01 فبراير 2011

مرثية لحفار القبور... احمد محجوب



اليه قريبا جدا


وبعدك من ذا يصافحنا في الجنازة


ويشرب ماء القتيل؟

ومن ذا يحدد أحلامنا بالحرام


إذا ما ارتكبت البعاد قليلا


فمن ذا سنكتب في الدفتر المدرسي سواك

وأنت المصاب الجميل؟

ماذا سيفعل أطفالنا كل عيد


وماذا سيكتبه الضابط الآن بعد اختفاء التهم؟


وكيف نربي الضفيرة والخوف والانحناء؟

وأنت البعيد / البعيد؟
*
سنخبر أعدائنا اليوم أن البلاد استحمت


وأنك لم ترفع القيد عن وجهنا المحترق

سنخبرهم في الإذاعة أن الزعيم سيخرج للطور عما قليل


يعلمه الرب كل الكلام المملح


ولن نعبد العجل قط


سنصرخ

" خبز المعونة أشهى "


وأن يداك التقتنا كثيرا


وأنك لن تترك العشب يحتل صدر الوطن

سننفخ وجه الشهيد لمنطاد ظلك

ونجتر سيدنا في المباحث

ونخبرك اليوم أن البلاد استقرت على مقلتيها

فلا غضبة في المساء المقدس


ولا رعشة الخوف تفلق وجه الوثن
*
سنذهب عما قليلٍ إلى خطونا المرتعش

ونركض في عمرنا مرتين ولسنا نخالف ظلك أبدا


سنكتبك اليوم في ساحة الجامعة


" نحبك كي لا يعود المغني يغني


و كى لا تهدهدنا كل يوم ٍ جفون السماء


نحبك قبل الولادة

بعد المنام

نحبك كي لا نمل من الانتظار"

*
سيسألنا الرب يوما

كيف احتملت سخافتنا كل هذا الزمان


ونحن التردد والموت جوعا لكسرة خبز بصدر الوطن


وكيف أقمت الرحيل جهارا ووجهك في الليل يغسلنا بالمسد

كيف تركت البلاد لتنمو ضفيرتها المهملة




وكيف تركت العدو ليبكي عليك


تتركه دون وعدٍ أخير؟


سيسألنا الرب يوما


كيف وقفنا نرتب أحقادنا بأنتظار المجيء

وكيف تناسى الصغار طعام المعونة


وكيف انتظرنا الرحيل بلا نهنهاتٍ جديرة


بلا أغنيات جديرة

بلا علم ٍ يحفر الأرض بحثا عن الماء والطمي في أعين الحافيات؟


*
من ذا سيعرف بعدك أسماء أولادنا

ومن ذا سيخرج من ساعة الوقت يزرع فينا العساكر


لمن يقرع العسكري الجرس؟


لمن ترتدى الأمهات الجديد؟


لمن يسجد العاشق الجامعى؟


ومن نكره الان بعد المصيبة ؟

كيف تكون النكات على من يليك ؟


وكيف نحدق فى ظهرنا كى نفكر فى راحتيك ؟


كيف نبيع الحياة ولست هناك لتخبرنا بالثمن ؟؟؟؟؟


*


نقسم بالمدح والسيف والسوسنات القتيلة

بأنا نحبك

نحبك تفرحنا كل عام بوجه العدو


نحبك تنهرنا فى المساجد


تنهرنا فى البيادر


تتنهرنا فى الضحك

لا تخش شيئا

لم يعد الموت يدهش أطفالنا الان أكثر

وجهك صار التفاتا إلينا بلا معجزات

وهذا الجدار توتر بعد اختفاء الوثن


- تمنى ولو مرة كي يعود الزمان المجيد ويحفره الصبية العابثون بحد الرغيف -

وتصرخ هذي البلاد الثقيلة


"يا ربنا المتكلس الصخري

عد


يا ربنا المعقوف ذو الكتف العريضة لا تلمنا


سنقاتل الأعداء بعدك لا تلمنا

سنزيل أغشية العساكر لا تلمنا

مرة في العمر نكره أن نلام على الضحك


مرة فى الليل نذهب للنساء بلا عسس


مرة يحبو الصغير بلا مغبة


سنذهب للتل نعبدك الآن جهرا


فلا تنتظرنا بعيدا


فأنت البعيد / البعيد "


ليست هناك تعليقات: