10 مارس 2007

الحب لايفرح

.امرأة من عجين، في خميرة الوقت تأتي كي تنتفخ بالجوع،ثم تمضي
..كذلك تُصنع في قدورها النساء
..كأننا كائنات العبور، حيث التنور ساخن، والولع فتنة رغيف ينتفخ، تفوح رائحته الشهية فيثمل الهواء
***
الرائحة تمشي إليك، كوعود سافرة، بالمزيد المزيد من شقهات الحنطة وقمح الفرح، عجينة من سحر ولوز، سنلوكها بالتأكيد
.عجوز الحكمة هزت إصبعها في وجهينا، حذرتنا: خبزكما طري، وسلة عجينكما لن تحفظه من مزاج الزمن
حين أطلقت الوعود للريح ساقيها هاربة، وصار الخبز حطباً يابساً، تمنيت لو أني حطمت أسنان تلك العجوز..هل على العالم أن يجوع من جديد؟
..الانتظار مواطئ التعب.. جاحظة عيون الاحتمالات، وألف حكاية تمد لسانها لقلق سافرٍ
ألم رابض يرجو أشباحاً أن لا تغادر الروح.. أن تعاند زمن الصمت.. أن تغامر بفرص مُثلى للبكاء .. فما عادت الصورة إلا ما زعمتُ "أنها" مزيج من دمع ومخاط
.فمن يبحث عن بقايا قامتي، وقد طأطأتها كي يلتئم الجرح، لكن غيابك ظل سافراً قاسياً كفضيحة لن تندمل
قد قلت لك: تاريخك مجرد أوراق تتقيأ ذاكرتها.. وتأرجحت في فمنا الظنون.. فلا نهاراتي عرفتك، ولا ردك الليل إليّ.. خربشنا وجه العناد وفي كل مرة نترك ندباً، ثم نظن أن لا أثر
مفتتح الحزن ناي يسرب زفير أنفاسي.. تحاصرني الآلهة بشراسة طيبة.. صنيعة الأقدار أنتِ.. لينة.. طيبة.. لكن أسنان الحب درداء.. أطبق الشفاه على شهية مكبوتة تحديداً داخل القِدر.. داخل القبر
في وقت مأزوم كان فارغاً قبل أن يحتضن شكواي الناصعة.. أتكوم أو أقرفص أو أطوي نفسي منديلاً يناسب مساحة المتاح.. الممكن أصهب وعزيز.. فرضية أمل مجحفة
مؤجلٌ تفتح الياسمين، والمواسم شاردة..ياللربيع كم كان مستعجلاً..! أما المستحيل فمشانق متلهفة، لوقع خطاك العابرة، فيما الحبل يقترب من أنفاس
يسبل النوم جفنيه على صغيرة ما لعبت إلا قليلاً
قال الطبيب وهو يقيس حمى جبيني: تلك جثة تعفنت وقد سابق الموت إليها الحياة
كان يعض حروفه، كمن يكفكف عن عينيه عتب الدمع.. كان يهذي.. يخوض بركاً ويحسبها البحر، أراد بسماعة باردة فوق صدري أن يغوص.. لكن السلحفاة لا تفارق درقتها.. بطيئة وعدّمية .. فما من شمس ساطتها وما من أضراس نبتت لها.. السلاحف تلوك الخس حتماً
أنا / أنت / أو آخرون.. فواصل عبث معلقة فوق حبال الغسيل.. يلهو الهواء في قمصاننا الداخلية، وفي سراويلنا التي لم تكد تغطي عرينا.. يهب الغبار.. حارق.. لاسع
آه تبلع كبريائها، وتمضي في الانحدار.. كذلك قلبي يخفي الحريق.. ينتزع من جسدي كبدي ليقدمه لك
كامد طعمي..؟
ألم احذرك..؟! ألم أقل لك يجن دمي لو خالط دمك؟! .. لماذا تحلف إذن بأنك إذا مضيت لن تأخذ الدنيا معك؟
الآن فقط أدرك مصيري، أضم ساقيّ، أخبأ بين ذراعي رأسي، جنيناً خائفاً أرجع إلى الرحم ، لن أولد، لن أكبر، لن أحبك، لن أعيش
..تداركني
الممرات المعتمة استرسال أحمق، أي الشرفات خبأتها عني
خطانا تعثرت بحماقاتها، والزمن حليف المحظوظين فقط
سأقف عرجاء .. سأتكئ على أسئلة ما عادت مجرد استفهام بل إصبع يفقأ عين الأعمى
سأغضب/ ستغضب
سنموت كما قلت لك، وما كان تهديداً لتحذره
صرختَ مطلقاً دخان لعناتك.. بوق يزم الشفاه مسودة.. فيما أقضم أنا حمرتي الداكنة .. أو دمي على الأرجح.. ومثل كل الجثث التي لا تطاق
رائحتها .. العفن والعرق شرهان.. والمفتتح أصابع اقترفت شهية فرح الحب
***
تمر صورك القديمة في زمن قديم، محملة بما مر بنا من تواطئ مسكون بحذر لم يكن كافياً كي نعيش أكثر، كنا معرضين لتاريخ من كر
:وفر، وكان لابد من لحظة حاسمة تعلنك
" لعنة حزن قديم بعينين لم تنطفئا"

ليست هناك تعليقات: