لا تمطرِ الآنَ أيها السَفَرُ المعطَّرُ بالكآبة
سقطَ منكباكَ في انكسارِ المرايا، ولم تهادِنِ الروحُ العريضة
راحلٌ أنتَ في اندلاعِ الهجيرة..
قاتمٌ أنتَ في انحناءِ البلادْ
البلادُ.. البلادُ.. البلادْ
لا أرصفةُ التسكُّعِ تمشطُ ضفتَكَ العالية
ولا واجهاتُ التجارة تستقبلُ جرحَكَ العاري
رحلَ المضيءُ في تواترِ المسافة
وانكمشَ الطريقُ من انقلابِ المواسمْ
عراةٌ نحنُ من رشرشاتِ الطفولة
شائعونَ نحن في قتلِنا اليوميّ
هكذا نشبُّ على الحريقِ الجائحِ حتى النسغْ،
نرمَدُ على أبوابِ جوازِ السفرْ،
ينهشنا ضبابُ المدنِ الناتئة من جبهتِنا العريضة
البلادُ.. البلادُ.. البلادْل
م نغادرْكِ سكارى
لكنَّها الريحُ راودتِ الخامدَ منَّا فأربكتْ سريرَ أمِّنا اليابسْ!!
لم نُروِّك أيتها الأمُّ من الأخضرِ العابثْ،
فحلمُنا تقهقرْ، الشرفةُ زاغتْ، ووترُ القلبِ انقطعْ
لم نختزلْكِ من احتمالِ الموجِ، فنحنُ غرقى.. ولا قشة
لم نرفعْكِ إلى نعشكِ العالي لأنَ الغائمَ فينا عاقرٌ.. عاقرٌ.. عاقرْ
البلادُ.. البلادْ
يا حجمَ الحقيبةِ من قلبيَ الأرملْ
يا شهيقَ الأصابعِ المشبوكةِ إلى تعب الموانئ
البلادُ.. البلادْيا سِفْراً لن ترتلْهُ حنجرتي الجاحدة
يا مومساً لن ترثَهُ رفاتي العاشقْ
مرح البقاعي :شاعرة سورية مغتربة ، وإعلامية ، وناشطة في مجال حقوق الانسان
عن موقع الحوار المتمدن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق