون على أن الأمور ستمر بسلام مع الأعزاء المشاهدين الصائمين؛ لذلك تجد أن كما هائلا من «الدرامات» يحشر بحلقاته الثلاثين طوال الشهر الفضيل، مستخدمين كل صيغ فن الارضاء، والإخفاء، والتضليل، لشد الجماهير إلى متابعة مُحكمة، وبالتالي شد (جماهير) الاعلانات التي تصل في رمضان إلى اعلى أسعارها، تبعا لوقت البث ولضخامة المسلسل وعدد المتابعين المتوقعين.. لا يمنع كل هذا بالطبع من وجود نصوص بارعة بجانب «أختها» المتدهورة، ولا يمنع من وجود اداء راق بجانب الآخر المبتذل، هناك أيضاً تصوير ناجح وثانٍ مما يمكن أن يسمى (هات الكاميرا والحقني) ومع تعدد المستويات وتنوع القنوات وخلطة المسلسلات الدرامية بكل اطيافها وجنسياتها، ولاننا من الجماهير المتابعة تابعنا ومالم نتابعه استمعنا الى تعليقات حوله، فعرفت كما عرفت غالب النساء من المحيط الى الخليج أن موضة هذه السنة هي احمر الشفاه بلون داكن وقانٍ.. هذه المعلومة الاستراتيجية في عالم التجميل وضحتها تماماً شفاه معظم ممثلات هذا الموسم الرمضاني، لاحظوا كاريس بشار وغادة عبد الرزاق و...

كان الملفت للنظر حقاً اهتمام الممثلات جميعهن تقريبا برسم الماكياج كاملا على وجوههن سواء كان ذلك من متطلبات الشخصية أم لا.. لم تستطع الا القلائل منهن المجازفة بسمعتهن الحسنة ضمن شروط الجمال القاسية على الشاشة، وشروط الاداء الدرامي الذي لن يتهاون مع من لن تحتفظ بصورتها صبية او متصابية، فبدَون يشبهن نسخة مقلدة من السيدة باربي بعد أن كبرت وشاخت.. بالطبع العمر ليس عيباً لكن الجهل به أمر مؤرق لنا فقط، في الطرف الاخر من العالم تتعامل النجمات مع الواقع ببساطة وتكتب لهن ادوار في منتهى الروعة .. أما عندنا فحتى الجميلات لايقفن امام الكاميرا دقيقة واحدة وهن بلا ماكياج، الممثلة السورية قمر خلف في مسلسل (طريق النحل) تمثل دور فلاحة في ضيعة، تعاني من موت زوجها ومن ضغوط الحياة، والبؤس، وتلال من المشاكل، لكنها لم تنس في اي من اللقطات حمرة شفتيها ولا حواجبها المزججة، ولا كحلها البليغ.. في مقطع مبالغ فيه ايضاً للفنانة صباح الجزائري ظهرت بحجاب الصلاة تزعق وهي تؤكد انها ستخرج الفرنسيين، لكنها كانت بكامل تبرجها، بكحل واضح وشفاه مرسومة، على الرغم من أن الحوادث تقع في الاربعينيات من القرن الماضي، وقد تغاضى المخرج والمنتج والمصور عن ذلك.. في مسلسل (صبايا) تظهر كمشة من صبايا الدراما السورية بنسخ مكررة عن بعضهن البعض، وماكياج لاينقص ولا يبهت ليلا أو نهارا.. صاحيات أو نائمات.. غاضبات أو سعيدات..!

بالطبع السيرة ستكون اوسع واشد وضوحا في المسلسلات الخليجية؛ أحدها (هوامير الصحراء) بفاتنته ميساء المغربي التي جعلت من الدراما معرضا شخصيا للملابس والحلي والماكياج .. وهذا مباح مادام المسلسل يتحدث عن الاثرياء.. لكن المقطع الذي يستفز الاعصاب كان مشهدا لها وهي في البيت بثوب سهرة وحذاء (كشخة) يزيد عن 15 سم، وحين تنهض غاضبة ومحتدة، تتراقص فوق حذائها فتحسب انها ستقع من فوقه.. «الله جميل يحب الجمال» هذا صحيح، اما المبالغة فهي امر آخر يحتاج الى نقد. والخروج عن « صورة» الشخصية في العمل الى الصورة التي تحبها الممثلة لنفسها ، يجعلنا نقول اننا نشاهد أعمالاً لمخرجين آخر زمن.. ولا عتب على الممثلات..!

ليست هناك تعليقات: