وفق دراسة طبية حديثة، أجرتها جامعة جيه. دبليو جوته، في فرانكفورت بألمانيا، فقد صار بالإمكان التحكم بالأحلام عبر توصيل تيار كهربائي إلى الدماغ. الأحلام، نعم الأحلام، والقضية على ما يبدو بسيطة، وقليلة التكاليف، إذ يكفي أن تمرر أشعة "جاما" إلى دماغك عبر جهاز بأقطاب، لتحلم بما تشتهي وترغب!
النتيجة العلمية المبهرة القادمة من بلاد الكفر والاختراعات، والتي تشبه (شبيك لبيك) تأتي في وقتها المناسب لنتخلص من نكد النهار اليومي. وكشعوب مقهورة نخْلد بعد عناء اليقظة إلى نوم هادئ نختار أحلامه بدقة وروية، ونستعيد على سبيل المثال، لا الحصر، حكاية سندريلا التي اعتمدت على جنية بعصا وعربة، فخلَّصتها من الظلم والاستبداد، وانتهت بها بين ذراعي أميرها المحب! طبعاً لا يحدث هذا إلا في الأحلام، ففي الحياة العادية يبقى الظالم ظالماً حتى النهاية، ويبقى المظلوم مظلوماً يتطلع إلى السماء "السابعة" راجياً مبتهلاً، قبل أن يموت حسرةً وكمداً، ويرتاح.
وبواسطة ذلك الاختراع لن نحلم فقط، بل سنتجنب، أيضًا، ما يدعى مجازاً "كوابيس"، باعتبار أن أعتى الكوابيس هي أن ترى نفسك تسقط من علو شاهق، فتقع من حافة السرير، أو أن تفقد أحد أحبائك فينفرط قلبك، لكن لم يحدث على سبيل المثال أن جرك كابوس لتكون شاهداً على منصة تقطع فوقها الأيدي بالجملةِ بساطور. ولم يحدث، أيضاً، أن بالغ في إزعاجك فجعلك ترى قصف الأحياء وانهيار الأبنية وتشرد الآلاف وقلة الطعام وشح الماء وكل ما تملكه فرصة حظ بأن تنجو (يحدث هذا في كوابيس اليقظة السورية).
ولأن الأحلام ستكون في متناول اليد، سندلل أنفسنا بأحلام جاهزة تحت الوسادة، فتحلم بموسيقى فورية يعزفها رأسك، أو ببرتقالة جاهزة للالتهام، أو بنسيم عليل، أو بقمر لا يأفل، أو ربما بطريقة تتحكم بها بهاتفك النقال عوضاً عن العكس الذي يحدث... بل وبإمكانك أن تكون أكثر جرأة، فتحلم بأن تنطلق وتسافر إلى أية بقعة على هذه الأرض دون أن تحتاج إلى فيزا، ولا إلى جواز لا يصلح للسفر إلى أي مكان، بعد أن انتهك العالم مواطنيتك وكيانك وإنسانيتك.
ولأنها محض أحلام تختارها لتسعدك، فبإمكانك أن تتخلص مما تتمنى التخلص منه، كأن تقتل الجهل والنفاق والعنف والعنصرية، واحداً واحداً، أو جميعهم معاً وبطعنة واحدة، فإذا ما نجحت؛ بالغْ في الشر، ولا تخفْ! تخلَّصْ ممن تتمنى التخلص منهم، كحبيب هاجرٍ، أو زعيم قاتل، أو كائن يتاجر بالأديان والأعراض. واطمئن؛ فلم نسمع بعد عن أحد قاضى حالماً!
لا تنسوا! فبتوصيل أشعة جاما إلى الدماغ سنستطيع، نحن تعساء الأرض، أن ننفصل عن الواقع، وننتقي من سلة الأحلام حلماً لقيطاً يكفينا لباقي يومنا... فاختاروا!
هناك تعليقان (2):
رغم جدلية الاختراع ورغم عدم فاعليته الا انه على الاقل يعلنا قادرين على العيش للحظات كما نشتهي ونرغب وتحت الطلب
اختراع هائل بالطبع... لكنه سيفقد المبصرين ومفسرين الاحلام عملهم في المجلات وعلى القنوات التلفزيونية..
شكرا لتعليقك وليد
إرسال تعليق