15 يونيو 2008

ركن بيتي حجر/2

مازلت مشغولة بموضوع البيت الذي ركنه حجر وسقفه حديد، كما تقول أبيات الشاعر ميخائيل نعيمة، والتي حفظتها في طفولتي، وقتها كانت كتب القراءة للمرحلة الابتدائية تزخر بالأناشيد بسيطة، وأغلبها للشاعر سليمان العيسى، فكنا نحفظ اسمه، حفظا ببغائياً، كأنه جزء تابع لكلمات دون أن نعي معنى مانردده، وقد كان، ومازال هذا هو المطلوب من التلميذ الشاطر، واسألوا جميع وزارات التربية في أوطاننا الحبيبة..ماعلينا..! المهم أني رجعت إلى المنجد بحثا عن الفروق بين البيت والمنزل والكوخ والدار، التي في النهاية هي مأوى، فجاء فيه : الكوخ هو بيت بلا كوة، وأن البيت هو المكان الذي تبيت فيه، وان المنزل هو موضع النزول، أما الدار فهو المسكن.. و(يالطيف الأدب العربي شو عويص)..! ان كل تلك الفروق الدقيقة تحدد المعنى على وجه الدقة، وبالمحصلة فالالفة هي أحد أهم شروط البيت، يرتفع مستواها كلما صغرت مساحة السكن وازداد شعورك بالازدحام ، مايجعل القصر- على حد تعبير غاستون باشلار في كتابه جماليات المكان - أقل حميمية والفة من الكوخ أو من البيت العادي، وأنا بهذه المناسبة السعيدة أهنئ الفقراء، وأحسدهم بما يملكونه من الالفة في بيوتهم لتشع بدفء المشاعرعندهم تحديداً و تتبخر عند سواهم، ويذكرني هذا بقصة مضحكة روتها لي امرأة ألزمتها ظروفها ( الوحشة) ان تزوج ابنها في الغرفة الوحيدة التي تملكها وتقيم بها، ما يضطرها كل ليلة أن تلتصق بالحائط ، وتغلق عينيها وتسد أذنيها كي لاتسمع الحفيف والهدير والهمهمة التي يصدرها الزوجان الشابان من تحت لحافهما .. وهذا مااسميه : الألفة الفاتكة
ومازال للموضوع بقية

http://suzankhwatmi.elaphblog.com/posts.aspx?U=144&A=397

ليست هناك تعليقات: