أول ايام العام الجديد، هذا يعني في العادة، ان نصدق الامل، فنتفاءل بالامنيات، ونتشبث بالاحلام، والرغبات، ونقدم بجسارة على لحظة مكاشفة وتأمل لعام يجيء وآخر مر بعجائبه وازماته غير المتوقعة، فمن اسعار النفط المتفاوتة، الى الازمة المالية العالمية، الى رفع شعارات الاحذية، الى ظاهرة الانسياق الجماعي في اثر مهند التركي الوسيم، الى حادثة مقتل سوزان تميم المأسوف على شبابها، الى رحيل قامات عن عالم الادب الفكر والشعر، وبعض هذا وليس كله كفيل بان يجعلك لا تعرف (وين الله حاطك)، وانا اذ احاول التركيز على جدول الامنيات، وابحث بشق النفس عن التفاؤل،فأوارب الابواب التي لم تقفل، واصم اذني عن نشرات القتلى والجرحى (ببلاش)، وبيانات التضامن والاستنكار، وفتاوى الدين المعاصرة، وأبقي ما استطعت، شمعة روحي متقدة عند حافة الحرية، وابحث في خارطة العالم عن بقعة لم تصنفنا بالارهابيين، وعن واقع لما يعرف بعد درجات اللون الاسود، وكل تلك التدابير الواقية، وخطوات الحيطة، فقط لأحصر الامال التي سأبادركم بها في اول صباحات 2009، اذ ربما تكون اسرائيل قد كفت عن قصف غزة، وانشغلت بسهرة رأس السنة المجيدة، وربما لا يكون اوباما نسخة سمراء مكررة عن سابقه، وربما نتوقف عن الاحتفاظ بالرد، وننتقل الى مرحلة الرد، وربما نختار طريقا افضل لموتنا المجاني، وربما نعترف بأمراضنا العصابية والتعصبية، وربما نكتشف دربا للمحبة خال من الاتهامات، وربما نصبح أنا وإياكم على خير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق