29 أبريل 2007

بنات الرياض : لعبة الضجيج وغياب الرواية




رواية بنات الرياض الصادرة عن دار الساقي ب 319 صفحة..والتي نفدت نسخها من معرض الكتاب في اليوم الثالث منه
أستطيع أن أصفها بأنها الرواية التي تستطيع أن تقرأها وأنت تقف على ساق واحدة، فإذا شردت فلن تضيع منك الفكرة.. وإذا ضاعت منك كم صفحة فلن تنتبه لأنك تستطيع متابعة السرد دون أي جهد مثلها مثل أي مسلسل عربي
كما أنك تستطيع أن تستعيرها من بنت ذكية مثل / منى كريم/ وتعيدها بعد أيام ، دون أن تراودك فكرة شراء نسختك للاحتفاظ بها. و فيما عدا تكنيك السرد الذي استخدم تقنية جديدة فيها كايميلات ترسل كل يوم جمعة .. وماعدا أن أي محاولة للابداع تستحق التقدير .. فسنجد الآتي
الرواية من حيث هي لغة
اعتمدت على المزج بين اللهجة السعودية وبين اللغة الانكليزية مكتوبة بأحرف عربية.. بمعنى أن ذوي اللغة الفرانكوفونية عليهم أن يغضوا النظر عن قراءة الرواية
..هذه اللغة كانت مترهلة وفائضة
خاصة لو تذكرنا أن اللغة هي المادة الأولية التي تشتغل عليها الرواية كتعبير فني وجمالي
حتى أن المنهج السردي الذي هو في الحقيقة " حكي " لم يكن يعتمد على مكمن جمالي و لم يكن يهتم بفكرة ما يشتغل عليها .. بل كان في الكثير منه حشواً زائداً على الحدث ليملأ الصفحة فقط .
ماأضحكني فعلا هو ايميل من هيثم من المدينة المنورة ينتقدني فيه لتعصبي لبنات الرياض" البدو" واهمالي لشخصية تميس أعني لميس حبية القلب مازولا هل يعرفها الاخ من ورائي ؟ ولا يهمك يااخ هيثم، ايميلي اليوم سوف يكون عن لميس ولميس فقط بس لاتزعل علينا ياابو هيثم ياعسل " ابو هيثم عسل بدون ميم قبل العين ، والحدق يفم" وش نسوي ياابو الهياثم؟ بدو! ماعلنا شرهة على رأي احدى دكتوراتي الحجازيات في الجامعة : بدوية زفتة "
إضافة لكون اللغة مسطحة .. لها نفس الوتيرة استخدمتها الكاتبة بحيث لم تكن تتغير لا وفق الشخصية ولا وفق الحدث الدرامي، فلم نستطع التعاطف مع المواقف الحزينة حين يترك فيصل حبيبته ميشيل ولا حين طلاق قمرة من راشد التعسفي
الرواية من حيث هي فكرة:
في سياق الرواية تقول الكاتبة/ السارد" أنها تورد عيوب صديقاتها ليستفيد الآخرون ممن لم تتح لهم فرصة التعلم في مدرسة الحياة " ص 68لكن إلى أي حد نجحت الكاتبة في تعرية جانب المراهقة ووصلت لهدف مرجو
خاصة لو تذكرنا أيضاً بأن المفروض من أي رواية أن تبدي في أحد جوانبها وجهة نظر ورؤية للعالم وللإنسان
في بنات الرياض نحن أمام مجموعة من الصديقات / قمرة/ ميشل / لميس/ سديم
نجحن في الثانوية العامة وانتقلن إلى الدراسة الجامعية
في هذه المرحلة العمرية التي يفترض بها أن تكون نهاية فترة المراهقة، إلا أن تصرفات الفتيات وجموحهن نحو الحب ولا شيء غيره يجعلهن يقعن في أكثر من مطب ومشكلة عاطفية لاتجر وراءها سوى الخيبة والحزن..
هكذا تحولت الرواية في مجموعها الفكري إلى قضايا ساذجة عن الحب واختلاف مفاهيمه في مجتمع مغلق يرزخ تحت الأعراف والتقاليد دون أن يناصر مشاعر الحب الخاسر غالباً.
تعبر بنا الكاتبة بطريقة سطحية وسريعة على مواضيع جانبية مثل : المذهب الشيعي في السعودية.. إضافة إلى إاشارة عابرة ل: مدخل التحليل النفسي وفلسفة فرويد ص 80 والتي تتفوق عليه الجارة أم نوير الحصيفة والتي تصنف البشر نساء ورجالاً بحسب تجربتها الشخصية وبحسب قوالب جاهزة وبسيطة حد السذاجة ..
إضافة إلى ما تفتتح به الكاتبة فصول الرواية من مقولات مقتطفة وأحاديث وآيات
الرواية من حيث هي شخصيات
الرواية كنت عن مجموعة من فتيات يشكلن معاً مجموعة متشابهة و متساوية في وجهات النظر ومتقاربة في المنطوق إلى حد الخلط
هذا لنتذكر أيضاً مفهوم التناقض والاختلاف الذي تتبناه الرواية في سرودها كي تظهر تناقضات المجتمع الذي ترسمه.. ومن وجهة نظر ضرورة الاختلاف، سأزعل من الكاتبة رجاء عبد الله الصانع لو قالت أن بنات الرياض هن من وصفت فقط.إضافة إلى ما حفلت به الرواية ولصفحات كثيرة من كلمات أغاني دون أن تخدم هذه الكلمات أي حدث .. فقط لأن الشخصية تستمع لهذه الأغنية أن تلك أو أنها رقصت على أنغامها أو بثتها في أحد اتصالاتها الخلوية لحبيبها لتحتشد الرواية بأغاني ميادة حناوي وعبد الحليم وماجدة الرومي وذكرى وعبد المجيد عبد الله ووووووووووولنقل أن الأمر امتد إلى كم واضح من الرواية كي لا نقول نصف او ربع او ثلث ونزاود.
أما في ص 146 فسنقرأ مثل هذا الشعر المواكب للحداثة ودعت أيام الكيرم والبلوت وامتلا وقتي انترنت وبسكوت شابك أون لاين استنى الحبيب يتكرم ويتعطف أو يجيب قمت أغير لامنى لقيت رسايله في كل جيب هذا يقرا وهذا يسمع وذاك يقول بس بس ! عرفته وأن كني فار ، منخش في ركن قريب ودي اصرخ هاذي حبي معجب فيها وأحلم بالنصيب ...وحدة خبلة وجاها واحد خبل والله عيلة مافي اروعملحوظة تستحق الاهتمام:يبدو أن الكاتبة /السارد كانت تستشف كل ما سيعقب نشر روايتها لاحقاً
فهي تشير في داخل روايتها ومن خلال ردودها على الايميلات التي تهاجمها أو تلك التي تثني عليها
بل بدا الأمر أشبه ما يكون برؤية تحولت إلى حقيقة فهناك فعلاً من رفع أو سيرفع قضية ضدها إضافة لاستضافتها من قبل برنامج ثقافي هو احتفاءات لتركي الدخيل .." البرامج مثل برنامج احتفاءات لتركي الدخيل ومافيش حد أحسن من حد "بقي ما قالته عن احتمال تمثيل روايتها من خلال مسلسل، وغالب الظن أن لأمر قريب بلاريب
خاصة وأن تحويل هذا الكتاب إلى سيناريو سيكون سهلاً للغاية بما فيه من حوارات طويلة .
مقتطافات من الرواية بما يمكن عنوته ب
(دون تعليق )
تخيلي أنه مرة من المرات راح بنفسه للصيدلية الساعة 4 الفجر عشان يجيب لي أولويز لأن سواقي كان نايم " 191ص"
أتخيل نفسي اغسل رجوله بموية دافية وابوسهم وامسح بهم على وجهي " ص193 "
ترسل ميشيل رسالة قصيرة لفيصل : " مبروك ياعريس دونت بي شاي يالله ادخل ايم ويتنق " ف/ يتأخر دخول العريس والرجال ما يقارب الساعة
آخر الكلام
أن تكون الرواية خفيفة الظل وهذا مما لا ريب فيه فهو سبب غير كاف للضجيج الذي أحدثته الرواية مقارنة بردود أفعال من قرأ وقال، ومن لم يقرأ وقال. الأمر يحتاج إلى وقفة قصيرة:ليس كافياً أن تكون الكاتبة جريئة وسعودية كي نصفق كل هذا التصفيق، هذا لأن الكاتبة السعودية ليلى الجهني صاحبة "الفردوس اليباب " موجودة
وميس العثمان وهبة بو خمسين و بثينة العيسى وغيرهن الكثيرات من الشابات الكويتيات
موجودات وعذرا ممن تاهت عن ذاكرتي أسماءهن ... لتصبح المقارنة مجحفة.
أما تقول الكاتبة / السارد:" هناك من سيشتمي ومن سيطبطب علي ................."برأيي أن كاتباً بقامة غازي القصيبي
قد طبطب بما كفى ووفى


نشرت هذه القراءة في صحيفة الراي الكويتية

وفي موقع الحوار المتمدن

وفي ملتقى فضاءات

هناك 3 تعليقات:

محمود عزت يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
محمود عزت يقول...

العزيزة سوزان خواتمي
سأعقب على الموضوع رغم أن تعليقي سيكون كما نقول بالمحكية في مصر : بعد الهنا بسنة
لكن لا بأس , فأنا لا أؤمن بموت الكلام على أية حال
و ربما أيضا لأنني لم أقرأها إلا منذ أيام و كان لي رأي فيها أحببت أن أشاركك إياه

رواية رجاء , إن كان علينا أن ننقدها منصفين بعيدا عن الضجة
هي رواية جيدة بالفعل , لذلك لا أستغرب تقديم مثل غازي القصيبي لها بكلمات ذكية و صادقة
فرجاء إبتعدت في سردها عن السائد و المألوف _ في الرواية أعني _ لغويا و فنيا , كتبت بالمحكية و بسلاسة حقيقية أمتعتني بشكل شخصي و أقدّر أنا أنها في أسلوبها السهل و لغتها الطازجة التي قد تبدو للبعض غثة أو ضحلة لأنها تعلي من شأن الحديث العادي باللهجة , أقول أني أقدّر أن رجاء حين كتبت روايتها فكرت أن يقرأها من حولها في المقام الأول و دون أن تشغل بالها بذوي الثقافات الأخرى على مرامي البصر وراء البحر وهو الهم الذي يكدح من أجله كثير من الأدباء في كتابة الأدب الكوزموبوليتاني القابل للقراءة و التجرمة بكل اللغات فتكون النتيجة أعمال مبتسرة و مشوهة و ضعيفة قبل كل شئ , ثرثرة رجاء راجت و ذاعت لسببين :
الأول _هو إقتحامها للعالم السعودي و ما يصاحب ذلك من تعطش جماعي فضائحي لقراءة رواية مثل هذه ربما قد لاتستحق كل الضجة التي أثيرت حولها
الثاني _ وهو الأهم "طريقة المعالجة " التي دفعت بالشطر الثاني من المهمة في إتجاه الصحيح...أي أن لولا أن رجاء كتبت بذكاء و بأسلوب جديد و صادم و مبهر في الحقيقة لما تحقق الصيت المبني على الفرض الأول..فرض الفضيحة و الثرثرة حول التابوهات الرسمية في السعودية
في رأيي أن طريقة المعالجة الأدبية هي الأهم في حلقة الإبداع الحقيقي , لا اللغة الراقية أو المراسم و الطقوس الأدبية التي تتكلس بمرور الأيام فيتناسخ الأدباء بعضهم بشكل صادم فخلال القالب الذي ينصبونه مثلا أعلى للأدب أو الرواية الراقية
أريد أيضا أن أضيف أننا كثيرا ما نبخس الناس في الشوارع حقهم _الذين هم القراء و المروجين للشهرة عموما _ بضحالة التصوّر و بشيوع و عموم تأثير الإعلام و التفكير الجمعي فيهم , و رأيي الشخصي أنهم هم الجمهور الذي أعرض عنه المبدعون _بتصوراتهم الأحادية عن الفن الراقي المجافي للمحكي و العادي و الذي لابد أن يكون وفق أسس فنية واضحة و صارمة - فأعرض عنهم الناس بدورهم إلى ما كل ما يقترب منهم و يمسهم بشكل قريب حتى و إن غلب على الجميع _ عاديين و مثقفين _ فكرة مثل أن الناس كلها تحب "هيفاء وهبي " ناسين أن هذا فقط ما تردده الميديا ببساطة , لتجد لذاتها حكاية تعيد تدويرها عن تردي الذوق الشعبي ثم تقدم في تاليه _صحيفة كانت أو قناة فضائية _ وجبة شهية من اخبار هيفا التي استنكرت البارحة تزايد شعبيتها !

هذا رأيي كقارئ للأدب لا أكثر
تحيتي لك يا سوزان
و سعيد جدا بالتعرف على مدونتك :)

محمود عزت

غير معرف يقول...

أهلا بك أيها الصديق في مدونتي

سنتفق " وهو حق مكفول" وأيضاً سنختلف " ايضا حق مكفول" حين نتكلم عن رواية ابداعية، هذا يبعدنا تماماً عن الظاهرة الاعلامية ومسبباتها، لأننا سنتكلم عن جهد ما ولاتعنينا الاثارة إلا من كونها أحد وليس كل شروط الكتابة..أعتقد أني لم أغبن " بنات الرياض" حقها هي رواية اثارة تعتمد على كشف المستور دون الولوج إلى صميمه ..
شيء يشبه (شلف خبرية(
نحن أمام عمل روائي اعتمد فكرة تبادل الايميلات والتي أعتبرها ميزة هذه الرواية .. فلإذا حذفنا كلمات الأغنيات وأسماء مطربيهاوشطبنا الحوار المحكي والمكتوب بلغة انكليزية وحروف عربية من غير توظيف أساسي لها سنصل إلى عدة عشرات من الصفحات تتكرر داخلها شخوص متشابهة تتحرك ضمن ردود افعال واحدة.. بقى أن أنوه إلى لغة المحكي والتي أدافع عنها في سياق الحاجة إليها أي تسهيل اللهجة وليس استسهالها بمعنى أن تكون مفهومة، فلك أن تتخيل اللغة الخليجية المحكية المكتوبة إذا مافرضناها على قارئ مغربي..! سيكون حكماً بالأشغال الشاقة من دون ريب. إذن ياصديقي لو لم تكن هذه الرواية سعودية ومكتوبة في وقت معين يخدم غايات اعلامية بعينها فإن أحداً لن يحتفي بها.. وقد راهنت أحد الأصدقاء لو ان هذه الرواية كتبتها قلم نسائي مصري أو سوري أو لبناني أو حتى مغربي فإنها لن تنال مانالته رجاء الصانع بصنيعها؟
.ملاحظة اخيرة: رأيي يخص المادة الكتابية ذاتها الرواية " بنات الرياض " وقيمتها ..ولاانتقص من جهد الراوية، من هذا الباب أحيي رجاء الصانع أنها قدمت محاولتها..
.
.
سوزان خواتمي