في حوار خاص مع صحيفة الوطن الليبية :
سوزان خواتمي: الحركة النقدية العربية كسولة ومزاجية وتقليدية
حوار: بسام الطعان
لا شيء في الحياة محض صدفة، وسوزان تنساب مثل الحكاية، كان يمكن لمدينتها العتيقة (حلب) أن تحتويها في حضنها، لكنها
غادرتها، وبما يشبه الحل لمشكلة الغياب في حياتها، حملت حلب/ها/معها، وفي الكويت حطت الرحال، وفي بيت بحجم الأمنية كونت عائلتها ولكن ما زال في الزمن متسعا، والحكاية تهدل.
رسمت أشكالا وخربشت صفحات، ولم تدرك أن لصفحاتها تلك أهمية حتى فازت عام 1993 بجائزة سعاد الصباح عن "رسالة إلى شهيد" لتعلنها ولادة أخرى مستحبة، هل من مجال بعد للمزيد؟ نعم. "ذاكرة من ورق" مجموعتها الأولى، قصص بحجم الكف فيها من الدهشة ما يكفي، بعدها تتالت المفاجآت، كتب ثان" كل شيء عن الحب" عنوانه المثير فتنة للعشاق، وفي عام 2002 حصلت على جائزة البتاني للقصة القصيرة في مدينة الرقة السورية، شهادة أخرى أكسبتها الثقة وكانت عن " احدنا كان يرتعش" وها هي سوزان تشكل الأحلام أشرعة من ورق ، تكتبها قصة، نصا، مقالا، وتعد نفسها بهمس أنها ستكتب الرواية، وقبل أن تجز روايتها الأولى، أنجزت مجموعة أخرى" فسيفساء امرأة" ثم اتبعتها بمجموعة أخرى " قبلة خرساء" وما زال في صدر سوزان كمشة أمنيات.
ـ ما سبب توجهك للتنويع في الكتابة الأدبية، وأين تجدين نفسك أكثر، وهل أنت مغامرة، خارجة عن أي نمط؟
* لنقل إن التنويع هو حل مثالي لآفة الملل ، الملل الذي يجعلنا نبحث عن الجديد أو التجديد، هذا إضافة إلى حاجتي ككاتبة إلى أنماط تعبير مختلفة، فلكل مقام مقال، وما أتطرق إليه في المقال، يختلف عن مضامين القصة، أما الشعر فاسمح لي بالتحفظ على التسمية، أنا اكتب نصوصا نثرية ، ولم أصل بعد للقناعة بأنها ترتقي إلى الشعر كتوصيف.
رسمت أشكالا وخربشت صفحات، ولم تدرك أن لصفحاتها تلك أهمية حتى فازت عام 1993 بجائزة سعاد الصباح عن "رسالة إلى شهيد" لتعلنها ولادة أخرى مستحبة، هل من مجال بعد للمزيد؟ نعم. "ذاكرة من ورق" مجموعتها الأولى، قصص بحجم الكف فيها من الدهشة ما يكفي، بعدها تتالت المفاجآت، كتب ثان" كل شيء عن الحب" عنوانه المثير فتنة للعشاق، وفي عام 2002 حصلت على جائزة البتاني للقصة القصيرة في مدينة الرقة السورية، شهادة أخرى أكسبتها الثقة وكانت عن " احدنا كان يرتعش" وها هي سوزان تشكل الأحلام أشرعة من ورق ، تكتبها قصة، نصا، مقالا، وتعد نفسها بهمس أنها ستكتب الرواية، وقبل أن تجز روايتها الأولى، أنجزت مجموعة أخرى" فسيفساء امرأة" ثم اتبعتها بمجموعة أخرى " قبلة خرساء" وما زال في صدر سوزان كمشة أمنيات.
ـ ما سبب توجهك للتنويع في الكتابة الأدبية، وأين تجدين نفسك أكثر، وهل أنت مغامرة، خارجة عن أي نمط؟
* لنقل إن التنويع هو حل مثالي لآفة الملل ، الملل الذي يجعلنا نبحث عن الجديد أو التجديد، هذا إضافة إلى حاجتي ككاتبة إلى أنماط تعبير مختلفة، فلكل مقام مقال، وما أتطرق إليه في المقال، يختلف عن مضامين القصة، أما الشعر فاسمح لي بالتحفظ على التسمية، أنا اكتب نصوصا نثرية ، ولم أصل بعد للقناعة بأنها ترتقي إلى الشعر كتوصيف.
ـ كناقدة، كيف تقرئين النص الأدبي؟ هل لك أن تحدثينا عن إستراتيجيتك في القراءة النقدية؟
* لست ناقدة، بالمعنى التخصصي والحرفي للكلمة، أعتبر نفسي قارئة ممتازة ومتذوقة جيدة ، ومن خلال مطالعاتي ، وتجربتي في الكتابة، أستطيع أن أقدم قراءة سريعة وانطباعية، وهي أقل بكثير مما تحيط به الدراسة النقدية، والتي تعتمد على علم لا أملكه..
ـ الحركة النقدية العربية كيف تقيمينها في الوقت الراهن؟ وهل يقدم النقد العربي الفائدة للكاتب أو الشاعر؟
* "كسولة"، الحركة النقدية العربية كسولة ومزاجية وتقليدية، وهي محكومة بسلسلة علاقات، تعتمد في المقام الأول على معرفة الناقد بالكاتب، ما يجعلها بعيدة عن أن تكون منتجة وراصدة لحركة الأدب بشكل عام، الاستثناءات موجودة بالطبع، لكنها نادرة بحيث لا يشكل نتاجها حراكاً حقيقياً في المجال النقدي. ورغم ذلك، فلا أحد ينكر أهمية النقد وفائدته في كشف وإضاءة المنتج الأدبي .
ـ هل استفادت الأديبة سوزان من النقد، وهل استفادت الناقدة سوزان من الأدب ؟
* بالطبع، بل إن أي ملاحظة أسمعها ترسخ في ذهني، سواء اقتنعت بها ، أم لا، واعتبر ذلك " تعدد في وجهات النظر"، إنها فرصة للنظر بمنظار آخر، لا يمكن لأي نص أن يكون كاملاً ، احتفظ لنفسي بفضيلة القلق والتساؤل والتعلم، وأبتعد ما استطعت عن اليقين المطلق.. أما عن استفادتي من الأدب، فالقراءة هي التي عززت طاقتي على الكتابة، والمزيد منها طور إمكانياتي، ونقلني من خانة التجربة ، إلى مناخ الأدب والكتابة والنشر.
ـ هل احترفت الكتابة أم ما زلت تعتبرين نفسك هاوية؟
* لن أتخلى عن صفة الهواية، ربما لأني كسولة بطبعي، ولا أريد أن أكتب وأنا محاصرة بوقت للانجاز، أو بالكتابة عن موضوع محدد، أحب أن أبقى خارج الحواجز التي تفرضها المهنة، جميل أن تعتمر نصوصي وقصصي حريتها وتنطلق حيث تشاء ، فتبقى مزاجية، غير محكومة، وغير مكرسة، وعصية على التصنيف، هذا من جهتي، ومن جهة أخرى، ولنكن واقعيين، أرباح – وتضحكني الكلمة- الكاتب المادية مما ينشره لا يشجع على الاحتراف!!
مَنْ اختار مَنْ، الحياة اختارتك لتكوني أديبة ، أم أنت اخترت الأدب ولماذا؟
* ما من نية مبيتة لدخولي عالم الأدب، إن ولعي القديم والطفولي بالقراءة، هو المسؤول عن ملّكة الكتابة، التي ساقتني إلى حيث أنا، دون ترتيبات مسبقة، إلا المصادفة البحتة، والتي أؤمن بأنها جزء من أقدارنا.. وفي الوقت نفسه لا أريد أن أفوت فرصة الإشارة إلى فضل أستاذي محمد خالد قطمة ورعايته لخطواتي الأولى، بل كثيرا ما أتساءل، لو لم يكن هو، فأي شكل سيكون لسوزان خواتمي.؟
ـ ما هي هموم الأدب العربي بشكل عام؟ وهل يعيش راهنا حالة من الفوضى؟
* المناخ الثقافي لا ينفصل عن مجتمعاته، وبالتالي هو جزء من كل، هناك صعوبات يعاني منها المثقفون عامة تتعلق بشكل أساس بمسألة الحرية الفكرية، والتي مازالت تتناقص يوما بعد يوم، ليس على مستوى الرقابة الحكومية فحسب، بل أيضا على مستوى التقبل الاجتماعي لها. أما فيما يتعلق بمفهوم الأصالة، فأنا بشكل عام ضد هذا السياق، الإبداع يحتاج إلى التجريب ، والتجريب الذي يخشى الخروج على الأطر والقواعد، ينتج نصا رعديداً، لم يبق على الأرض ولم يطل السماء.. من الطبيعي والايجابي والمطلوب أن تنهل من بحر الأصالة الأدبية وأن تتجاوزها.
ـ واقع القصة القصيرة العربية في الوقت الحاضر كيف تنظرين إليه، هل من تطورات طرأت على القصة القصيرة العربية من حيث طريقة التناول وأسلوب المعالجة؟
* الساحة الأدبية سواء بالنسبة للقصة أو الشعر أو الرواية تحفل بإنتاج واسع، وعدد الكتب التي تخرج ساخنة من المطبعة يوميا، يفوق قدرتي على متابعتها. ويتطرق فن القص في نماذجه التجريبية إلى كل الخبرات الإنسانية، فيتجاوز التتابع المنطقي للسرد، ويترك المجال للقارئ كي يصل إلى تصوراته الخاصة، هذا إضافة إلى وجود تجارب تتعامل مع اللغة بوصفها هدف، فتعيد ابتكارها، وتجددها، وجميعها محاولات إبداعية تستحق الإعجاب .
ـ إلى جانب العاطفة والخيال والحرفنة القصصية، ما اللغة التي تفضلين الكتابة بها، لغة السرد البسيطة التي يفهمها القارئ العادي أم اللغة الشعرية المكثفة؟
* تسوقني القصة ومناخها إلى الأسلوب اللغوي، إذ لابد من أن يكون مناسباً، سليماً ، ومتسقاً مع الحدث، كقارئة تبهرني التراكيب اللغوية المحملة بطاقة جمالية، وككاتبة أحاول أن لا أقع في فخ الغموض، حتى حين استخدم اللغة الشعرية.
ـ يواجه الأدب تحديا كبيرا وهذا التحدي يتجسد بأشكال التعبير المرئي عبر التلفاز والحاسوب، ما هو مستقبل هذا الصراع، وما مدى تأثير الفنون المرئية على مستقبل الأدب، وبشكل خاص على القصة والشعر؟
* لاعلاقة فعلية للفنون المرئية على مستقبل الأدب، وقلة الإقبال على الكتاب، فمعدلات القراءة في الغرب لم تتأثر مع تقنيات التكنولوجية ومنتجاتها، والتي أحسب أنها متوفرة عندهم أكثر مما هي عليه عندنا، في مجتمعاتنا نحن نعاني من بؤس ثقافي، يفرز تأثيراته التي تقول، والتي تحتاج إلى دراسة تطرح حلولا قابلة للتطبيق، لإعادة إنتاج إنسان واع، مثقف، مهتم بحصيلته المعرفية والثقافية والتي لا تقتصر على الأدب وحده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق