كتب سعد الياسري
مدخل
:
ضمن إصدارات ” سلسلة ولاّدة ” لعام 2006 ؛ تمّ نشر المجموعة القصصية ” قبلة خرساء ” , وهي الرابعة للقاصّة السوريّة ” سوزان خواتمي ” , و تقع في مئة و ثماني عشرة صفحة من القطع المتوسط , ضمّت سبعَ عشرة قصّة قصيرة
و لأنّ ” المرأة ” وقضاياها تمثّل – فيما يبدو – المحرّك الرئيس لنتاج الحكاية عند القاصّة , تدور أحداث القصص في مجملها حول هذا الكائن الفذ , طارحةً قضايا كبرى – أو نحسبها كذلك - تختص بعالمي المرأة السريّ والمعلن , لتكتشف نفسها
في العمل
يقول الفلاسفة التجريبيون – ديفد هيوم على سبيل المثال – بأن ّ ” العقل يقرر الوسائل لا الغايات ” , بمعنى أنّه يعنى بما هو كائن وليس بما يجب أن يكون , وهو ما لايروق ربما للمثاليين . و نحن نقول كذلك بأنّ قصص ” قبلة خرساء ” تتحدث عن واقع المرأة في رقعة جغرافية معينة , دون أن تقدّم معالجةً لهذا الواقع أو ما يمكن أن يسمّى ” تصحيح مسار ” لما هو كائن أصلاً , و ما يجب أن يكون
و لنعدْ للقصص , و نقرأ باختصار ما طرحته كل قصة
أقلّب أوراقهم , مثل شمس تتلصص : تمثّل رؤية من الخارج لتفاصيل دقيقة , ترتكز على أربعة محاور تناقش التطور الطبيعي للعلاقات الأسرية من وجهة نظر مراقب غير محايد فيما أزعم . و برأيي كانت القصة ما ورائية في تعاملها مع القارئ و غامضة في مواضعَ شتّى , و بظنّي – أيضًا – أنّ القاصّة بقيتْ حتى نهاية القصّة مدينة للقارئ بشيءٍ
ضمن إصدارات ” سلسلة ولاّدة ” لعام 2006 ؛ تمّ نشر المجموعة القصصية ” قبلة خرساء ” , وهي الرابعة للقاصّة السوريّة ” سوزان خواتمي ” , و تقع في مئة و ثماني عشرة صفحة من القطع المتوسط , ضمّت سبعَ عشرة قصّة قصيرة
و لأنّ ” المرأة ” وقضاياها تمثّل – فيما يبدو – المحرّك الرئيس لنتاج الحكاية عند القاصّة , تدور أحداث القصص في مجملها حول هذا الكائن الفذ , طارحةً قضايا كبرى – أو نحسبها كذلك - تختص بعالمي المرأة السريّ والمعلن , لتكتشف نفسها
في العمل
يقول الفلاسفة التجريبيون – ديفد هيوم على سبيل المثال – بأن ّ ” العقل يقرر الوسائل لا الغايات ” , بمعنى أنّه يعنى بما هو كائن وليس بما يجب أن يكون , وهو ما لايروق ربما للمثاليين . و نحن نقول كذلك بأنّ قصص ” قبلة خرساء ” تتحدث عن واقع المرأة في رقعة جغرافية معينة , دون أن تقدّم معالجةً لهذا الواقع أو ما يمكن أن يسمّى ” تصحيح مسار ” لما هو كائن أصلاً , و ما يجب أن يكون
و لنعدْ للقصص , و نقرأ باختصار ما طرحته كل قصة
أقلّب أوراقهم , مثل شمس تتلصص : تمثّل رؤية من الخارج لتفاصيل دقيقة , ترتكز على أربعة محاور تناقش التطور الطبيعي للعلاقات الأسرية من وجهة نظر مراقب غير محايد فيما أزعم . و برأيي كانت القصة ما ورائية في تعاملها مع القارئ و غامضة في مواضعَ شتّى , و بظنّي – أيضًا – أنّ القاصّة بقيتْ حتى نهاية القصّة مدينة للقارئ بشيءٍ
لا أعرفه
نعي فاضلة : تدرو حول فكرة الموت , و الاحتياج الدائم لعنصر الوفاء . تناقش بشكل بارع يوميات امرأة , و ترقب من الخارج – أيضًا – ما سيفعله الباقون بالانتظار بعد رحيلها , حيث تشهد على أن القلوب لم تكن بيضاء بما يكفي كي تحزن عليها كما ينبغي . هي قصّة متكاملة وفنيتها عالية
ثلاثة ألوان لحكاية بلهاء : عبر أربعة محاور تطرح القاصّة مواضيع هامّة كـ ( الأعراف / الجهل / العادات / العلاقات الأسرية / العلاقات الجنسية العابرة / التشرّد / الظلم .. إلخ )
خرائط الغياب : ترتكز القصة بمرفقيها على شخصية ” سلّوم الراوي ” . احتفت بجمالية تصوير ردود الأفعال عبر شخصيات مختلفة تجاه البطل الغائب أو المختفي . وتناولت معلومة – على لسان شخصية في القصّة - لا أدري مدى دقتها في الصفحة
(لم تقبله أيًا من جامعات العراق , قيل بسبب انتماء عائلته وتحزبها السياسي ) وللأمانة لا أدري كيف تجري الأمور على وجه الدقة في العراق , ولكنني أشكك بإمكانية أن يكون الانتماء الأسري لحزب سياسي معين مانعًا عن الدراسة . وربما هناك منع من تسلم مهام في السلطة والحكم عن بعض الانتماءات وهذا وارد
ظلال حافية : تقول تلك القصة الكثير , و تطرح بوضوح أفكارًا أجدها تقترب من رؤية ” هيراقليط ” عن العالميْن المادي والمحسوس و سواهما من العوالم , و خاصّة في مسائل ” الظل ” و ” دخول النهر ” , و ما يمكن أن يسمى (كل شيء يتحرك ولا شيء ثابت) و ( في التناقض يكمن الناس ) .. إلخ .راقت لي القصة كثيرًا , وقد تناولت بشكل رمزي و فاخر مسائل كـ ( القربان , والنسيج الاجتماعي , الاختلاف الفكري , الرؤى الثابتة لواحد متحرك .. إلخ )
أصابع بطاطا تحترق : تتحدث هذه القصة وبشكل واضح عن مفهومي ” الغيرة ” و ” الانتقام ” . و بها من الروعة في وصف الرجل ما يمكن أن يجعلها في صدارة الذائقة , غير أنّي لم أستسغ توظيف ” عطيل / ديدمونة ” في رائعة ” شكسبير ” و إسقاطهما على أحداث القصة .. و بما أنّني أتوخى الحرص في كلماتي هنا , فسأقول بأنّ التوظيف كان بلا فائدة تضاف إلى النص
الحب أو .. لا شيء عنه : بارعة .. فقط بارعة , و لو تكلمت عنها سأفسدها . و لكنني سأذكر سرًّا , فأنا حين كنت أدوّن ملاحظاتي على ورقة بجواري أثناء قراءة المجموعة … كتبت جوار تلك القصة ” أهم قصّة ”
رقصة الفالس الوردية : تعود مجددًّا إلى فكرة ” الوفاء ” من خلال تصويرها لجشع الرجل وشهوانيته اللا محدودة , تلك التي تؤهله للنشوة في نفس الوقت الذي تغادره شريكة حياته . احتفت بتصوير مميز في جوانب عدّة .و أظن بأنّ القصّة تمثّل حالة فردية .. ولكنها واقعة وموجودة
مواء : كما في القصّة الأولى , أجد بأنّ القاصّة مدينة بشيء ما للقارئ , و إن كانت تتحدث في هذا النص عن الوحشة وانتظار من لا يأتي دومًا وإن أتى فبسرعة . القصّة كما فهمتها تتحدث عن امرأتين و رجل واحد .. و لم تكن يسيرة و لا سهلة .. و سأقسو منطلقًا من مبدأ الحرص آنف الذكر و أقول بأنها لم تكن ممتعة
آل / زهايمر : قصّة فاخرة , وتصوير دقيق و بارع لما يمكن أن نكون عليه في أرذل العمر
قبلة خرساء : وهي القصة التي سُميت المجموعة باسمها . بعيدًا عن موسيقى الاسم رغم صمته , و بعيدًا عن جرأة لذيذة في تصوير أمراضنا الاجتماعية , لقد نزلت ” سوزان خواتمي ” إلى قعر المجتمع و غرفت منه تلك الدهشة , و قد كانت مترجمة أمينة لكل الخدوش التي يربيها النائمون في الأسفل .. أولئك الذين يتأرجحون بين الطبقات بلا قيمة حقيقية .. أولئك الذين سئموا شكل الطعام المتكرر و منظر الأكتاف الوفيرة حول زاد قليل .. أولئك الذين نحبهم بأنانية المستعطِف , ونتذكرهم على سبيل التشبّه بالإنسان . تلك القصة مهمّة جدًّا .. ولا تشبه كل ما في المجموعة
من رحمها أنساب : تتناول قضايا الهجرة والغربة والحنين , من وجهة نظر مهاجر تسرقه متطلبات حياته الجديدة عن تذكر رفقة الوطن والمقهى … إلخ
العتبات المحظورة : تتحدث عن حياة أسرية عادية , حتى يفجر بها تمثال . تتناول الغرور و المغالاة من قبل المبدعين , و الذي يمكن إسقاطه على غير التشكيليين و النحاتين و على كل من يظن أنه قد جاء بما لم تأتِ به الأوائل .. هي جرس تنبيه رؤوف بالآخر , كي لا يقع فجأة من شاهقٍ
امرأة لا تبكي : أظن بأنّها تمثّل كلامًا كبيرًا لقضايا صغيرة , لم توافق ذائقتي كما أنني لن أتجنّى على كامل النص , وسأقول أنها تتمتع بالكثير من المفاصل الشيقة , و لكنها في النهاية كلام كبير لقضية صغيرة
صورة منسية : تنبش في العقل الباطن وتستخرج كل ما يمكن أن يكون مجرد ” تهيؤات ” لدى الآخر . قصّة جميلة , و مجددة , و بها من الإمكانية ما يفضح موهبة بارعة لدى القاصّة .غير أنّي . عانيت من مباغتة لا أدري إن كانت قد أفادت النص بشيء , وهي ما ورد في الصفحة 95
( لم تكن تحب خدمة الآخرين لها , حتى حين تمرض … )
كانت إشارة في غير محلها كما أرى , شقّت النص و تركتني أعيده لأتأكد هل فاتني شيء ما , و قد سرّعتْ بوتيرة التوقّع بعد أن كان الأمر لذيذًا و ببطء المنتظرين للنشوة .أيضًا ؛ كانت القصّة فاتنة في أن يكون هذا الوجه العابر سبيلاً للمرور على كل النساء اللواتي مررن على جادة البطل . و أيضًا , أحيي القاصّة على دهشة النهاية التي لم أتوقعها للأمانة و رغم كل جهودي المبذولة
اصمتي يا زهرة .. أكاد أسمعك : حين مررت على هذه القصّة , عرفت بأنّ ترتيب القصص لم يكن عشوائيًا , و أنّ القاصّة – فيما أزعم – بعد كل نصّ فاخر تضعنا أمام ما يسلب شيئًا من دهشتنا التي استحصلنا عليها قبلاً .و لكن – من باب الإنصاف – نقول بأنّ القصة نجحت في التحدّث بأريحية من خلال مشهد واحد , معتمدّة على الذاكرة الخلفية والمنولوج الداخلي للبطل الراوي . أيضًا وبلا شك بأن لهكذا لحظة هيبتها .. خاصة بين قرينين
كان اسمها سعاد : مرّة أخرى , تؤاخي القاصّة مجتمعها من الداخل العميق والسحيق , وتنقل لنا تفاصيلنا اليومية التي نمرّ عليها دون انتباه .. فيما يصرّ المبدعون على تدوينها .. وقد فعلت ” سوزان خواتمي ” بشكل مريح .فقط أثار انتباهي هذا المقطع في الصفحة 105 :( ثلاث سنوات طرقت خلالها الأبواب والنوافذ وحجارة الصخر .. )لا أدري ما يمكن أن تعنيه ” حجارة الصخر ” , فهي بالنسبة إليّ هنا كـ ” طريق السبيل ” تمامًا .. !! في اللغة
أقف باحترام بالغ أمام رشاقة و جدية المنهج اللغوي السردي الذي تتبعه القاصّة . و لكن في عالم النشر والطباعة تحصل بعض الأمور التي يمكن أن تندرج تحت بند الأخطاء الطباعية , وأخرى تحت بند الأخطاء اللغوية البريئة , و التي لا تُخرج القاصّة من ملّة الجمال بل هي راسخة فيها بقدمين قويتين .و لأنّني لا أحبّ المرور عابرًا , دون أن أنوّه , سأقوم برصد الأخطاء الطباعية واللغوية هنا , و سأشير إلى الأصل والتصحيح بين قوسين , آملاً أن أنفع بذلك القاصّة إذا ما أصدرت طبعة ثانية في مقبل الأيام
الصفحة 27سأسأل أبيه ( أباه )
نعي فاضلة : تدرو حول فكرة الموت , و الاحتياج الدائم لعنصر الوفاء . تناقش بشكل بارع يوميات امرأة , و ترقب من الخارج – أيضًا – ما سيفعله الباقون بالانتظار بعد رحيلها , حيث تشهد على أن القلوب لم تكن بيضاء بما يكفي كي تحزن عليها كما ينبغي . هي قصّة متكاملة وفنيتها عالية
ثلاثة ألوان لحكاية بلهاء : عبر أربعة محاور تطرح القاصّة مواضيع هامّة كـ ( الأعراف / الجهل / العادات / العلاقات الأسرية / العلاقات الجنسية العابرة / التشرّد / الظلم .. إلخ )
خرائط الغياب : ترتكز القصة بمرفقيها على شخصية ” سلّوم الراوي ” . احتفت بجمالية تصوير ردود الأفعال عبر شخصيات مختلفة تجاه البطل الغائب أو المختفي . وتناولت معلومة – على لسان شخصية في القصّة - لا أدري مدى دقتها في الصفحة
(لم تقبله أيًا من جامعات العراق , قيل بسبب انتماء عائلته وتحزبها السياسي ) وللأمانة لا أدري كيف تجري الأمور على وجه الدقة في العراق , ولكنني أشكك بإمكانية أن يكون الانتماء الأسري لحزب سياسي معين مانعًا عن الدراسة . وربما هناك منع من تسلم مهام في السلطة والحكم عن بعض الانتماءات وهذا وارد
ظلال حافية : تقول تلك القصة الكثير , و تطرح بوضوح أفكارًا أجدها تقترب من رؤية ” هيراقليط ” عن العالميْن المادي والمحسوس و سواهما من العوالم , و خاصّة في مسائل ” الظل ” و ” دخول النهر ” , و ما يمكن أن يسمى (كل شيء يتحرك ولا شيء ثابت) و ( في التناقض يكمن الناس ) .. إلخ .راقت لي القصة كثيرًا , وقد تناولت بشكل رمزي و فاخر مسائل كـ ( القربان , والنسيج الاجتماعي , الاختلاف الفكري , الرؤى الثابتة لواحد متحرك .. إلخ )
أصابع بطاطا تحترق : تتحدث هذه القصة وبشكل واضح عن مفهومي ” الغيرة ” و ” الانتقام ” . و بها من الروعة في وصف الرجل ما يمكن أن يجعلها في صدارة الذائقة , غير أنّي لم أستسغ توظيف ” عطيل / ديدمونة ” في رائعة ” شكسبير ” و إسقاطهما على أحداث القصة .. و بما أنّني أتوخى الحرص في كلماتي هنا , فسأقول بأنّ التوظيف كان بلا فائدة تضاف إلى النص
الحب أو .. لا شيء عنه : بارعة .. فقط بارعة , و لو تكلمت عنها سأفسدها . و لكنني سأذكر سرًّا , فأنا حين كنت أدوّن ملاحظاتي على ورقة بجواري أثناء قراءة المجموعة … كتبت جوار تلك القصة ” أهم قصّة ”
رقصة الفالس الوردية : تعود مجددًّا إلى فكرة ” الوفاء ” من خلال تصويرها لجشع الرجل وشهوانيته اللا محدودة , تلك التي تؤهله للنشوة في نفس الوقت الذي تغادره شريكة حياته . احتفت بتصوير مميز في جوانب عدّة .و أظن بأنّ القصّة تمثّل حالة فردية .. ولكنها واقعة وموجودة
مواء : كما في القصّة الأولى , أجد بأنّ القاصّة مدينة بشيء ما للقارئ , و إن كانت تتحدث في هذا النص عن الوحشة وانتظار من لا يأتي دومًا وإن أتى فبسرعة . القصّة كما فهمتها تتحدث عن امرأتين و رجل واحد .. و لم تكن يسيرة و لا سهلة .. و سأقسو منطلقًا من مبدأ الحرص آنف الذكر و أقول بأنها لم تكن ممتعة
آل / زهايمر : قصّة فاخرة , وتصوير دقيق و بارع لما يمكن أن نكون عليه في أرذل العمر
قبلة خرساء : وهي القصة التي سُميت المجموعة باسمها . بعيدًا عن موسيقى الاسم رغم صمته , و بعيدًا عن جرأة لذيذة في تصوير أمراضنا الاجتماعية , لقد نزلت ” سوزان خواتمي ” إلى قعر المجتمع و غرفت منه تلك الدهشة , و قد كانت مترجمة أمينة لكل الخدوش التي يربيها النائمون في الأسفل .. أولئك الذين يتأرجحون بين الطبقات بلا قيمة حقيقية .. أولئك الذين سئموا شكل الطعام المتكرر و منظر الأكتاف الوفيرة حول زاد قليل .. أولئك الذين نحبهم بأنانية المستعطِف , ونتذكرهم على سبيل التشبّه بالإنسان . تلك القصة مهمّة جدًّا .. ولا تشبه كل ما في المجموعة
من رحمها أنساب : تتناول قضايا الهجرة والغربة والحنين , من وجهة نظر مهاجر تسرقه متطلبات حياته الجديدة عن تذكر رفقة الوطن والمقهى … إلخ
العتبات المحظورة : تتحدث عن حياة أسرية عادية , حتى يفجر بها تمثال . تتناول الغرور و المغالاة من قبل المبدعين , و الذي يمكن إسقاطه على غير التشكيليين و النحاتين و على كل من يظن أنه قد جاء بما لم تأتِ به الأوائل .. هي جرس تنبيه رؤوف بالآخر , كي لا يقع فجأة من شاهقٍ
امرأة لا تبكي : أظن بأنّها تمثّل كلامًا كبيرًا لقضايا صغيرة , لم توافق ذائقتي كما أنني لن أتجنّى على كامل النص , وسأقول أنها تتمتع بالكثير من المفاصل الشيقة , و لكنها في النهاية كلام كبير لقضية صغيرة
صورة منسية : تنبش في العقل الباطن وتستخرج كل ما يمكن أن يكون مجرد ” تهيؤات ” لدى الآخر . قصّة جميلة , و مجددة , و بها من الإمكانية ما يفضح موهبة بارعة لدى القاصّة .غير أنّي . عانيت من مباغتة لا أدري إن كانت قد أفادت النص بشيء , وهي ما ورد في الصفحة 95
( لم تكن تحب خدمة الآخرين لها , حتى حين تمرض … )
كانت إشارة في غير محلها كما أرى , شقّت النص و تركتني أعيده لأتأكد هل فاتني شيء ما , و قد سرّعتْ بوتيرة التوقّع بعد أن كان الأمر لذيذًا و ببطء المنتظرين للنشوة .أيضًا ؛ كانت القصّة فاتنة في أن يكون هذا الوجه العابر سبيلاً للمرور على كل النساء اللواتي مررن على جادة البطل . و أيضًا , أحيي القاصّة على دهشة النهاية التي لم أتوقعها للأمانة و رغم كل جهودي المبذولة
اصمتي يا زهرة .. أكاد أسمعك : حين مررت على هذه القصّة , عرفت بأنّ ترتيب القصص لم يكن عشوائيًا , و أنّ القاصّة – فيما أزعم – بعد كل نصّ فاخر تضعنا أمام ما يسلب شيئًا من دهشتنا التي استحصلنا عليها قبلاً .و لكن – من باب الإنصاف – نقول بأنّ القصة نجحت في التحدّث بأريحية من خلال مشهد واحد , معتمدّة على الذاكرة الخلفية والمنولوج الداخلي للبطل الراوي . أيضًا وبلا شك بأن لهكذا لحظة هيبتها .. خاصة بين قرينين
كان اسمها سعاد : مرّة أخرى , تؤاخي القاصّة مجتمعها من الداخل العميق والسحيق , وتنقل لنا تفاصيلنا اليومية التي نمرّ عليها دون انتباه .. فيما يصرّ المبدعون على تدوينها .. وقد فعلت ” سوزان خواتمي ” بشكل مريح .فقط أثار انتباهي هذا المقطع في الصفحة 105 :( ثلاث سنوات طرقت خلالها الأبواب والنوافذ وحجارة الصخر .. )لا أدري ما يمكن أن تعنيه ” حجارة الصخر ” , فهي بالنسبة إليّ هنا كـ ” طريق السبيل ” تمامًا .. !! في اللغة
أقف باحترام بالغ أمام رشاقة و جدية المنهج اللغوي السردي الذي تتبعه القاصّة . و لكن في عالم النشر والطباعة تحصل بعض الأمور التي يمكن أن تندرج تحت بند الأخطاء الطباعية , وأخرى تحت بند الأخطاء اللغوية البريئة , و التي لا تُخرج القاصّة من ملّة الجمال بل هي راسخة فيها بقدمين قويتين .و لأنّني لا أحبّ المرور عابرًا , دون أن أنوّه , سأقوم برصد الأخطاء الطباعية واللغوية هنا , و سأشير إلى الأصل والتصحيح بين قوسين , آملاً أن أنفع بذلك القاصّة إذا ما أصدرت طبعة ثانية في مقبل الأيام
الصفحة 27سأسأل أبيه ( أباه )
الصفحة 33كأنّه حديقةً ربيعيةً ( حديقةٌ ربيعيةٌ )
الصفحة 36مكابج ( مكابح )
الصفحة 48الكأس النظيف ( النظيفة )
الصفحة 60عصّة ( غصّة )
الصفحة 70وجوهم ( وجوههم )
الصفحة 90مجرّدُ بائسان ( بائسيْن )
الصفحة 94تتدَّخل شفتيها ( تتدَخَّل شفتاها )
الصفحة 95متابع ( متابعة )
الصفحة 97لصبية ( للصبيّة )
الصفحة 107ركته ( تركته )
هذا ما استطعت أن أرصده من خدوش طفيفة لم تؤثر بأيّ شكل من الأشكال على جمالية و انسياب العمل بشكل عام
في الأفكار
كنتُ قد أشرتُ في محور سابق إلى أن القاصّة مدينة – في نصّين - بشيءٍ ما للقارئ , و هنا أودّ ان أتحدث عن أمر مهم – في ظنّي – وهو أنني قرأت أو استعرضت النصوص أعلاه من وجهة نظر التلقي التي أمثّلها , و من نفس المنطلق أستطيع القول دون إسهاب , بأنّ بعض النصوص في المجموعة كانت ” مغلقة ” بشكل مربك على القراءة
في حين أننا نشهد في أغلب النصوص ؛ مساحات فارهة لتحريك المخيّلة بشكل مريح لا يحدّه سياج , ولا تؤطّره غاية واحدة .. و هو النوع الذي أفضّله في الأدب عمومًا , في أن يكون مفتوحًا لعشرة احتمالات , فيما يكون الاحتمال الحادي عشر بحوزة المبدع نفسه . ولأنني - والقاصّة كما أعتقد - أرى بأنّ الإبداع في جنسه ” الأدبي ” تحديدًا مسألة أخلاقية لا يمكن الوقوف عليها بشيء من التساهل كي لا يجنح إلى العدمية , نجد بأنّ ” سوزان خواتمي ” تعاملت بشكل يحترم الأدب بالأساس و القارئ حتمًا , حين وظّفت مجموعة أفكارها حول المرأة و المجتمع في قالب قصصي رشيق , يقول ما نحتاج لسماعه , و يبتعد عمّا يهوي به حين التقييم المنصف . فقد تحدّثت عن :( الحب / الجنس / الموت / الدين / القربان / الشيخوخة / الشهوة / الوحشة / الغيرة / الانتقام / الغربة / الحنين / الخيال / الجنون / الفقر / الفحش … إلخ ) وبعبارة أخرى , سأقول بأنّها تحّدثت من خلال أفكارها عن الحياة .. كما يجدر بالحياة أن تكون .. صارمة , حادّة كحقيقة . وتحدّثت عن المسحوقين , والعشّاق , و المهاجرين , و المغمورين بلا بطولات أو أمجاد .. و تلك هي القصّة .. كما يجدر بالقصّة أن تكون .. سريعة كنشيد مدرسي .
هذا ما استطعت أن أرصده من خدوش طفيفة لم تؤثر بأيّ شكل من الأشكال على جمالية و انسياب العمل بشكل عام
في الأفكار
كنتُ قد أشرتُ في محور سابق إلى أن القاصّة مدينة – في نصّين - بشيءٍ ما للقارئ , و هنا أودّ ان أتحدث عن أمر مهم – في ظنّي – وهو أنني قرأت أو استعرضت النصوص أعلاه من وجهة نظر التلقي التي أمثّلها , و من نفس المنطلق أستطيع القول دون إسهاب , بأنّ بعض النصوص في المجموعة كانت ” مغلقة ” بشكل مربك على القراءة
في حين أننا نشهد في أغلب النصوص ؛ مساحات فارهة لتحريك المخيّلة بشكل مريح لا يحدّه سياج , ولا تؤطّره غاية واحدة .. و هو النوع الذي أفضّله في الأدب عمومًا , في أن يكون مفتوحًا لعشرة احتمالات , فيما يكون الاحتمال الحادي عشر بحوزة المبدع نفسه . ولأنني - والقاصّة كما أعتقد - أرى بأنّ الإبداع في جنسه ” الأدبي ” تحديدًا مسألة أخلاقية لا يمكن الوقوف عليها بشيء من التساهل كي لا يجنح إلى العدمية , نجد بأنّ ” سوزان خواتمي ” تعاملت بشكل يحترم الأدب بالأساس و القارئ حتمًا , حين وظّفت مجموعة أفكارها حول المرأة و المجتمع في قالب قصصي رشيق , يقول ما نحتاج لسماعه , و يبتعد عمّا يهوي به حين التقييم المنصف . فقد تحدّثت عن :( الحب / الجنس / الموت / الدين / القربان / الشيخوخة / الشهوة / الوحشة / الغيرة / الانتقام / الغربة / الحنين / الخيال / الجنون / الفقر / الفحش … إلخ ) وبعبارة أخرى , سأقول بأنّها تحّدثت من خلال أفكارها عن الحياة .. كما يجدر بالحياة أن تكون .. صارمة , حادّة كحقيقة . وتحدّثت عن المسحوقين , والعشّاق , و المهاجرين , و المغمورين بلا بطولات أو أمجاد .. و تلك هي القصّة .. كما يجدر بالقصّة أن تكون .. سريعة كنشيد مدرسي .
إضاءات
-1
تم استخدام وجهة النظر الدينية فيما يخص المرأة ” على اعتبارها ” حوّاء ” . و قد وردت إشارات إلى ذلك في
تم استخدام وجهة النظر الدينية فيما يخص المرأة ” على اعتبارها ” حوّاء ” . و قد وردت إشارات إلى ذلك في
ثلاثة مواضع من خلال المجموعة
-2
المجموعة برمّتها تتناول المرأة كما أسلفنا , و لكن هناك أربع قصص لم يحتف جوهرها على وجود للمرأة , وإن ظهرت بها فهي تظهر بخجل الذي لا يُسمع له نبض . و القصص الأربع كانت : ( خرائط الغياب / من رحمها أنساب / العتبات المحظورة / كان اسمها سعاد ) . فالبرغم من أنه في بعض تلك القصص كان للمرأة وجود , و لكنه كما أسلفنا خجول جدًّا ولا يؤثر بشكل أو بآخر على سير النص
المجموعة برمّتها تتناول المرأة كما أسلفنا , و لكن هناك أربع قصص لم يحتف جوهرها على وجود للمرأة , وإن ظهرت بها فهي تظهر بخجل الذي لا يُسمع له نبض . و القصص الأربع كانت : ( خرائط الغياب / من رحمها أنساب / العتبات المحظورة / كان اسمها سعاد ) . فالبرغم من أنه في بعض تلك القصص كان للمرأة وجود , و لكنه كما أسلفنا خجول جدًّا ولا يؤثر بشكل أو بآخر على سير النص
-3
تهتم ” سوزان خواتمي ” من خلال تلك المجموعة ؛ بالموجودات التي تتحرك و تحرّك النص , دون أن ألمح أي اهتمام حقيقي بعنصر ” المكان ” , الذي شهد غيبة كبرى , باستثناء قصّة ” قبلة خرساء ” التي تناولت الأمكنة والمناطق في مدينة ” حلب ” السوريّة بشكل محترف
تهتم ” سوزان خواتمي ” من خلال تلك المجموعة ؛ بالموجودات التي تتحرك و تحرّك النص , دون أن ألمح أي اهتمام حقيقي بعنصر ” المكان ” , الذي شهد غيبة كبرى , باستثناء قصّة ” قبلة خرساء ” التي تناولت الأمكنة والمناطق في مدينة ” حلب ” السوريّة بشكل محترف
-4
فيما يخص عنوان المجموعة, فقد جاء كالآتي
قبلة خرساءصوتٌ يصعد شجر الحكاية
و تسأل القاصّة القرّاء في سيرتها الذاتية وتقول ( هل تظن أنّه عنوان طويل ؟ )و أنا أقول نعم , طويل .. وكان يمكن الاكتفاء بـ ” قبلة خرساء ” فقط .و لكنّه في النهاية جميل
فيما يخص عنوان المجموعة, فقد جاء كالآتي
قبلة خرساءصوتٌ يصعد شجر الحكاية
و تسأل القاصّة القرّاء في سيرتها الذاتية وتقول ( هل تظن أنّه عنوان طويل ؟ )و أنا أقول نعم , طويل .. وكان يمكن الاكتفاء بـ ” قبلة خرساء ” فقط .و لكنّه في النهاية جميل
خاتمة
بحسب رؤية شيخنا ” كانط “ , فالإرادة الطيّبة هي الخير المطلق الوحيد . و أنا أقول بأنّ إرادتك يا ” سوزان ” طيّبة , و نواياك بيضاء , و نتاجك خيرٌ , لا يشوبه السوء . فشكرًا لـ ” قبلتك الخرساء ” , إذ جعلتني أصعد شجر حكايتك بلا أعوان سوى الحرص . لكِ الأفق و لذّة الاكتشاف
* عبارة وردت في المجموعة ؛ من خلال قصّة ( أقلّب أوراقهم , مثل شمس تتلصص ) , في الصفحة 12 *
بحسب رؤية شيخنا ” كانط “ , فالإرادة الطيّبة هي الخير المطلق الوحيد . و أنا أقول بأنّ إرادتك يا ” سوزان ” طيّبة , و نواياك بيضاء , و نتاجك خيرٌ , لا يشوبه السوء . فشكرًا لـ ” قبلتك الخرساء ” , إذ جعلتني أصعد شجر حكايتك بلا أعوان سوى الحرص . لكِ الأفق و لذّة الاكتشاف
* عبارة وردت في المجموعة ؛ من خلال قصّة ( أقلّب أوراقهم , مثل شمس تتلصص ) , في الصفحة 12 *