20 سبتمبر 2010

أنثى الخسارات ( آخين ولات)

خطأً؛ وقعت الجنة في مصيدتي:

أصواتٌ متداخلة و"شوبرت" يعزف لي "الليدر"...

كان قد أفرط في الشراب، وبدل أن يأويني إليه، دخل البنفسج ولم يعد.

سوّاحٌ كثر، تسكّعوا هنا؛

قريباً من الحدود الفاصلة بيني وبيني

يحملون الحب تذكاراً ثميناً، من كلّ صوبٍ وصوابٍ، وثواب.

مَيْتةٌ أنا، أم قرينة نفسي الضاجّة؟

خطوة، إثنتان، ثلاثة...

تقدّم أكثر، فأنا أحيا موتي بحبّ أكمل وأوسع.

أنا البقاء العنيد؛ أنشدني وأنشدك كذبةً أقرب إلى الصدق.

معجزةٌ ليست مستبعدة أن تكون ليَ في الأشهر الكئيبة،

وأكون لك.

أحصي أصدقائي في قاع النسيان،

أهبط كثيراً لأعلو أكثر...

هكذا هو العبثُ في قاع الفنجان

والبعثُ في فأل الجارة:

1

وقتٌ خارجٌ عن طوعي.

2

لا تستعجلي إطفاء النار قبل الاشتعال.

لا تحصي أخطاء الزجاج.

سأهديك إلى الصراط المستقيم

وأنا الله

فما تطلبين؟

"والضحى والليل إذا سجا"

3

بركاني المخدّر باسترخاء الزمن؛

والزمن أخافه

إذ يتمرّد...

4

يصلكِ موجي راقياً،

أنيقاً

لا تشوبه شائبة .

5

كيف لي ائتماني عليكَ،

وأنا أنثى الخسارات؟؟

6

لو يحكي الزّبدُ فوق كتفيّ،

والحطب؟

لا تتوقفي عن الحركة،

وإلا التهمتكِ قناديل البحر الدّبقة.

7

سأرتديكَ غربة الجحيم

في استناده عليك،

واستنادك عليّ.

أطمئنك بالسمّ...

وكعقربٍ يضيء عتمتي

يربكك عطري،

ورائحة الخبز،

وظلك الذي هو الرغيف.

8

تتوارين من الشهد

يسيل من شفتيّ

إلى شفتيك.

9

هزيها إليك ـ الشجرة ـ

تساقط عليكِ

يداً لم تلمسيها،

ولم تلمسك بعد..

10

فلتكن عيناكِ في عينيّ

والحلم يحيلنا إلى خراب؛ٍ

حتى مطلع الفجر.

حتى مطلع الفجر.

***

أنصاف رجالٍ ونساءٍ يصعدون الميترو في كل ثانية، كل دقيقة، كل ساعة، كل يوم، كل شهر

وكل سنة.

أمّا أنا، فأشهد باكتمالي حين أهزّ الشجرةَ

وتلمسني يداك.

كما لو أنه عين الضرورةِ، أن أصعد إلى السطح...

هكذا أنا:

أتأرجح دوماً ولا أنهار.

***

أودّ لو أعيد الاعتبار لطفلٍ عاقبته المعلمة، بضربٍ مبرحٍ بالعصي على باطن قدميه.

هكذا لن يتجرّأ الطفل على النوم وحده في السرير، بينما الثور يرفض النهوض.

وهكذا لن يتجرّأ على البكاء.

تذكّروا أنني سأتصل بأمي في العيد القادم.

هل هناك حقاً أبوابٌ وضجيجٌ، وعربات قطارٍ توقف للتوّ، وأناسٌ ينزلون ولا يصعدون؟

تلك الكنائس العتيقة وجثثٌ بكامل أناقتها، متروكةٌ للوحدة.

سجّادةٌ ذاتُ نقوشٍ فاخرة، ومساجدٌ تعلو منها المنابر.

***

كنت على وشك الهوامش:

هامش الولادة. هامش الطفولة. هامش الشباب. هامش الحلم، هامش الحب وهامش الموت.

والآن؟ أنا في هامشك الآن: امرأةٌ عتيقة، ولي في الأرض أكثر من جذر وفرع، وعرق.

أين تمضي ساعتك؟

أنا العقرب فيها، وأنا الزمن.

نفحةٌ مني كفيلة بإيصالك صخبي، ضجري، حبي، وكل الهوامش.

أنا في هامش البحر الرمادي، جلّ موجه كآبة؛

فلتكن أسوداً يا بحر أو أبيضا.

***

أغطّي عيني بكلتا يدي، لأسمع أكثر وأوضح.

تقويمي المليء بالزمن: زمنٌ ميتٌ. زمنٌ خائرٌ. زمنٌ فتيّ، وزمنٌ نطفة.

كنت عزمت الهروب إلى الشعر في نيسان، وإلى الحب في أيلولَ،

ليستمر بنا البقاء...

كان العسكري الفتي يخيط بزّته؛

يلمس قبلة أمه فوق الجبين، وقبلة الحبيبة فوق الشفتين؛

يا له من موتٍ

موتُ القبلة حين تخطئ الشفتين.

***

ألعب الشطرنج.

أحرّك الأحصنة وأكمم بعضها

حتى ألمّ بالصهيل.

كنت أعرف أني سأتقنها أكثر في الأربعين.

ـ ماما لقد حوّلت الساحرة الشريرة أذني الأرنب الصغير إلى جزرتين. يقول ميتان.

ـ وفمه؟

ـ أيضاً جزرة...

أسمع الرنين، والشمس تغمرني.

يغمرني المطر والشجر والطير والطلّ والأرجوان.

أين القمر؟

لا بد أنه يلاطف بنت الجيران كعادته.

***

قطار الضواحي...

الميترو الكهربائي ودراجات " الطرق الهوائية"

أضمّك ملحاً إلى جرحي وأمضي...

هذا كل ما تيسّر لي منك.

ليست هناك تعليقات: