خالد قطمة.. وداعاً
بقلم السفير علي عبدالكريم
بقلم السفير علي عبدالكريم
حين التقيته قبل خمس سنوات وهو في آخر عقد الستين من عمره، لم يكن محتاجا الى تعريف نفسه وتقديمها اليّ، لا لأنه علم وكاتب معروف تمتد علاقته بالقلم والابداع ما يقارب الخمسين عاماً فحسب، بل لان عينيه وقسمات وجهه صريحة واضحة لا تشويش فيها ولا غموض، فقد فاجأتني عذوبة مشوبة بالنزق والتمرد في وجه تشع منه أمارات الذكاء، وابتدأت من ذلك التاريخ معرفة أضحت صداقة حميمة مع الرجل الذي تودعه اليوم بغصة وألم كبيرين انه الكاتب الصحافي والانسان محمد خالد قطمة.لن أتحدث عن ريادته في العمل الصحافي ودوره في تأسيس عدد من الصحف المرموقة في هذا البلد العزيز «الكويت» فغيري أولى وأجدر لاضاءة هذا الجانب من حياة الراحل الكريم.أما الشعر والصداقة والرأي العميق الحر والدعابة الحلوة، فتلك خصائص ميزت خالد قطمة ومنحته حضوراً جميلاً آسراً لدى أصدقائه وجلسائه وقرائه ومريديه... فلغته حين يكتب أو يتحدث تمتلك قوة اللمح والايحاء والتعبير الذكي، فتأتي حارة وفية حين تعبر عن موقف قضية وطنية أو قومية أو فكرية.. أو تجاه أشخاص تربطه بهم صداقة أو علاقة إنسانية، ولا تخلو لفتاته وكتاباته من القسوة المقصودة حين تقتضي الحالة والموقف ذلك.كان الدمع صديقه وكانت الدعابة والنكتة سلاحاً يعبر بهما عن رأيه النقدي حيناً كما تبرز في ذلك براعته وذكاؤه وثقافته الموسوعية أحياناً أخرى. عذب رقيق جميل وهو ذاته حاد شرس صريح وواضح.. يحب الناس الى درجة البكاء في لقائهم وفي وداعهم، يرفض مواقف وسلوكيات الى حد القطيعة والتعبير الجارح.ذلك هو خالد قطمة الكاتب المتميز والانسان اللماح والحيوية المتدفقة والحنان الذي يغمر أهله وأصدقاءه وكل المتعاملين معه.سنفتقدك يا أبا نضال وستظل معنا بروحك المرحة وفكرك النيّر.. جميلاً عميقاً كنت وستبقى.وفيك يصدق قول الشاعر:جمال ذا الدهر كانوا في الحياة وهمبعد الممات جمال الكتب والسيرِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق