القاصة السورية سوزان
خواتمي:
النشر الالكتروني يذكرني بسكين المطبخ
النشر الالكتروني يذكرني بسكين المطبخ
حاورها: نضال قحطان
تعد القاصة السورية سوزان خواتمي من ابرز الاقلام العربية الجديدة مقارنة بجيلها فهي تشق طريقها نحو تحقيق الذات وقدمت تجارب برزت للمتابع من خلال النشر الالكتروني بداية ثم النشر الورقي مع صدور مجموعتها الاخيرة (فسيفساء امراة) حيث نرى خلف هذا الابداع قلما صاعدا لا يسعى للتواجد فقط بقدر سعيه الى اثبات الذات من خلال انتاج يقف عنده القارئ متأملاً ومتواصلاً معه وفيما يلي نص الحوار:
* تحاولين في مجموعتك الأخيرة ''فسيفساء امرأة'' تقديم صورة المرأة في قالب اجتماعي يعتمد على تحسس واقع المرأة بكل سلبياته قبل إيجابياته.. هل هذا التسليط محاولة لوضع الإصبع على الجرح..
**ما دمنا جزءاً من الكل فإن مهمة الكاتب- لو كانت له مهمة حقاً -أن يحرض القارئ على التريث لطرح الأسئلة أو التنبه إلى واقع أحاول التطرق إلى ظروفه النفسية دون أن أفرض قانون الوصاية أو اكتب خلاصة أخلاقية ... أفضل دائما ترك انطباع ما لما بعد القراءة , حين أحقق هذا أشعر بالفرح الغامر..فأنا أبحث عن حلم ما داخل المفردات .
*كيف تجدين المسافة والتجربة بين '' ذاكرة من ورق '' مجموعتك الأولى إلى ''فسيفساء امرأة'' .. هل ثمة فروقات ملموسة..
**أظن أنني منحت نفسي بين كل مجموعة وأخرى فرصة وافية لالتقاط الأنفاس, لست غزيرة الانتاج, أتريث وأستفيد من المسافة الزمنية لخلق أبعاد جديدة , وإضافة رؤى جديدة .. في محاولة خاصة مني لعدم الوقوع في التكرار .. إضافة إلى هاجسي الكبير في تنويع أدواتي الكتابية وتطويرها ما أمكنني , وهذا يحتاج إلى جهد ووقت . أما الفروقات فقد يتحسسها القراء أكثر مما أفعل حين أتحدث عنها..
* يلاحظ المتابع لطرحك القصصي شغفك بالواقعية والابتعاد عن الإغراق اللغوي داخل بنيان النص.. هل تعتقدين أنها النموذج المفضل للقارئ.
**ربما لكن دون أي تعمد تكتبني الفكرة ولا أكتبها حين تستحوذ على بالي من خلال التقاطة ما .. تشغلني إلى حين ثم تتشكل قصة. أما اللغة فأحاول جاهدة التخلص من وطأتها, كي لا أورط أحدا في الاستغراق الممل , رغم شغفي الهائل باللغة وماتمنحه لي من عوالم تخيلية لتركيب جملة مختلفة عن المطروق .
لذلك وكي أفش غلي اللغوي صرت أكتب نصوصاً - هي بين الشعر والنثر- تمنحني سعة لغوية وتنقذ السرد القصصي من الإغراق اللغوي كما أشرت..
*اهتمام اتحاد الكتاب العرب بطباعة مجموعة '' فسيفساء امرأة '' هي خطوة تمثل الاعتراف بعد تجارب مع دور نشر أخرى خاصة.
**'' دار سعاد الصباح '' كان لها الفضل في نشر انتاجي الأول والثاني, وهي دار مهمة لها اسمها , وانتاجها المميز والمقروء. هذا لا يمنع أن تجربة النشر في اتحاد الكتاب العرب شكلت لي خطوة ليس من جهة الاعتراف بل لكون المجموعة نشرت في سورية وهذا أمر مهم بالنسبة لي , وتتعلق أهميته بظرف الغربة حيث أني أقيم في الكويت وأنشر فيها مما يجعلني اسما مجهولاً في بلدي .
* الإنترنت هل هو بوابة إيجابية لمزيد من انتشار المبدع العربي .. أم يدخل في إطار إهدار الوقت كما يصفه بعض المبدعين..
**السكين أيضاً تصير اداة قتل حين نستخدمها بطريقة مختلفة , وهذا الأمر ينطبق على النشر الالكتروني بحيث يمكن أن يصبح أداة لهدر وقت لا طائل من ورائه لكنه بالنسبة لي ليس كذلك لأني أعتبر النت قد رفع سقف الحرية في النشر كما اجتاز معضلة الوقت الذي تمر به مقالات ومواد أدبية تركن في الأدراج لحين أن تجد دورها وفرصتها - تبعاً للواسطة والعلاقات والموضوع - في النشر, سأعترف بأن الغث يجاور الثمين في النت , لكني شخصياً مستعدة للبحث والمغامرة مادمت حرة لاتمتلكني الوصاية الاعلامية المكرسة لأسماء معينة ووجهات نظر محسومة سلفاً وأعترف بأني سعدت بالاطلاع على تجارب مجموعة من المبدعين أهم بكثير ممن يعتبرون أنفسهم مالكي زمام النشر الورقي وجهاته الأربعة.
عكاظ - الخميس
18/8/2005م
العـدد : 1523
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق