12 مارس 2017

homefront فيلم لا أنصح بمشاهدته



دون أي شعور بالذنب بإمكانك أن تقول عن الفيلم بأنه (مريع)، وبقليل من الذنب ستشعر أنك قضيت نحو ساعتين تقريباً تتابع صراعاً خلاقاً على طريقة هوليوود، لا يموت فيه البطل على الإطلاق، ويتساقط أمامه جميع الأشرار في المواجهات المتتابعة سواء كان يتوقعها فيتصدى لها أو تباغته فيتصدى لها أيضاً.. وهنا أيضاً لا يهم عددهم ، فالضربات العنيفة للبطل الخارق تهزمهم دائماً.
ساعد على كل ما تقدم ذكره، القوام الذي يتمتع به البطل "جيسون ستاتهام" وهو ممثل إنجليزي وغطاس سابق، استغلت الكاميرا وسامته وكماله الجسماني على أكمل وجه، وأعانته الخدع السينمائية التي لا مجال الا الاعتراف بإبهارها . فالحركة على صعوبة تصديقها مرسومة بالمليمتر .
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم وهو من انتاج عام 2013 ومن اخراج غاري فليدرحول شرطي في إدارة المخدرات يستقيل من عمله بعد وفاة زوجته التي لا نعلم كيف ماتت، وكي لا نتهم الحبكة فقد يكون قطع الرقابة لمشاهد من الفيلم هو الذي أحدث هذه الفجوة .!
الشرطي المتقاعد يستقر في بلدة صغيرة نائية مع طفلته التي تبلغ العاشرة من عمرها، وكان قد دربها كي تدافع عن نفسها.  وقد اختار "جيسون ستاتهام" العزلة كي يعيش بهدوء وسلام بعيداً عن العنف، ولكن الحظ خانه، ففي البلدة الصغيرة هناك أشرار أيضاً، أحدهم يعمل في تصنيع المخدرات .
وتتجه التقاطعات والصدف التي بدأت بشجار بين ابنته وطفل آخر في مدرستها، إلى تصعيد خلاف حاول ستاتهام تهدئته بحلم وصبر مطلقين، لكنه يضطر أخيراً إلى الدفاع عن نفسه وعن ابنته، فيصفي كل أفراد العصابة دون الحاجة لمساندة أحد، حتى الشرطة ورئيسها الذين يتم توظيفهم كخلفية ناجحة لمشاهد مثيرة، ولحسن حظه وحظنا كمشاهدين مع نهاية الفيلم يظل  "جيسون ستاتهام" هو الناجي والمنتصر الوحيد.
يتجه الحوار في الفيلم إلى طرح موضوع تجنب العنف، والاتجاه نحو المسالمة، ورفض مبدأ الاقتصاص، وتقديم الاعتذار بسهولة لتجنب المشاكل، لكن على النقيض من ذلك تذهب المشاهد والأحداث التي تسوق البطل وتستخدم كل أنواع الترويع بدءاً من التضارب بالأيدي إلى اشهار السكاكين والمسدسات والإنفجارات والملاحقة وتصادم السيارات، ولم تنفع مشاهد الغابة وهدوئها، ولحظات ركوب الحصان، وضم الابنة إلى صدر أبيها على تخفيف المغالاة في العنف الذي يتصاعد ولا يكف.

إنها التوابل التي لا تستغني عنها السينما الأميركية وأفلام الأكشن والحركة التي تستقطب المشاهدين الذين يميلون إلى مشاهدة البطولات الخارقة ومشاهد التدمير فيما هم يتلذذون بالبوشار.! بالنسبة لي أفضل سينما أكثر احترافية وأقل مباشرة، الأفلام التي تطرح الأسئلة . وما زلت أذكر فيلماً لا يذهب من بالي هو (Life of Pi) الذي وصلت إيراداته لأكثر من 600 مليون دولار، وفاز بأربعة جوائز أوسكار، أنصح بمشاهدته أو إعادة مشاهدته ، ففيه كل خدع الاثارة والمغامرة والتشويق والخيال إضافة إلى حوار مخادع يسيطر على ذهنك ليملأه بالتساؤلات .
سوزان خواتمي
موقع آراء الالكتروني 

ليست هناك تعليقات: