08 مارس 2007

نساء في اللون: روحها في الأسود/ حامد بن عقيل

روحها في الأسود
يا الله ، هل هي جادّة إلى هذا الحدّ !؟
نظارتها تخفي نضارة ، و ابتسامتها مونوليزا جديدة ، و أنا أغرق
رأيتها اليوم ، و قلت : كم هي جميلة !لم أتخيل أن يكون الوعي حادّا و موجعا هكذا
أن يجللها الغموض و البهاء و العطش إلى الحبر كي تنتشلنا من خيبات كثيرة
:عندما أصافح صورتها أتساءل
أينا كان حيّا ثم مات ؟-
أينا كان ميتا ؟-
لماذا علينا أن نكون أنبياء في زمن الكوليرافي زمن الفوضى العارمة ؟
***
أسقط في محيط من الأسئلة ، و أتعلّق بصورتها
أنشب أهدابي في الوردة النائمة على خدّها الأيمن، أقلّب في كفّي حكاية لأجيال قادمة
أنصت للموسيقى . أغادر مكتبي
!أفعل الكثير ، لكنني أفيض سعادة كلّما صافحت عينيها الممتلئتين حبورا و وجعا
عينان هادئتان تخفيان عاصفةعاصفة خافتة تطيف بالشوارع مدن تنمو على طرف ثغرهاو وعي لا حدّ له
***
أردت أن أخاتلها بسؤال ، أيا كان
أردتُ أن أعبر بها كضوء دون أن أؤذيها
قلت :- كيف حالك ؟صمت الكون أياما كثيرة
و بدا لي أن نشرات الأخبار جفّت منابعها ، و أن الأغاني غادرت مصبّاتها ، و أن الأرض توقّفت عن أرضيتها
لم تعد أرضا و لا سماء
لم تعد فضاء
الهواء مات و الرمل و الكائنات و بقيت أتأرجح في الأسود
أنظر للجيوكندا بحِيرةأعيد النّظر إلى نظارتها و أهتف :- أنتِ جميلة بلا حدّ ، و بديعة بلا نهاية ، و هادئة هادئة كاللوز .أخترق خسارتي ، و حين أصير في الجهة الأخرى أعيد النّظر ، و أعود ببساتين من نور
***
..حين يأوي إلى فضائي حرف منها ، أعود إلى بابل كأحسن ما يكون الفَجر
ألبس خوذتي ، و أقف أنشد تحت سماء مكلّلة بالياسمين
المتبقي من ليال مرّت بي هذه الليلة
رائحة الياسمين
نظارتها
عطشي للمسة حانية على مفرق شعرها كي أهمس لها أن كوني سلاما أبديا
ولعي بالحياة على ضفاف نهرها كزارادشت
أبحث عن الحكمة
قصصي الكثيرة التي أسلمتها ليديها دون تحفّظ
:و دعوة وحيدة وحيدة
اللهم بارك روحها في الأسود البهي
من كتاب سيرة افتراضية- مسيح
للشاعر والناقد السعودي : حامد بن عقيل

ليست هناك تعليقات: