21 نوفمبر 2008

رثاء محمد خالد القطمة



أبا نضال.. وداعا
كتب جابر محمد الهاجري :
تلقيت مكالمة من أحد ما يقول انه في طريقه إلى الشاليهات فوجد نفسه على مشارف الجهراء، فضحكنا «ضحك طفلين معاً»، واستغرقت في تلك المكالمة ونسيت أني بصحبة اثنين من كبار مؤسسي الصحافة العربية، كان ذلك قبل سنوات وكنا في بهو فندق الشيراتون.. فعدت إليهما معتذرا، فسألني خالد قطمة ضاحكا: «شو القصة ضحكاتك واصلة لآخر الدنيا.. فرحني شو؟».. رحمه الله، بابا خالد قطمة كان جميلاً رائعاً طفولياً في ضحكته وفي صفائه وصدقه، كنت أجد المتعة في لقائه مع سمير عطا الله أستاذي وصديقي العزيز كلما زار الكويت، حيث أرى لوحة جميلة من الوفاء والشوق والإخلاص بين صديقين حميمين في زمن ندر فيه الوفاء، كان لقاؤهما ممتعاً لي وفيه من الفائدة المعلوماتية والثقافية والصحافية الشيء الكثير، رحل الجميل خالد قطمة وكان أقل الواجب هو حضور اللقاء الأخير معه بحضور جنازته، طيب الله ثراه.رحل ذلك «الهارب من الأعراب»، وبرحيله طويت صفحة أخيرة في مسيرة أحد العمالقة في الصحافة العربية وخصوصا صحافة الكويت التي كان له الفضل في تأسيس العديد من الدور فيها، كان جميلا وكنت استمتع بنصائحه الصادقة والمعبرة عن حب. كان ينتقد مشيرا الى نقاط الخلل لأجل تقويمها كي تبقى صحافة الكويت في صدر الريادة كما يريدها.لن يكون هناك لقاء ثلاثي، وحتما لن ننسى الجميل خالد قطمة، وليس لنا سوى أن نتقدم بالعزاء لكل عشاق الكلمة الحرة الصادقة ولكل ابناء صاحبة الجلالة العربية والعزاء للأصدقاء والعزاء لسمير عطا الله الذي زاد من حزننا على راحلنا العزيز أبي نضال في تلك المكالمة التي يغالب فيها أبو نصري عبراته ودموعه.. حيث لن تكون هناك لقاءات أخرى مع خالد قطمة و«قفشاته» الجميلة.. لن يكون هناك سؤال من خالد قطمة عن أحوال صديقه سمير عطا الله كلما التقيت به.. ولن يكون هناك اشتياق لأخبار خالد قطمة وأحواله من سمير كلما التقينا في بيروت.. الرحيل سمة الحياة والوفاء من شيم الكبار.. رحل خالد قطمة كبيراً ورجلاً صاحب مواقف رجولية مع الكويت وأبناء الكويت.. لن ننسى عطاء خمسين عاماً في خدمة الكويت وصحافتها..أبا نضال سنفتقدك كثيرا يا صديقنا الكبير.. العزاء للسيدة نور ولمجد ولشقيقاته.. البقاء لله..

ليست هناك تعليقات: