01 يونيو 2008

معقود في ناصية النون : عدنان المقداد

إلى حامد بن عقيل

هكذا ..

أتذكركِ /

لأكون أكثر براعةً في النسيان .

لأكون لوحة عاشقٍ ، و النسيانُ إطاريَ العاجيّ ..

و أنتِ !

هل يضير توحيدي إياك ، أن أشرك ، لو قليلاً ؟

قليلاً ..فحسب ..

لئلا يلومني الرفاق ؟

*

ع د ن ا ن

رغم بدايةٍ ضحلةٍ في ..عين

فإنني ، غالباً ، ما أنتهي عميقاً ..في جوف النون ..

و لولا أنني أسبّح كثيراً ..

كثيراً ..

باسمك

في كل مرة يُلفظ فيها اسمي

لبقيت غارقاً ، في أشراك الحروف ..

و أنت، باعتقادك أنّي نسيت ،

تقيمين الدليل على أنني لست أذكر إلاك

إلاك ..

يا شجر الصبار ، في غلل رملي !


*


هكذا ..

النهار أعرج ، و شمسه إلى استواء ..



النساء في الظل ،

في الظل ، حقاً ..

و الرجال في الهاجرة ،

- يا حامد بن عقيل -

من أجل الاحتفاظ بالمسافة بين الرقّة ، و الحزن ..

كما يليق ،

حسب الوصايا المقدسة ،

للرجل الأول .

*

كالرنين ،

كالرنين في الماء ،

كالرنين في الماء ، أحبس كائن القلق ،

حتى أجد الوقت الملائم للغناء ،


و كأني خريف :

تسقط، فيّ ،أوراق الهدوء ،

على أرصفة صخبي .

و كأني ربيع :

خطاياي تورق على شجر التبتّل .

و كأني صيف :

تلمع في نواياي مناجل السفر .

و كأني شتاء :

أجر رداء الليل على جسد النهار القصير ،

لأغطي الصحو كله ، بالهمس ، و السجود .



بمثل هذا البوح ، عدت من غرقي ،

و تبيّن لها عشقي ، أكثر جلاءً

عندما لم تبق إلا وصاياها ،

فهي تمليها عليّ ،

و كلما نسيت ..

تهديني نقطة أخرى

حتى صارت لغتي حرفاً واحداً ،

و صرت معقوداً في ناصية النون .

عدنان المقداد : شاعر سوري

ليست هناك تعليقات: