30 أبريل 2007

سوزان خواتمي : أُحبُّ أنْ أكتشفَ نفْسي , و الأفُقُ مُسْتهَلُّ رغْبتِي*/ سعد الياسري


كتب سعد الياسري


مدخل

:
ضمن إصدارات ” سلسلة ولاّدة ” لعام 2006 ؛ تمّ نشر المجموعة القصصية ” قبلة خرساء ” , وهي الرابعة للقاصّة السوريّة ” سوزان خواتمي ” , و تقع في مئة و ثماني عشرة صفحة من القطع المتوسط , ضمّت سبعَ عشرة قصّة قصيرة
و لأنّ ” المرأة ” وقضاياها تمثّل – فيما يبدو – المحرّك الرئيس لنتاج الحكاية عند القاصّة , تدور أحداث القصص في مجملها حول هذا الكائن الفذ , طارحةً قضايا كبرى – أو نحسبها كذلك - تختص بعالمي المرأة السريّ والمعلن , لتكتشف نفسها
في العمل

يقول الفلاسفة التجريبيون – ديفد هيوم على سبيل المثال – بأن ّ ” العقل يقرر الوسائل لا الغايات ” , بمعنى أنّه يعنى بما هو كائن وليس بما يجب أن يكون , وهو ما لايروق ربما للمثاليين . و نحن نقول كذلك بأنّ قصص ” قبلة خرساء ” تتحدث عن واقع المرأة في رقعة جغرافية معينة , دون أن تقدّم معالجةً لهذا الواقع أو ما يمكن أن يسمّى ” تصحيح مسار ” لما هو كائن أصلاً , و ما يجب أن يكون
و لنعدْ للقصص , و نقرأ باختصار ما طرحته كل قصة
أقلّب أوراقهم , مثل شمس تتلصص : تمثّل رؤية من الخارج لتفاصيل دقيقة , ترتكز على أربعة محاور تناقش التطور الطبيعي للعلاقات الأسرية من وجهة نظر مراقب غير محايد فيما أزعم . و برأيي كانت القصة ما ورائية في تعاملها مع القارئ و غامضة في مواضعَ شتّى , و بظنّي – أيضًا – أنّ القاصّة بقيتْ حتى نهاية القصّة مدينة للقارئ بشيءٍ
لا أعرفه
نعي فاضلة : تدرو حول فكرة الموت , و الاحتياج الدائم لعنصر الوفاء . تناقش بشكل بارع يوميات امرأة , و ترقب من الخارج – أيضًا – ما سيفعله الباقون بالانتظار بعد رحيلها , حيث تشهد على أن القلوب لم تكن بيضاء بما يكفي كي تحزن عليها كما ينبغي . هي قصّة متكاملة وفنيتها عالية
ثلاثة ألوان لحكاية بلهاء : عبر أربعة محاور تطرح القاصّة مواضيع هامّة كـ ( الأعراف / الجهل / العادات / العلاقات الأسرية / العلاقات الجنسية العابرة / التشرّد / الظلم .. إلخ )
خرائط الغياب : ترتكز القصة بمرفقيها على شخصية ” سلّوم الراوي ” . احتفت بجمالية تصوير ردود الأفعال عبر شخصيات مختلفة تجاه البطل الغائب أو المختفي . وتناولت معلومة – على لسان شخصية في القصّة - لا أدري مدى دقتها في الصفحة
(لم تقبله أيًا من جامعات العراق , قيل بسبب انتماء عائلته وتحزبها السياسي ) وللأمانة لا أدري كيف تجري الأمور على وجه الدقة في العراق , ولكنني أشكك بإمكانية أن يكون الانتماء الأسري لحزب سياسي معين مانعًا عن الدراسة . وربما هناك منع من تسلم مهام في السلطة والحكم عن بعض الانتماءات وهذا وارد
ظلال حافية : تقول تلك القصة الكثير , و تطرح بوضوح أفكارًا أجدها تقترب من رؤية ” هيراقليط ” عن العالميْن المادي والمحسوس و سواهما من العوالم , و خاصّة في مسائل ” الظل ” و ” دخول النهر ” , و ما يمكن أن يسمى (كل شيء يتحرك ولا شيء ثابت) و ( في التناقض يكمن الناس ) .. إلخ .راقت لي القصة كثيرًا , وقد تناولت بشكل رمزي و فاخر مسائل كـ ( القربان , والنسيج الاجتماعي , الاختلاف الفكري , الرؤى الثابتة لواحد متحرك .. إلخ )
أصابع بطاطا تحترق : تتحدث هذه القصة وبشكل واضح عن مفهومي ” الغيرة ” و ” الانتقام ” . و بها من الروعة في وصف الرجل ما يمكن أن يجعلها في صدارة الذائقة , غير أنّي لم أستسغ توظيف ” عطيل / ديدمونة ” في رائعة ” شكسبير ” و إسقاطهما على أحداث القصة .. و بما أنّني أتوخى الحرص في كلماتي هنا , فسأقول بأنّ التوظيف كان بلا فائدة تضاف إلى النص
الحب أو .. لا شيء عنه : بارعة .. فقط بارعة , و لو تكلمت عنها سأفسدها . و لكنني سأذكر سرًّا , فأنا حين كنت أدوّن ملاحظاتي على ورقة بجواري أثناء قراءة المجموعة … كتبت جوار تلك القصة ” أهم قصّة ”
رقصة الفالس الوردية : تعود مجددًّا إلى فكرة ” الوفاء ” من خلال تصويرها لجشع الرجل وشهوانيته اللا محدودة , تلك التي تؤهله للنشوة في نفس الوقت الذي تغادره شريكة حياته . احتفت بتصوير مميز في جوانب عدّة .و أظن بأنّ القصّة تمثّل حالة فردية .. ولكنها واقعة وموجودة
مواء : كما في القصّة الأولى , أجد بأنّ القاصّة مدينة بشيء ما للقارئ , و إن كانت تتحدث في هذا النص عن الوحشة وانتظار من لا يأتي دومًا وإن أتى فبسرعة . القصّة كما فهمتها تتحدث عن امرأتين و رجل واحد .. و لم تكن يسيرة و لا سهلة .. و سأقسو منطلقًا من مبدأ الحرص آنف الذكر و أقول بأنها لم تكن ممتعة
آل / زهايمر : قصّة فاخرة , وتصوير دقيق و بارع لما يمكن أن نكون عليه في أرذل العمر
قبلة خرساء : وهي القصة التي سُميت المجموعة باسمها . بعيدًا عن موسيقى الاسم رغم صمته , و بعيدًا عن جرأة لذيذة في تصوير أمراضنا الاجتماعية , لقد نزلت ” سوزان خواتمي ” إلى قعر المجتمع و غرفت منه تلك الدهشة , و قد كانت مترجمة أمينة لكل الخدوش التي يربيها النائمون في الأسفل .. أولئك الذين يتأرجحون بين الطبقات بلا قيمة حقيقية .. أولئك الذين سئموا شكل الطعام المتكرر و منظر الأكتاف الوفيرة حول زاد قليل .. أولئك الذين نحبهم بأنانية المستعطِف , ونتذكرهم على سبيل التشبّه بالإنسان . تلك القصة مهمّة جدًّا .. ولا تشبه كل ما في المجموعة
من رحمها أنساب : تتناول قضايا الهجرة والغربة والحنين , من وجهة نظر مهاجر تسرقه متطلبات حياته الجديدة عن تذكر رفقة الوطن والمقهى … إلخ
العتبات المحظورة : تتحدث عن حياة أسرية عادية , حتى يفجر بها تمثال . تتناول الغرور و المغالاة من قبل المبدعين , و الذي يمكن إسقاطه على غير التشكيليين و النحاتين و على كل من يظن أنه قد جاء بما لم تأتِ به الأوائل .. هي جرس تنبيه رؤوف بالآخر , كي لا يقع فجأة من شاهقٍ
امرأة لا تبكي : أظن بأنّها تمثّل كلامًا كبيرًا لقضايا صغيرة , لم توافق ذائقتي كما أنني لن أتجنّى على كامل النص , وسأقول أنها تتمتع بالكثير من المفاصل الشيقة , و لكنها في النهاية كلام كبير لقضية صغيرة
صورة منسية : تنبش في العقل الباطن وتستخرج كل ما يمكن أن يكون مجرد ” تهيؤات ” لدى الآخر . قصّة جميلة , و مجددة , و بها من الإمكانية ما يفضح موهبة بارعة لدى القاصّة .غير أنّي . عانيت من مباغتة لا أدري إن كانت قد أفادت النص بشيء , وهي ما ورد في الصفحة 95
( لم تكن تحب خدمة الآخرين لها , حتى حين تمرض … )
كانت إشارة في غير محلها كما أرى , شقّت النص و تركتني أعيده لأتأكد هل فاتني شيء ما , و قد سرّعتْ بوتيرة التوقّع بعد أن كان الأمر لذيذًا و ببطء المنتظرين للنشوة .أيضًا ؛ كانت القصّة فاتنة في أن يكون هذا الوجه العابر سبيلاً للمرور على كل النساء اللواتي مررن على جادة البطل . و أيضًا , أحيي القاصّة على دهشة النهاية التي لم أتوقعها للأمانة و رغم كل جهودي المبذولة
اصمتي يا زهرة .. أكاد أسمعك : حين مررت على هذه القصّة , عرفت بأنّ ترتيب القصص لم يكن عشوائيًا , و أنّ القاصّة – فيما أزعم – بعد كل نصّ فاخر تضعنا أمام ما يسلب شيئًا من دهشتنا التي استحصلنا عليها قبلاً .و لكن – من باب الإنصاف – نقول بأنّ القصة نجحت في التحدّث بأريحية من خلال مشهد واحد , معتمدّة على الذاكرة الخلفية والمنولوج الداخلي للبطل الراوي . أيضًا وبلا شك بأن لهكذا لحظة هيبتها .. خاصة بين قرينين
كان اسمها سعاد : مرّة أخرى , تؤاخي القاصّة مجتمعها من الداخل العميق والسحيق , وتنقل لنا تفاصيلنا اليومية التي نمرّ عليها دون انتباه .. فيما يصرّ المبدعون على تدوينها .. وقد فعلت ” سوزان خواتمي ” بشكل مريح .فقط أثار انتباهي هذا المقطع في الصفحة 105 :( ثلاث سنوات طرقت خلالها الأبواب والنوافذ وحجارة الصخر .. )لا أدري ما يمكن أن تعنيه ” حجارة الصخر ” , فهي بالنسبة إليّ هنا كـ ” طريق السبيل ” تمامًا .. !! في اللغة
أقف باحترام بالغ أمام رشاقة و جدية المنهج اللغوي السردي الذي تتبعه القاصّة . و لكن في عالم النشر والطباعة تحصل بعض الأمور التي يمكن أن تندرج تحت بند الأخطاء الطباعية , وأخرى تحت بند الأخطاء اللغوية البريئة , و التي لا تُخرج القاصّة من ملّة الجمال بل هي راسخة فيها بقدمين قويتين .و لأنّني لا أحبّ المرور عابرًا , دون أن أنوّه , سأقوم برصد الأخطاء الطباعية واللغوية هنا , و سأشير إلى الأصل والتصحيح بين قوسين , آملاً أن أنفع بذلك القاصّة إذا ما أصدرت طبعة ثانية في مقبل الأيام
الصفحة 27سأسأل أبيه ( أباه )
الصفحة 33كأنّه حديقةً ربيعيةً ( حديقةٌ ربيعيةٌ )
الصفحة 36مكابج ( مكابح )
الصفحة 48الكأس النظيف ( النظيفة )
الصفحة 60عصّة ( غصّة )
الصفحة 70وجوهم ( وجوههم )
الصفحة 90مجرّدُ بائسان ( بائسيْن )
الصفحة 94تتدَّخل شفتيها ( تتدَخَّل شفتاها )
الصفحة 95متابع ( متابعة )
الصفحة 97لصبية ( للصبيّة )
الصفحة 107ركته ( تركته )
هذا ما استطعت أن أرصده من خدوش طفيفة لم تؤثر بأيّ شكل من الأشكال على جمالية و انسياب العمل بشكل عام
في الأفكار

كنتُ قد أشرتُ في محور سابق إلى أن القاصّة مدينة – في نصّين - بشيءٍ ما للقارئ , و هنا أودّ ان أتحدث عن أمر مهم – في ظنّي – وهو أنني قرأت أو استعرضت النصوص أعلاه من وجهة نظر التلقي التي أمثّلها , و من نفس المنطلق أستطيع القول دون إسهاب , بأنّ بعض النصوص في المجموعة كانت ” مغلقة ” بشكل مربك على القراءة
في حين أننا نشهد في أغلب النصوص ؛ مساحات فارهة لتحريك المخيّلة بشكل مريح لا يحدّه سياج , ولا تؤطّره غاية واحدة .. و هو النوع الذي أفضّله في الأدب عمومًا , في أن يكون مفتوحًا لعشرة احتمالات , فيما يكون الاحتمال الحادي عشر بحوزة المبدع نفسه . ولأنني - والقاصّة كما أعتقد - أرى بأنّ الإبداع في جنسه ” الأدبي ” تحديدًا مسألة أخلاقية لا يمكن الوقوف عليها بشيء من التساهل كي لا يجنح إلى العدمية , نجد بأنّ ” سوزان خواتمي ” تعاملت بشكل يحترم الأدب بالأساس و القارئ حتمًا , حين وظّفت مجموعة أفكارها حول المرأة و المجتمع في قالب قصصي رشيق , يقول ما نحتاج لسماعه , و يبتعد عمّا يهوي به حين التقييم المنصف . فقد تحدّثت عن :( الحب / الجنس / الموت / الدين / القربان / الشيخوخة / الشهوة / الوحشة / الغيرة / الانتقام / الغربة / الحنين / الخيال / الجنون / الفقر / الفحش … إلخ ) وبعبارة أخرى , سأقول بأنّها تحّدثت من خلال أفكارها عن الحياة .. كما يجدر بالحياة أن تكون .. صارمة , حادّة كحقيقة . وتحدّثت عن المسحوقين , والعشّاق , و المهاجرين , و المغمورين بلا بطولات أو أمجاد .. و تلك هي القصّة .. كما يجدر بالقصّة أن تكون .. سريعة كنشيد مدرسي .
إضاءات
-1
تم استخدام وجهة النظر الدينية فيما يخص المرأة ” على اعتبارها ” حوّاء ” . و قد وردت إشارات إلى ذلك في
ثلاثة مواضع من خلال المجموعة
-2
المجموعة برمّتها تتناول المرأة كما أسلفنا , و لكن هناك أربع قصص لم يحتف جوهرها على وجود للمرأة , وإن ظهرت بها فهي تظهر بخجل الذي لا يُسمع له نبض . و القصص الأربع كانت : ( خرائط الغياب / من رحمها أنساب / العتبات المحظورة / كان اسمها سعاد ) . فالبرغم من أنه في بعض تلك القصص كان للمرأة وجود , و لكنه كما أسلفنا خجول جدًّا ولا يؤثر بشكل أو بآخر على سير النص
-3
تهتم ” سوزان خواتمي ” من خلال تلك المجموعة ؛ بالموجودات التي تتحرك و تحرّك النص , دون أن ألمح أي اهتمام حقيقي بعنصر ” المكان ” , الذي شهد غيبة كبرى , باستثناء قصّة ” قبلة خرساء ” التي تناولت الأمكنة والمناطق في مدينة ” حلب ” السوريّة بشكل محترف
-4
فيما يخص عنوان المجموعة, فقد جاء كالآتي
قبلة خرساءصوتٌ يصعد شجر الحكاية
و تسأل القاصّة القرّاء في سيرتها الذاتية وتقول ( هل تظن أنّه عنوان طويل ؟ )و أنا أقول نعم , طويل .. وكان يمكن الاكتفاء بـ ” قبلة خرساء ” فقط .و لكنّه في النهاية جميل
خاتمة
بحسب رؤية شيخنا ” كانط “ , فالإرادة الطيّبة هي الخير المطلق الوحيد . و أنا أقول بأنّ إرادتك يا ” سوزان ” طيّبة , و نواياك بيضاء , و نتاجك خيرٌ , لا يشوبه السوء . فشكرًا لـ ” قبلتك الخرساء ” , إذ جعلتني أصعد شجر حكايتك بلا أعوان سوى الحرص . لكِ الأفق و لذّة الاكتشاف



* عبارة وردت في المجموعة ؛ من خلال قصّة ( أقلّب أوراقهم , مثل شمس تتلصص ) , في الصفحة 12 *

29 أبريل 2007


لوحة بريشة صديقة الطفولة والشباب والختيرة

الفنانة :شذى حماض

بنات الرياض : لعبة الضجيج وغياب الرواية




رواية بنات الرياض الصادرة عن دار الساقي ب 319 صفحة..والتي نفدت نسخها من معرض الكتاب في اليوم الثالث منه
أستطيع أن أصفها بأنها الرواية التي تستطيع أن تقرأها وأنت تقف على ساق واحدة، فإذا شردت فلن تضيع منك الفكرة.. وإذا ضاعت منك كم صفحة فلن تنتبه لأنك تستطيع متابعة السرد دون أي جهد مثلها مثل أي مسلسل عربي
كما أنك تستطيع أن تستعيرها من بنت ذكية مثل / منى كريم/ وتعيدها بعد أيام ، دون أن تراودك فكرة شراء نسختك للاحتفاظ بها. و فيما عدا تكنيك السرد الذي استخدم تقنية جديدة فيها كايميلات ترسل كل يوم جمعة .. وماعدا أن أي محاولة للابداع تستحق التقدير .. فسنجد الآتي
الرواية من حيث هي لغة
اعتمدت على المزج بين اللهجة السعودية وبين اللغة الانكليزية مكتوبة بأحرف عربية.. بمعنى أن ذوي اللغة الفرانكوفونية عليهم أن يغضوا النظر عن قراءة الرواية
..هذه اللغة كانت مترهلة وفائضة
خاصة لو تذكرنا أن اللغة هي المادة الأولية التي تشتغل عليها الرواية كتعبير فني وجمالي
حتى أن المنهج السردي الذي هو في الحقيقة " حكي " لم يكن يعتمد على مكمن جمالي و لم يكن يهتم بفكرة ما يشتغل عليها .. بل كان في الكثير منه حشواً زائداً على الحدث ليملأ الصفحة فقط .
ماأضحكني فعلا هو ايميل من هيثم من المدينة المنورة ينتقدني فيه لتعصبي لبنات الرياض" البدو" واهمالي لشخصية تميس أعني لميس حبية القلب مازولا هل يعرفها الاخ من ورائي ؟ ولا يهمك يااخ هيثم، ايميلي اليوم سوف يكون عن لميس ولميس فقط بس لاتزعل علينا ياابو هيثم ياعسل " ابو هيثم عسل بدون ميم قبل العين ، والحدق يفم" وش نسوي ياابو الهياثم؟ بدو! ماعلنا شرهة على رأي احدى دكتوراتي الحجازيات في الجامعة : بدوية زفتة "
إضافة لكون اللغة مسطحة .. لها نفس الوتيرة استخدمتها الكاتبة بحيث لم تكن تتغير لا وفق الشخصية ولا وفق الحدث الدرامي، فلم نستطع التعاطف مع المواقف الحزينة حين يترك فيصل حبيبته ميشيل ولا حين طلاق قمرة من راشد التعسفي
الرواية من حيث هي فكرة:
في سياق الرواية تقول الكاتبة/ السارد" أنها تورد عيوب صديقاتها ليستفيد الآخرون ممن لم تتح لهم فرصة التعلم في مدرسة الحياة " ص 68لكن إلى أي حد نجحت الكاتبة في تعرية جانب المراهقة ووصلت لهدف مرجو
خاصة لو تذكرنا أيضاً بأن المفروض من أي رواية أن تبدي في أحد جوانبها وجهة نظر ورؤية للعالم وللإنسان
في بنات الرياض نحن أمام مجموعة من الصديقات / قمرة/ ميشل / لميس/ سديم
نجحن في الثانوية العامة وانتقلن إلى الدراسة الجامعية
في هذه المرحلة العمرية التي يفترض بها أن تكون نهاية فترة المراهقة، إلا أن تصرفات الفتيات وجموحهن نحو الحب ولا شيء غيره يجعلهن يقعن في أكثر من مطب ومشكلة عاطفية لاتجر وراءها سوى الخيبة والحزن..
هكذا تحولت الرواية في مجموعها الفكري إلى قضايا ساذجة عن الحب واختلاف مفاهيمه في مجتمع مغلق يرزخ تحت الأعراف والتقاليد دون أن يناصر مشاعر الحب الخاسر غالباً.
تعبر بنا الكاتبة بطريقة سطحية وسريعة على مواضيع جانبية مثل : المذهب الشيعي في السعودية.. إضافة إلى إاشارة عابرة ل: مدخل التحليل النفسي وفلسفة فرويد ص 80 والتي تتفوق عليه الجارة أم نوير الحصيفة والتي تصنف البشر نساء ورجالاً بحسب تجربتها الشخصية وبحسب قوالب جاهزة وبسيطة حد السذاجة ..
إضافة إلى ما تفتتح به الكاتبة فصول الرواية من مقولات مقتطفة وأحاديث وآيات
الرواية من حيث هي شخصيات
الرواية كنت عن مجموعة من فتيات يشكلن معاً مجموعة متشابهة و متساوية في وجهات النظر ومتقاربة في المنطوق إلى حد الخلط
هذا لنتذكر أيضاً مفهوم التناقض والاختلاف الذي تتبناه الرواية في سرودها كي تظهر تناقضات المجتمع الذي ترسمه.. ومن وجهة نظر ضرورة الاختلاف، سأزعل من الكاتبة رجاء عبد الله الصانع لو قالت أن بنات الرياض هن من وصفت فقط.إضافة إلى ما حفلت به الرواية ولصفحات كثيرة من كلمات أغاني دون أن تخدم هذه الكلمات أي حدث .. فقط لأن الشخصية تستمع لهذه الأغنية أن تلك أو أنها رقصت على أنغامها أو بثتها في أحد اتصالاتها الخلوية لحبيبها لتحتشد الرواية بأغاني ميادة حناوي وعبد الحليم وماجدة الرومي وذكرى وعبد المجيد عبد الله ووووووووووولنقل أن الأمر امتد إلى كم واضح من الرواية كي لا نقول نصف او ربع او ثلث ونزاود.
أما في ص 146 فسنقرأ مثل هذا الشعر المواكب للحداثة ودعت أيام الكيرم والبلوت وامتلا وقتي انترنت وبسكوت شابك أون لاين استنى الحبيب يتكرم ويتعطف أو يجيب قمت أغير لامنى لقيت رسايله في كل جيب هذا يقرا وهذا يسمع وذاك يقول بس بس ! عرفته وأن كني فار ، منخش في ركن قريب ودي اصرخ هاذي حبي معجب فيها وأحلم بالنصيب ...وحدة خبلة وجاها واحد خبل والله عيلة مافي اروعملحوظة تستحق الاهتمام:يبدو أن الكاتبة /السارد كانت تستشف كل ما سيعقب نشر روايتها لاحقاً
فهي تشير في داخل روايتها ومن خلال ردودها على الايميلات التي تهاجمها أو تلك التي تثني عليها
بل بدا الأمر أشبه ما يكون برؤية تحولت إلى حقيقة فهناك فعلاً من رفع أو سيرفع قضية ضدها إضافة لاستضافتها من قبل برنامج ثقافي هو احتفاءات لتركي الدخيل .." البرامج مثل برنامج احتفاءات لتركي الدخيل ومافيش حد أحسن من حد "بقي ما قالته عن احتمال تمثيل روايتها من خلال مسلسل، وغالب الظن أن لأمر قريب بلاريب
خاصة وأن تحويل هذا الكتاب إلى سيناريو سيكون سهلاً للغاية بما فيه من حوارات طويلة .
مقتطافات من الرواية بما يمكن عنوته ب
(دون تعليق )
تخيلي أنه مرة من المرات راح بنفسه للصيدلية الساعة 4 الفجر عشان يجيب لي أولويز لأن سواقي كان نايم " 191ص"
أتخيل نفسي اغسل رجوله بموية دافية وابوسهم وامسح بهم على وجهي " ص193 "
ترسل ميشيل رسالة قصيرة لفيصل : " مبروك ياعريس دونت بي شاي يالله ادخل ايم ويتنق " ف/ يتأخر دخول العريس والرجال ما يقارب الساعة
آخر الكلام
أن تكون الرواية خفيفة الظل وهذا مما لا ريب فيه فهو سبب غير كاف للضجيج الذي أحدثته الرواية مقارنة بردود أفعال من قرأ وقال، ومن لم يقرأ وقال. الأمر يحتاج إلى وقفة قصيرة:ليس كافياً أن تكون الكاتبة جريئة وسعودية كي نصفق كل هذا التصفيق، هذا لأن الكاتبة السعودية ليلى الجهني صاحبة "الفردوس اليباب " موجودة
وميس العثمان وهبة بو خمسين و بثينة العيسى وغيرهن الكثيرات من الشابات الكويتيات
موجودات وعذرا ممن تاهت عن ذاكرتي أسماءهن ... لتصبح المقارنة مجحفة.
أما تقول الكاتبة / السارد:" هناك من سيشتمي ومن سيطبطب علي ................."برأيي أن كاتباً بقامة غازي القصيبي
قد طبطب بما كفى ووفى


نشرت هذه القراءة في صحيفة الراي الكويتية

وفي موقع الحوار المتمدن

وفي ملتقى فضاءات

26 أبريل 2007

مقال : لماذا تبكي النساء


هاجمتني نوبة كآبة سببها فيزيولوجية الدمعة السخية عند المرأة وتعلقها بحزنها التاريخي، كنستها بفكرة: ( كلو تمام وأحسن من هيك ما خلق الله ) । هكذا أرتاح تماماً وأبدأ بالتفكير في تعديد مزايا ما نحن لسنا عليه مقارنة بحالات أبشع، لأن المثل الشعبي يحضك على أن تنظر لمن هم أقل منك خوفاً عليك من مناطحة السحاب، بغض النظر عن فكرة الطموح المسحوقة، فلست معنية بها هنا ॥ فالتفكير بالمرأة الهندية التي تحرق مع جثمان زوجها في قارب يسبح على سطح الماء ليشتعل من أطرافه يجعلني أفكر بتميز أرامل بلادي وحسن حظهن مادمن مكومات دون أن يطالبهن أحد بهكذا شواء..كذلك تصبح المقارنة إيجابية مع السفر القديم عند اليهود الذي يعتبر المرأة أمّر من الموت. في حين أن المرأة عندنا عديمة الطعم بشكل عام، وتنتقل من الحلاوة الأولية إلى الطعم الهلامي بحسب التسلسل الزمني، لكن لاتصل إلى أن يقال عنها مريرة أو مرّة اللهم إلا فيما ندر. المرأة الانكليزية أيضاً لم يخل وضعها من النظرة الدونية فقد كانت ممنوعة من حق التملك باسمها وتعتبر جزء من زوجها أو والدها. كما أن المرأة في أثينا كانت تباع وتشترى.. هذا ما أعتبره توجه إيجابي يجعلني أشعر بأن نساءنا " نغارات" بتفوق، لأنهن يبكين كثيراً دون أن يبحثن مثلي عن حالات تشعرهن بالتفوق، صحيح أنها تعود إلى عهود الديناصورات، لكنها تنفع معي كي أكمل شرب النسكافيه، متناسية طابور النساء الواقفات على رجل واحدة أمام المحاكم الشرعية لأجل النفقة أو لأجل الحضانة أو لأجل طلاق يشط ويمط بحسب مزاج المطلق بهبته الفراقية .لكن كآبتي قاتلها الله لم ينفع معها (أحسن من هيك ما خلق الله ) حين وصلتني وثيقة للتوقيع تنديداً بجريمة " ذبح " فتاة خرجت عن الأعراف لتتزوج من غير طائفتها، فكان من نصيبها سكين أخيها يغسل عاره.قصة حدثت وستبقى تحدث مادامت المادة 548 تُظل تحتها فعل القتل ضمن أحكام مخففة يعتمد على أنه قتل غير متعمد.. إنها جرائم الشرف والأعذار القضائية التي تراعيها.. إضافة إلى منظومة فكرية اجتماعية تعلن انحيازها نحو ثوابت يصعب زحزحتها، حتى لمن هم في أعمار صغيرة من شباب وشابات.فما كتبه المثقفون تناقض مع أصوات الشارع العام في تأييده لما هو جزء من عقيدة، لا يفيد معها التدخل العقلاني أو المنطقي. أليس هذا مدهشاً حقاً، ويحتاج إلى قناة دمعية نسوية بكامل لياقتها، تبقيني عند كآبتي دون زحزحة.ملاحظة هامش تكاد لا تدرك: التوقيع على الوثيقة تضمن آلاف الأسماء ... أما القانون فمازال باق لاريب فيه


نشر المقال في موقع الحوار المتمدن

والمركز المتقدم لدراسات وأبحاث مساواة المرأة

وأظن (مالي متذكرة) في نساء سورية

23 أبريل 2007

حكي زعران

هو أزعر أما هي ف/ زعراء إن قلة استعمال الصيغة التأنيث للصفة مرده أن أهل الزعارة هم من الذكور غالباً، كونها صفة "مبلوعة " أو لنقل أقل حدة منها عند الإناث كصفة غير مستحبة مثلها مثل صفات كثيرة غيرها .
الزعرنة ترتبط بالشارع كبيئة مناسبة لتعليم الخفايا والدواهي
بالنسبة لي كانت نزهة قصيرة فوق الدراجة هي أقصى ما منحني الشارع يوم كنت طفلة بعد سلسلة من الرجاءات..
في اليوم السادس وبعد اللفة السادسة وقعت في حب ابن الجيران، أو ظننت ذلك وكانت أولى الزعرنات.
لكن الريح وشت لأمي بسري الخطير الذي أوكلته لثلاث من صديقاتي و إحدى أخواتي وابنة عمتي التي كانت تغار مني، بعد التأنيب ورص الأذن تعلمت أن لا أحب طفلاً يسكن في الجوار..
و الزعرنة بحسب ما أحللها كمنتج لغوي " لاحظوا البلاغة" تتعلق بمفردة مبطنة المعنى
غير مباشرة وخبيثة بطريقة ما.. ممزوجة بالخفة بحسب المفهوم الذي أقصده، وليس كما جاء في المعجم على أنها شراسة الخلق.
هذا يعني ذكاء ما في مباغتة الآخر وإثارة دهشته عن طريق الحركة بلفتة رشيقة غير متوقعة تتعلق عادة بالوزن- وزن المباغت- أو عن طريق الكلام بسبك جملة ليست على البال ولا على الخاطر، متلاعباً بالكلمات بحيث تصبح حمّالة معانٍ والمضمر في" قلب الشاعر"..
بناء عليه لا أستطيع تصور كيف لغبي أن يتزعرن؟..
الزعرنة في حد ذاتها عودة مرحة لطفولة متخففة من براءتها، هي بين الشيطنة والمكر، والقليل من كل شيء: الشقاوة، الشغب، الطيش، والتمرد، أما البراءة فتزول عادة بفعل الزمن
ولا نستطيع استعادتها، إذن يمكن بسهولة استرجاع طفولتنا الناقصة بحسب درجة ولعك بطفولتك و بالزعرنة.. أنا مولعة بطفولتي،أعترف، وأعترف أيضاً أن الزعرنة تحتاج أرضاً خصبة تزرع فيها لترتد إليك مواسم وقمحاً و(حاصودي)...
هي من حيث المبدأ تشبه لعبة التنس، تحتاج لمضربين، وهمّة فعلية للصد والرد، وعلى هذا الأساس، فالضربات غير المتوقعة هي الأمثل والأكثر قدرة على منح الآخر/ المقصود، فرصة إثبات الجدارة في ضربة مضادة.. إذ من المستحيل لعب التنس بشكل إفرادي من باب :
" كيف نثبت لياقتنا إذا سقطت الكرة ولم نجد من يلتقطها"
نحتاج صفة الزعرنة كي نتخفف من الملل، وليس من هو بحاجتها أكثر من حبيب واع
- والأمر هنا موثق وليس اعتباطياً -
لأن الحب في غالب أحواله يقتلنا بنكده وزفراته ونهنهاته وأحلامه المكبوتة
أما وقد وصلنا إلى مربط الفرس ف.....
هل أنت أزعر بما يرضي الحبيب؟
والخلاصة: يمكننا الجعجعة حتى في أتفه المواضيع كما في أهمها.. إنها الكتابة على الهامش.
مقال نشر في منبر جدار

15 أبريل 2007

07 أبريل 2007

القول خطفاً: من خشية البكاء بكيت




ضريرة أحزاننا؛


كأناشيد مدرسية بلهفة مفتعلة

لستُ هنا



مرة أخرى يتهشم الصدى


أطحن صوتي أمزجه بالكستناء


أناديك


يرتجف الخواء أبيض .. ويتلاااااشى

05 أبريل 2007

فانتازيا الحب.. لامفر

- " اتركيني لشأني " . صرخ زاعقاً وأشاح بوجهه عني . أول دهشتي به يوم كنت أتفلت بنزق من طفولتي .. أهرب من بين ذراعي مربيتي .. ألبس ملابس أمي الفضفاضة ، وأحذيتها التي تطل بي على عالم منتظر .. أسكب ألوان زينتها بسخاء فوق وجهي .. أعتلي منصةالحلم ، ثم أختبئ بذنبي هنا أوهناك ، فلا يجدني العفريت الأزرق .لم تتملكني أدواري التمثيلية حد التشبث ، فما أن تنطفئ طاقتي على اللعب ، حتى أضع إبهامي في فمي ، وأغفومستكينة إلى حضن أمي الدافئ .
لكن الخطى أقدار.كنت ألعب لعبة النصر القديمة ، وأبحث عن فارس ..
حين دخلت عليه، لم يزعجه أزيز مفاصل الباب الصدئةولا ارتطام القبضة النحاسية المتعمد بالحائط الإسمنتي خلفي . بل إن دخولي العاصف ، لم ينتشله منانشغاله . كان وحيداً كما ينبغي لرجل فقد الثقة بعالم مشوش ، مشغولاً بإطفاء الشمعة ولعن العتمة . يخطط دون ضجةل " ترك الشقى لمن بقى " والهروب بجلده .يقف أمام أبواب السفارات كل صباح ، حتى تؤلمه ثآليل قدميه .فرغ رأسي سوى من هاجسي به . يااااااااااه حلم عصي لا بد من تحقيقه . لم آبه كثيراً للعقوبة التي نلتها جراء غيابي الطويل .. ولم أبك أيضاً .. فقط خلعت ثياب طفولتي .. احتفيت على طريقتي بدقة قلب طارئة .. وأغمضت عليه .لم أعد أبداً كما كنت .
***
- " الحب قضية خاسرة .. دعيني لشأني " . صرخ بي .مهزوم من لا يحاول .. بدأت من حيث لا أمل . أخطط لوجودي
الحاسم في حياته . كأنها مهمتي الأخيرة والمستحيلة . حشرت نفسيفاصلة اعتراضية بين جملتين . ففي النهاية - ورغم إصبع الحذر - لن أملك من أمره أكثر من السنتيمتراتالقليلة الشاغرة داخل قضبان صدره ، هو المشغول بهَّم الرحيل غرباً .
تعاقبت علي أوقات أطول من صبري . قلبت الأمور على وجوهها لأكتشف فجوة العبور إليه .تسللت إلى تفاصيل حياته اليومية .
صباح هذا الرجل ، يبدأ بأن ينزل قدميه ببطء عن فراشه ، مغمض العينين ، مستسلماً للمشهد الأخير منحلمه .. راودته على واقع في قبضة اليد ، فانتفض بداء - لا فائدة - .شهريار عنيد ، لا يستسلم بسهولة لحكايات ألف ليلة .. لكن!
طريق الألف ميل يبدأ بخطوة . وهل من بديل عن التقدم اندفاعاً ؟ كانت خيالاته تنعكس في مرايا الروح ، مثل رغبة لا تقهر .
مابين عالمينا برزخ من حكايات فاشلة وحارس ، أشهر في وجهي سيف يأسه وزمجر مقطباً : - " إنه لا يستحق .. ستندمين ". ارتجفت ليقينه . سألته إن كان يضمن الغيب !..قلب كفيه قائلاً :- " ومن يفعل ..! "أذن من طين وأخرى من عجين ، لا أسمع .. من أجرأ من قلب متقد ؟في أول فرصة للانعتاق ، تجاوزت الحواجز الفاصلة ، والسيف الباتر ، وكلمة " لا " التي أصبحت" نعمبالتأكيد "قفزت إليه بخفة عاشقة متلهفة ، فكل ما أملكه وقت ضيق ليس أكثر من إشراقة شبابي الطري ، وتلك الأعذار التي يرطن بها موظفو السفارات ليرفضوا طلبه .
***
- " أيتها الشقية ألا تتراجعين ؟ ". صاح بتعب .لا يمكنني التخلي عنه .اتخذت هيئة العاشقات : انتفاضة بدن .. تورد طفيف .. بريق لا يخفى على أحد .. إيماءة تدعوه ، ثم تستحي . ضحك مني حتى دمعت عيناه ." صغيرة على الحب " ذكرته بسعاد حسني التي انتهت قافزة من برج عال .بدأ يلاحظني ، سعاد .. هند .. سلوى .. رجاء ، لا يهم ، أنا له كل الأسماء . خطتي لا تنتهي عند هذا الحد ، بل تبدأ من هنا .اختصاراً لوقت مهدور يلسعني ، وبحسب ما تقضيه لعبة الأشباح والأرواح ، احتفظت بالموقع المناسب مابين الحنين والذكرى ، فلا أهمد في بقعة واحدة ، أتحرك هنا وهناك ، وتزوغ عيناه ورائي . التصق بي كما أريد ، وبادلني قبلة ساخنة .بقدر ما أذكر أفلتني من بين ذراعيه . التقط سماعة الهاتف الرمادية ، ضغط فوق الأرقام المطلوبة ، طالباً فنجان قهوة وأحد أصدقائه ، لاذ بهما من كارثة شعورية يتحسب لها ، وأعاد من البداية حساباته .أسعدني ارتباكه .. وحدة مزاجه .. وأرجله التي تدور لتعود إلى نفس النقطة ، حيث أنا ..
***
- " من أنتِ .. من أين لك القدرة على كل هذا الحب ؟ " سألني .أدركت أن السهم أصاب هدفه ، وأن جليد مشاعره يذوب .. ويذوب .صار له مزاج البارود ، يشتعل لأدنى سبب ، وحين صرخ مستغيثا مني .. ناداني .في اللحظة الحاسمة ، استجمعت كل ما قد يشكله الشوق ، وظهرت ، ليعلن بخاتم برق في إصبعي ، أنه فكر بيطويلاً ، وأني حبيبته التي فقدها أكثر من مرة وعثر عليها أخيراً .. مزق كل الأوراق الجاهزة للسفر .. وقرر البقاء .
***
- " أفديك يا غالية " . همس في أذني .لا نصر دون فرسان .سماء عريضة وأحلام تترى . أفك حزام العشق الطارئ ، و أتنفس الصعداء .هاأنا أشبه كل النساء اللاتي عرفهن قبلي ، وكل النساء اللاتي لن يعرفهن بعدي ، أتقلب بصعوبة في فراشه ببطن منتفخ ، أمص حبوب النعنع لنبقى معاً على أنفاس الحب النشطة .