كالوسواس الخناس، تراودني فكرة القيام بعملية
تجميل. وأعرف أن "كل" النساء مثلي، بعضهن يندفعن وينفذن رغباتهن. وبعضهن
يترددن في اتخاذ القرار؛ لسبب أو لآخر. وبعضهن، مثلي، يكتفين بالإصغاء - مستمتعاتٍ
- لهكذا مروادات.
من باب الترويج للأمر، فلا تتعلق المسألة فقط بضرورة العناية بقطع الأنتيك الثمينة للحفاظ عليها، بل أيضاً، بمجاراة التقدم الطبي الهائل، واستغلاله، والاستفادة من الإمكانيات الاستثنائية التي أتاحت لنا - نحن النساء - فرصاً جديرةً بأن تُجرب، للاستقواء على الهرم أو القبح أو كليهما. إذ ليس من البصيرة، ولا من التبصر، أن نلعن العَتمة دون أن نوقد شمعة، تلك الشمعة التي تضمن لي/ لنا أن نمر بنهر الزمن مرتين، والبعض يقول "أكثر من ذلك" !
قبل أن تعرف الألوان طريقها إلى اللوحات الفنية؛ استخدمتها امرأة ما، وطلتْ بها وجهها. إذن، مسألة التجميل والجمال ليست وليدة الساعة، وللاقتناع بالخضوع لمشارط الجراحة وإبر الحقن، هناك حقيبة إرث كاملة تحملها النساء منذ الطفولة، يضاف إليها كل ما نتلقَّاه، لاحقاً، سواء كان ما تبثه وسائل الإعلام والبرامج النسائية والإعلانات الدعائية، من صور لشهيرات جميلات، أو ما تغذيه ثقافة مجتمعات تحجم المرأة ضمن دائرة الجاذبية المنشودة والمتغيرة... فملكة جمال السبعينات على سبيل المثال باهتة تماماً وبالكاد تستحق لقبها.
هكذا تتحول مقولة (الجمال جمال الأخلاق) إلى مجرد شعار يستخدم في المواضيع الإنشائية وفي المحاضرات التربوية، ولا يصمد أمام واقع يجتاح الكرة الأرضية بخطوط طولها وعرضها، ويطالب المرأة ذات الحظ المتواضع من الجمال، أن تستعين على قضاء الله وقدره، بكل وسائل الغش والخداع الممكنة، حتى وإن لم تكن مقنعة!
بالطبع، ثمة قائمة طويلة من وسائل التلاعب يتم تطويرها، بدءاً من الكعب العالي والمشدات الخانقة وأدوات التجميل المعروفة وخصلات الشعر الصناعية والكريمات المنحفة والمبيضة والملونة... وأخيراً الجراحة التجميلية.
إنَّما المشكلة الأساسية تكمن في أن المرآة لا ترينا إلا ما نود نحن رؤيته، فلا شيء يستطيع أن يغير إصرار العين على أن ترى ما تريد أن تراه، جمالاً أو قبحاً، شباباً أو هرماً، حباً أو كراهية...
كما في ثنائية الشاعر:
من باب الترويج للأمر، فلا تتعلق المسألة فقط بضرورة العناية بقطع الأنتيك الثمينة للحفاظ عليها، بل أيضاً، بمجاراة التقدم الطبي الهائل، واستغلاله، والاستفادة من الإمكانيات الاستثنائية التي أتاحت لنا - نحن النساء - فرصاً جديرةً بأن تُجرب، للاستقواء على الهرم أو القبح أو كليهما. إذ ليس من البصيرة، ولا من التبصر، أن نلعن العَتمة دون أن نوقد شمعة، تلك الشمعة التي تضمن لي/ لنا أن نمر بنهر الزمن مرتين، والبعض يقول "أكثر من ذلك" !
قبل أن تعرف الألوان طريقها إلى اللوحات الفنية؛ استخدمتها امرأة ما، وطلتْ بها وجهها. إذن، مسألة التجميل والجمال ليست وليدة الساعة، وللاقتناع بالخضوع لمشارط الجراحة وإبر الحقن، هناك حقيبة إرث كاملة تحملها النساء منذ الطفولة، يضاف إليها كل ما نتلقَّاه، لاحقاً، سواء كان ما تبثه وسائل الإعلام والبرامج النسائية والإعلانات الدعائية، من صور لشهيرات جميلات، أو ما تغذيه ثقافة مجتمعات تحجم المرأة ضمن دائرة الجاذبية المنشودة والمتغيرة... فملكة جمال السبعينات على سبيل المثال باهتة تماماً وبالكاد تستحق لقبها.
هكذا تتحول مقولة (الجمال جمال الأخلاق) إلى مجرد شعار يستخدم في المواضيع الإنشائية وفي المحاضرات التربوية، ولا يصمد أمام واقع يجتاح الكرة الأرضية بخطوط طولها وعرضها، ويطالب المرأة ذات الحظ المتواضع من الجمال، أن تستعين على قضاء الله وقدره، بكل وسائل الغش والخداع الممكنة، حتى وإن لم تكن مقنعة!
بالطبع، ثمة قائمة طويلة من وسائل التلاعب يتم تطويرها، بدءاً من الكعب العالي والمشدات الخانقة وأدوات التجميل المعروفة وخصلات الشعر الصناعية والكريمات المنحفة والمبيضة والملونة... وأخيراً الجراحة التجميلية.
إنَّما المشكلة الأساسية تكمن في أن المرآة لا ترينا إلا ما نود نحن رؤيته، فلا شيء يستطيع أن يغير إصرار العين على أن ترى ما تريد أن تراه، جمالاً أو قبحاً، شباباً أو هرماً، حباً أو كراهية...
كما في ثنائية الشاعر:
وعينُ الرضا عن كل عيب
كليلةٌ
ولكنَّ عينَ السخطِ تبدي المساويا
ولكنَّ عينَ السخطِ تبدي المساويا
وهذه المشكلة على بساطتها؛ لا حل لها!
سوزان خواتمي
مقال نشر في موقع آراء الالكتروني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق