في قصر الابداع بالاسكندرية ومن خلال برنامجه الثقافي استضاف منتدى «اطلالة الأدبي الاسكندري» يوم 24 مايو 2008 القاصة السورية سوزان خواتمي في أمسية مفتوحة تضمنت قراءة لقصتين من انتاج الكاتبة اضافة الى حوار حول القصة والابداع عموماً.. وذلك بحضور أعضاء منتدى اطلالة الادبي، حيث قرأت خواتمي قصة «على رؤوس الاصابع»، التي أعقبها نقاش مع الحضور، ثم قرأت قصة «صور منسية» ليستكمل الحضور النقاش مع الكاتبة.. وتميزت الأمسية بانها لم تقتصر على الاستماع الى القصص بل أديرت كحلقة حوار أو ورشة عمل أدبية، حضرها عدد من الكتاب والمسرحيين من الشباب المهتم، وقد شكل النشر الالكتروني نافذة جيدة لهذه «الورشة» اذ ان أغلب الحضور كانوا قارئين بشكل مسبق للعديد من القصص المنشورة للكاتبة على الشبكة الالكترونية، ولديهم فكرة واضحة عن اسلوبها، والمضامين التي تتناولها في كتابتها.. وكذلك تم توزيع نسخ من
القصص التي قُرأت في الأمسية، وهكذا كان الحضور متفاعلاً مع القاصة في الحوار الذي دار حول تجربة الكاتبة القصصية، متناولاً أسلوبها، وأفكارها، ومواضيع نصوصها، فأشار بعضهم الى ان القاصة تكتب بطريقة كلاسيكية، تتقلص فيها مساحة التجريب، ونوّه آخرون بالعناية الخاصة التي توليها القاصة للغة ما يجعلها تقترب في بعض الاحيان من منطقة الشعر، كما تطرق الحضور الى مصطلح الادب النسوي الذي تحفظت عليه الكاتبة باعتباره يحمل حكم قيمة سلبياً، فالابداع، من وجهة نظرها، هو فردي وشخصي، لكن ذلك لا يعني انها ليست امرأة ومعنية بقضايا جنسها وقادرة على التعبير بشكل أفضل عن خصوصية عوالم المرأة.. كما أشار المخرج المسرحي احمد صالح الى ما يمكن تسميته خصوصية التعبير وتأثره بالمكان حتى حين يكون بالعربية الفصحى، وأوضح بانه وجد اسلوبا وتعابير تعكس البنى النفسية والفكرية للكاتبة من حيث كونها «سورية» وهذا يختلف حين يقرأ لكاتبة مصرية على سبيل المثال.. في حين تطرق الشاعر علاء خالد الى مسألة التابوهات معقبا على إحدى المداخلات التي وردت وذكرت ان الكاتبة تطرح قضايا حادة دون ان تغرق في تابوهات «الدين، الجنس، السياسة»، فقد بين ان عدم الخوض في هذه التابوهات ليست ميزة كتابية، وان الكاتب اذا تجنب الخوض في هذه القضايا لن يبقى له ما يكتبه، لان الجميع متفق ان تلك التابوهات تشكل الجزء الاساسي من حيواتنا، ويبدو ان تجنب الحديث عنها اصبح مفضلا لدى تيارات معينة.القاصة الشابة شيماء حامد ذكرت ان الكاتبة في قصتها «على رؤوس الاصابع» استطاعت ان تجعلنا نتفهم العلاقة التي تقيمها زوجة مع شخص آخر غير زوجها، باعتبارها دليل حب وليست فعل خيانة، فبطلة القصة تفعل ذلك مرغمة لكي تبقى قريبة من زوجها المريض في المشفى، وان مهارة القص جعلتنا مربكين أمام التقسيمات المستقرة للفضيلة والخطيئة... وأشارت أيضا الى حرية الكاتب في اختيار اسلوبه في بناء قصته، سواء فيما يختاره من نهاية أو في اسلوب السرد، ويبقى النجاح الابداعي متعلقاً بالصدى الذي يلقاه النص. المسرحي والشاعر المصري خالد رؤوف أشار الى انه لمس في قصص الكاتبة ميلاً الى الشعر الموظف بدقة، حيث كان ذلك واضحاً من خلال طريقتها في تركيب الجملة..وأشار الأديب فؤاد الحلو الى جمل لا لزوم لها، وكذلك الى النهاية غير الموفقة لقصة صور منسية.أدار الامسية القاص مصطفى زكي عضو المنتدى وقد كان لافتاً قدرته على اعادة الحضور الى حلقة النقاش الاساسية كلما تشعب الحوار.. والجدير بالذكر ان منتدى اطلالة هو تجمع أدبي تظهر فاعليته في نشاطاته الاسبوعية وفيما نشره من كتب بلغ حتى الان خمسة اصدارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق