لاشيء يتبادر إلى الذهنِ إذا ما توقف المصعدُ بي، أو إذا ما استعصت الرغبات، أو إذا ما نمتُ، ولم أحلمْ بشيء.. غير أني امرأةٌ رماديةٌ، تعصِبُ قلبَها بالضمادات، وتقلّبُ احتمالاتِ الحزنِ على وجوهه.. فلا تتعثر إلا برحيل السفن. مازالت الأرواحُ الأبعد تسكنُ طرفَ الحكاية.. ومازالت الأيامُ مهددةً بلا غد.. وكنتُ قد أقسمتُ عليكَ أن تتذكرَ حدائقي المعطوبة.. وما بذلتُ من قلقٍ كي أرسمَ في السماء شمساً لا تغيب.. كم مرةً عانيتُ من اكتئابِ الغروبِ، من لطخ اللونِ، من طعم الشحوبِ..؟ كم مرةً خذلتني المرافئُ، ولمْ تكتملْ فوق جسدي دائرة ..؟ بلا مشهد تسهرُ المدنُ، وخُطانا خَطايانا الثقيلة، غرقنا وخاننا الاتجاه، وما رحمتنا من شتاتِها الجهات.. كنتَ هناك .. وكنتُ هناك، حيث الكلامُ خجولاً نام في النسيان، وحيث اللغةُ باليةً سكنتْ دمي .. نغلق هواتفنا، نصم آذاننا، فلا نسمع ولا نحكي .. نملأ شرفاتِ المساءِ بالغائبين.. والندمُ سيرتُنا الأولى.. حكينا أو صمتنا سواء. مالحة جروحنا.. مقاعدنا.. ظلالنا... عتبنا أيضا يسيلُ.. البردُ شاسعٌ، لكن.. هناك متسعٌ كافٍ من الوقتِ لأذكركَ بفداحتي، وعناوينِ الريحِ، والشاماتِ الأزلية فوق جلدي، وصررِ الصبرِ، ومواعيد مهشمةٍ، وأنخابِ العمرِ في أعقاب الكؤوس، وجدران لم تحفظْنا، والعناق منسياً في المرايا.. وحيدةٌ اليومَ، وحيدةٌ غداً، وظلي ينسَّل مني كأبخرةِ آخرِ الحبِ، يتبعُكَ يمضي.. قد أغادرُ.. وقد تغادرُ، ولن يتذكرَ العابرُ منازلَ السقوفِ العاليةِ، وحنيناً يطقطقُ في المدفئةِ. خذلتْنا السلالمُ، والأبوابُ المقفلةُ في وجهِ الصباحاتِ، وشرفاتِ الوقتِ المؤجلِ. وأنا ماعدتُ أعرفُ ماذا سأفعلُ بالنوافذِ التي خبأتُها في جيبي..؟ ياعتب المحبةِ.. لأوقاتٍ لاتتذكر الفرحَ الطارئَ، والوخزَ اللذيذَ، وضحكتي الخضراءَ مثلَ حقول.. يلزمُني أن يصغرَ الكونُ بعضَ الشيء، أن يدنو الضوء من المساء بعضَ الشيء ، أن ألكزَ ساعدَك كي يضمني.. يلزمني أن أثرثرك حتى آخر الشوق، أن أحبك منذ ملايين السنين، أن أتحججَ بأن اسمك لاينسى، كي نبدأ الدائرةَ من جديد؛ حيلة ذهابٍ يعود، وخطى تعرفُ تماماً كيف يكون انتظار مطر الفصول.
"شبــــــــــــــــابيــــــــك الغـــــــــــربـــــــة" إنها مدونة تشبه وطناً، وليست هو !
07 سبتمبر 2009
نوافذ مخبأة في جيبي
لاشيء يتبادر إلى الذهنِ إذا ما توقف المصعدُ بي، أو إذا ما استعصت الرغبات، أو إذا ما نمتُ، ولم أحلمْ بشيء.. غير أني امرأةٌ رماديةٌ، تعصِبُ قلبَها بالضمادات، وتقلّبُ احتمالاتِ الحزنِ على وجوهه.. فلا تتعثر إلا برحيل السفن. مازالت الأرواحُ الأبعد تسكنُ طرفَ الحكاية.. ومازالت الأيامُ مهددةً بلا غد.. وكنتُ قد أقسمتُ عليكَ أن تتذكرَ حدائقي المعطوبة.. وما بذلتُ من قلقٍ كي أرسمَ في السماء شمساً لا تغيب.. كم مرةً عانيتُ من اكتئابِ الغروبِ، من لطخ اللونِ، من طعم الشحوبِ..؟ كم مرةً خذلتني المرافئُ، ولمْ تكتملْ فوق جسدي دائرة ..؟ بلا مشهد تسهرُ المدنُ، وخُطانا خَطايانا الثقيلة، غرقنا وخاننا الاتجاه، وما رحمتنا من شتاتِها الجهات.. كنتَ هناك .. وكنتُ هناك، حيث الكلامُ خجولاً نام في النسيان، وحيث اللغةُ باليةً سكنتْ دمي .. نغلق هواتفنا، نصم آذاننا، فلا نسمع ولا نحكي .. نملأ شرفاتِ المساءِ بالغائبين.. والندمُ سيرتُنا الأولى.. حكينا أو صمتنا سواء. مالحة جروحنا.. مقاعدنا.. ظلالنا... عتبنا أيضا يسيلُ.. البردُ شاسعٌ، لكن.. هناك متسعٌ كافٍ من الوقتِ لأذكركَ بفداحتي، وعناوينِ الريحِ، والشاماتِ الأزلية فوق جلدي، وصررِ الصبرِ، ومواعيد مهشمةٍ، وأنخابِ العمرِ في أعقاب الكؤوس، وجدران لم تحفظْنا، والعناق منسياً في المرايا.. وحيدةٌ اليومَ، وحيدةٌ غداً، وظلي ينسَّل مني كأبخرةِ آخرِ الحبِ، يتبعُكَ يمضي.. قد أغادرُ.. وقد تغادرُ، ولن يتذكرَ العابرُ منازلَ السقوفِ العاليةِ، وحنيناً يطقطقُ في المدفئةِ. خذلتْنا السلالمُ، والأبوابُ المقفلةُ في وجهِ الصباحاتِ، وشرفاتِ الوقتِ المؤجلِ. وأنا ماعدتُ أعرفُ ماذا سأفعلُ بالنوافذِ التي خبأتُها في جيبي..؟ ياعتب المحبةِ.. لأوقاتٍ لاتتذكر الفرحَ الطارئَ، والوخزَ اللذيذَ، وضحكتي الخضراءَ مثلَ حقول.. يلزمُني أن يصغرَ الكونُ بعضَ الشيء، أن يدنو الضوء من المساء بعضَ الشيء ، أن ألكزَ ساعدَك كي يضمني.. يلزمني أن أثرثرك حتى آخر الشوق، أن أحبك منذ ملايين السنين، أن أتحججَ بأن اسمك لاينسى، كي نبدأ الدائرةَ من جديد؛ حيلة ذهابٍ يعود، وخطى تعرفُ تماماً كيف يكون انتظار مطر الفصول.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق