أثناء أحد تجليات 'الصفنة' -وهو تعبير يطلق على حالة الشرود التي تفاجئك وأنت في خضم حدث اجتماعي حاشد- اكتشفت أن غالب السيدات الحاضرات يبدون أصغر من أزواجهن بكثير، وبعد التمحيص والتساؤلات الفضولية، اكتشفت أن الفارق شكلي فقط، ولاتؤكده البطاقات الشخصية.. ففي الوقت الذي تبدو فيه المرأة المتزوجة منذ أكثر من عشرين سنة أختا كبيرة لابنتها، يظهر الرجل وكأنه أب للاثنتين، خاصة أن الحزام يقسم كرشه المنتفخ إلى قسمين، فيما تلمع صلعته أكثر من شمس ساطعة، أما تنفسه المتقطع بعد التهام وجبات العشاء الرسمية، فهو دليل قاطع على أنه في سن الشيخوخة.أما الزوجة ( زوجته)، فيبدو أنها تتدارك نفسها أولا بأول، فهي تواظب على رياضة الايروبيك، وتسبح مرة أو مرتين في الأسبوع، ولها اشتراك أسبوعي لتسريح شعرها وصبغه ونكشه وتلوين بعض خصلاته، كما أنها تقف على الميزان كل عشر دقائق لتتأكد أن كارثة الوزن الزائد لن تغافلها لا سمح الله..ولست على ثقة تامة، بأن الوعي قد داهم المرأة وحدها من دون زوجها، لتكتشف أساليب الحياة الصحية، والعمر المديد، والشباب الدائم.. بل أغلب الظن أن المجتمع الذي طالبها منذ جدتها حواء بأن تكون جميلة وتصمت، والذي فاجأها بأن عمرها رذيلة غير مبررة، وبأن صلاحيتها يمكن أن تنتهي في لحظة ما حين يستبدلها الرجل بأخرى أكثر شبابا وحيوية.. كل ذلك جعلها فطنة لتعرف بأن الجمال - طبيعيا كان أو صناعيا - هو بطاقتها الرابحة، وهي لم تصدق ما يتشدق به هواة التنظيرات عن أن الجمال هو جمال الروح، وأن الأخلاق تاج كاف واف، مادام الواقع يدحض كل ذلك.. فالخطاب يطرقون باب الجميلات، والوظائف المهمة والراقية تنالها الجميلات، والانطباع الأول لكل العلاقات الاجتماعية يعززها الجمال، والشعراء لايتغنون إلا بالجميلات. لذلك شئنا أم أبينا، فإن الجمال ورقة تميز لا يمكن تجاهلها.
جهة الزرقة:
جهة الزرقة:
نشرت في القبس23/8/2007
هناك 3 تعليقات:
الى الانسانه ذات الوجه الذي لا يبخل ولا ينئى
اليك انت يا ذات القلب الذي لا يشيخ
صوتك وموسيقاك تصلنا ونحن في اخر الدينا
انت يامفخرة امتي
الله يرعاك
الولد النزق
اشكرك.. عل صوتي يصل دائماً إلى آخر الدنيا حيث أنت
سوزان خواتمي
تاكدي بان صوتك فعلا وصل الى اخر الدنيا
تذكري دائما بانك عندما تكتبين فان هناك من يقرء
على اقل تقدير شخص واحد
اشكرك على ردك على هامشي الاول
الولد النزق
إرسال تعليق